المضمضة في الوضوء |
057 الدرس السابع والخمسون 5 8 2019 مطلب: سنن الوضوء:
للفقهاء في حكم المضمضة قولان: قال الحنفية والمالكية والشافعية وأحمد في رواية([1]): إن المضمضة سنة في الوضوء، لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6]، فالوجه عند العرب: ما حصلت به المواجهة، وداخل الفم ليس من الوجه. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ" وذَكَرَ صلى الله عليه وسلم منها "الْمَضْمَضَةَ وَالاِسْتِنْشَاقَ"([2])، والفطرة سنة. وذكرُهُما من الفطرة يدل على مخالفتهما لسائر الوضوء. ولقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: "تَوَضَّأَ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ"([3]). وقال الحنابلة في المشهور: إن المضمضة والاستنشاق واجبة في الوضوء؛ لما روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الْمَضْمَضَةُ وَالاِسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لاَ بُدَّ مِنْهُ"([4]). ولأن كل مَن وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَقْصِيًا أفعال الوضوء ذَكَرَ أنه تمضمض واستنشق. وإن مداومة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما تدل على وجوبهما، لأن فعله صلى الله عليه وسلم بيان وتفصيل للوضوء المأمور به في كتاب الله([5]).
([1]) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، الكاساني 1/21 ط دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان، ومراقي الفلاح ص 32، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير، الدردير 1/97، وجواهر الإكليل شرح مختصر خليل 1/23، والمجموع 1/362 - 365، والمغني، ابن قدامة 1/118. ([2]) أخرجه الترمذي (1/223) من حديث عائشة رضي الله عنها. ([3]) أخرجه الترمذي (2/102) من حديث رفاعة بن رافع، وقال: حديث حسن. ([4]) أخرجه الدارقطني في السنن (1/84) من حديث عائشة، وصوب الدارقطني إرساله. ([5]) المغني، ابن قدامة 1/118 - 119 ط. الرياض، والمجموع 1/362، 363. |
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024© |