الانتحار تعريفه، أسبابه، تحريمه، وكيفية التعاون لمنعه |
ما حكم الانتحار، وهل يموت المنتحر كافراً؟
الانتحار تعريفه، أسبابه، تحريمه، وكيفية التعاون لمنعه 1- تعريف الانتحار: تعريف: محاولة ناجحة أو فاشلة لإنهاء الحياة عن قصد/إيذاء الجسم بهدف الموت. تختلف طريقة محاولة الانتحار باختلاف الأساليب فمنها غير العنيفة نسبياً (مثل تعاطي السُم أو تعاطي جرعة أكبر من اللازم ) إلى الطرق العنيفة (مثل إطلاق النار وقطع الشريان). 2- أسباب الانتحار: الاكتئاب، الشعور بالعجز واليأس، مشاعر سلبية لدى الشخص عن نفسه، التفسخ الاجتماعي، انهيار معنويات الشخص، العزلة الاجتماعية، البطالة، الإصابة بالأمراض الفتاكة مثل: الأيدز، كورونا، الاختلالات العقلية الوراثية، عدم توازن الكيماويات الحيوية في المخ. يشعر الشخص بالكأبة من وقت لآخر. بسبب الانطواء على النفس، أو الحزن الشديد، أو الشعور بالفراغ، أو ضعف معنويات الشخص، أو اليأس، القلق، أو الصعوبة في التركيز وفقدان الذاكرة. 3- ما الذي تستطيع أن تفعله؟ إذا كنت تشعر بالإحباط. اقبل الحقيقة في أنك لا تستطيع أن تكون سعيداً كل الوقت، وعليك أن تبني على مكامن القوة لديك، وتحسّن من مهاراتك وتقبل قيودك وحدودك. تحدث إلى الناس عن شعورك: الأصدقاء، وأفراد العائلة، والمدرسين والطبيب. عبّر عن نفسك بالكتابة أو بالألعاب الرياضية. اقبل التغيير. تناول الطعام بطريقة صحيحة. مارس التمرينات الرياضية. 4- تحريم الانتحار: الانتحار: هو تعدي الإنسان على نفسه، أي أن يقتل الإنسان نفسه متعمداً، وهذا العمل كبيرة من كبائر الذنوب، وعظام الأمور. وقتل النفس ليس حلاً للخروج من المشاكل التي يبثها الشيطان، والوساوس التي يلقيها في النفوس. تحريم الانتحار بكل وسائله من قتل الإنسان نفسه، أو إتلاف عضو من أعضائه، أو إفساده، أو إضعافه بأي شكل من الأشكال، أو قتل الإنسان نفسه بمأكول أو مشروب. ولهذا جاء التحذير عن الانتحار بقول ربنا جلت قدرته وتقدست أسماؤه حيث قال: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 29، 30]. وقال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]. وقال تعالى: {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان: 68] إلى قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: 68، 69]. وكذلك جاء التحذير في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري (4/170 وما بعدها)، 3463 - حَدَّثَنَا جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ" (فجزع) لم يصبر على الألم. (فحز) قطع. (فما رقأ) لم ينقطع الدم ولم يسكن. (بادرني عبدي بنفسه) استعجل الموت. وفي صحيح مسلم (1/103)، 175 - (109) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا». (يتوجأ بها في بطنه) معناه يطعن (يتحساه) يشربه في تمهل ويتجرعه (يتردى في نار جهنم) أي ينزل. جهنم اسم لنار الآخرة، وسميت بذلك لبعد قعرها. وفي صحيح البخاري (4/72)، 3062 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ»، فَلَمَّا حَضَرَ القِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الَّذِي قُلْتَ لَهُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَاتَلَ اليَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَى النَّارِ»، قَالَ: فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، ثُمَّ أَمَرَ بِلاَلًا فَنَادَى بِالنَّاسِ: «إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ» وأخرجه مسلم في الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. رقم 