انطباعات عن زياراتي لإيران |
انطباعات عن زياراتي لأيران بسم الله الرحمن الرحيم )وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ( ما من مرة أزور فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا وأجد جديداً، وأتعلم مفيداً؛ فهي دولة حديثة متطورة، وشعب حضاري مبدع، متجذر في إنسانيته، متوثب ليكون في صدارة الشعوب والأمم. أعرض بعض دروس تعلمتها عملياً من خلال زياراتي المتكررة. بدءاً من الزيارة الأولى، حيث وصلنا ليلاً، وعند الصباح نظموا لنا زيارة شاركت فيها، للاطلاع على قصور وحدائق (الشاه) وبعد التجوال فيها أخذونا إلى منزل الإمام الخميني (المنزل المتواضع: الصغير في حجمه، والكبير في تأثيره) لتحدث الصدمة الفكرية لدى الزائر، أن قوة الإيمان أكبر من القوة المادية، وأن النصر يكون للمؤمنين، وليس للمستكبرين. فمن قلب الغرفة التي لا تملأ عين الرأس، استطاعت ملء عين البصيرة، حيث يتم استقبال كبار الضيوف فيها، وتتخذ القرارات الحاسمة، من إمام عرف حقيقة ما يريد، ووصل إلى تخليص شعبه من الطغيان، وأعاد فيهم جذوة الحب والإيمان. في زيارات الإمام تشعر بعظمة الإنسان في إيمانه، وقوته في تواضعه، وتمكنه دون حاجة إلى زخارف، وهيبته دون حاجة إلى مظاهر وأبهة وعظمة ملك، يجلس الحاضرون بكلِّ أدب وتواضع على اختلاف رتبهم ومكانتهم، مُصغين بكلِّ حب واهتمام، لما يعرضه الإمام من أفكار ورسم استراتيجيات، وتحليل للأوضاع. وفي زيارة إلى مقر السفارة الأمريكية (الجاسوسية الخبيثة) بطهران، تقرأ كيف استطاع شباب ثورة الإمام الخميني تجميع الأوراق التي مزَّقها الأمريكان على شكل (معكرونة) باستخدام فرامات الأوراق، فكان الجهد الجبار من شعب مؤمن برسالته إعادة لصق هذه (المعكرونات الصغيرة، الرشتا) ليجعلها مجلدات ووثائق، تكشف خطر العدو وخططه، عندها تشعر بأهمية أن مَن جَدَّ وَجَد. في زيارة إلى مدينة (تبريز)، وعلى ضفاف بحيرة (أورمي)، شعرنا بعزة القوة، حيث تمّ نصب صواريخ بعيدة المدى تطال الصهاينة في فلسطين المحتلة، مستعدة لساعة الصفر، للتحرير والتمكين، بينما تجد عواصم دول (عربية) للأسف لعلها أقرب في المسافة، ولكنها لا تمتلك هذه القوة المادية، بل ولا القوة المعنوية في مقارعة أعداد الأمة والوطن. في زيارة إلى مدينة أصفهان (عاصمة الصناعة الثقيلة، الحديد والصلب) في معمل ضخم ينتقل الزائر بحافلات لاتساع رقعته، حيث يدخل الصخر والحجر، ليخرج الحديد المزئبق، وهذا درس البأس الشديد، والقوة المهابة. أما مدينة العمائم (قم المقدسة) فحدِّث ولا حرج عن العلم والعلماء، والفقه والفقهاء، والحكمة والفقاهة، والتفكر والاجتهاد، والبحث والتمحيص، في اتساع صدر، ورحابة فكر، وثقابة نظر، في استيعاب حركة الحياة، ومستجداتها، ماضياً وحاضراً، واستشراف مستقبل مراكز علمية، وحوذات تعليمية، وإقامة ندوات فكرية، ومؤتمرات عالمية. |
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024© |