111. (شهدنا) حضرنا. (خيبر) أي فتحها. (يرتاب) يشك ويرتد عن دينه. (ليؤيد) ينصر ويحمي. (الفاجر) من الفجور وهو الانطلاق في المحرمات والمعاصي. ما كان الانتحار علاجاً ولن يكون، الانتحار حرام بكل صوره وأشكاله، وليس دواءً يوصف للمعضلات والمشكلات، بل داء يسبب الانتكاسة والحرمان من الجنة، ويجلب سخط الرب تبارك وتعالى. في سنن أبي داود، (6/23)، 3874 - عن أبي الدرداء قال: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: "إنَّ الله عزّ وجلّ أنْزَلَ الدَّاءَ والدَّواء، وجَعَلَ لِكُل داءٍ دَوَاءً، فَتَداووا، ولا تَدَاووا بحرَام". وفي السنن الكبرى للبيهقي، (10/8)، 19679 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: نَبَذْتُ نَبِيذًا فِي كُوزٍ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَغْلِي، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟"، قُلْتُ: اشْتَكَتِ ابْنَةٌ لِي، فَنُعِتَ لَهَا هَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ". فالانتحار منهي عنه نهي تحريم لما فيه من إزهاق النفس البشرية بغير وجه حق. في صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، (2/30)، 1173 - 1398 - عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أَنزلَ الله داءً إِلّا وأَنزلَ له دواءً". وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم، (4/218)، 7424 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ». فلا توجد مشكلة إلا ولها من الحلول ما يناسبها، إن الانتحار لهو دليل على ضعف الدين، وقلة التوكل على الله تعالى. 5- كيف يمكن منع الانتحار؟ قد لا يمكن منع جميع أشكال الانتحار، ولكن يمكن منع غالبيتها. وهناك عدد من التدابير التي يمكن اتخاذها على المستويين المحلي والعالمي للحد من احتمال وقوع حالات انتحارية، بما في ذلك ما يلي: - الحد من فرص الحصول على وسائل الانتحار (مثل مبيدات الهوام (Pesticides) والأدوية والأسلحة). - علاج الأشخاص من ذوي الاضطرابات النفسية (خصوصاً من يعانون الاكتئاب، والفصام، وإدمان الكحول). - متابعة الأشخاص الذين سبق لهم القيام بمحاولات انتحارية. - الإبلاغ عن الانتحار بطريقة مسؤولة في وسائل الإعلام. - تدريب القائمين على الرعاية الصحية الأولية. ومن الأهمية بمكان، على المستوى الشخصي، إدراك أنّه ليس هناك سوى عدد قليل من حالات الانتحار التي تحدث بدون إنذار. فمعظم المنتحرين يعطون إنذارات واضحة عن نواياهم. وبناء عليه، ينبغي إيلاء الاهتمام الواجب لجميع التهديدات المتعلقة بإيذاء الذات. وإضافة إلى ذلك، فإنّ غالبية الأشخاص الذين يحاولون الانتحار هم أشخاص يكتنفهم التناقض، وعدم اليقين من الرغبة في الموت. وتحدث حالات انتحار كثيرة في فترة التحسّن، أي عندما يكتسب الشخص ما يلزم من طاقة وإرادة لتحويل الأفكار اليائسة إلى عمل بناء. غير أنّ الشخص الذي حاول الانتحار في يوم ما من حياته لا يُعد بالضرورة شخصاً معرّضاً للخطر بشكل دائم: فقد تعاود الأفكار الانتحارية بعض الأشخاص، ولكنّها لا تدوم لديهم، وقد لا تعاود أبداً أشخاصاً آخرين. وينبغي أن نعلم الناس الصبر على أقدار الله، وأن نشيع في أنفسهم أجواء الأمل برحمة الله، وعدم اليأس والقنوط من رحمته عز وجل. فضعف الإيمان هو الذي يؤدي في لحظات اليأس القاتل إلى أخذه لتلك السموم وإلى قتل نفسه. 6- دعاء ورجاء: اللهم احم شباب الأمة، واعصمهم من الانحرافات الفكرية، وصن فيهم الإيمان بك، وقوِ يقينهم فيك.
|
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024© |