العدل مسؤولية الآباء |
من المسؤولية الملقاة على عاتق الآباء تجاه أولادهم العدل امتثالاً لقول الله تعالى: ] اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [ [المائدة/8]. وتنفيذاً لقول رسول r: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم". والعدل يكون في الهدية، وفي الكلمة الطيبة، وفي المعاملة، وفي العطاء، لا فرق بين متعلم وأمي، ولا فرق بين موهوب وقليل المواهب، ولا بين ذكر وأنثى. ولما كانت النظرة الجاهلة مميِّزة بين الذكر والأنثى في العدل، جاء التوجيه القرآني والإرشاد النبوي إلى تكريم المرأة (الأنثى) منذ ولادتها، وشَرَع الإسلام من أحكام ما يضمن حقوقها، ويصون كرامتها، وأمر بحُسن صحبة البنات والعناية بهن، وجعل دخولَ الجنة ثوابَ مَن يقوم على تربية فتياته، وإيصال الخير لهن على الوجه المشروع. عن عائشة y أن رسول الله r قال: " مَن ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار". وقال r: "مَن كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يؤثر ولده عليها: أدخله الله الجنة". وقد وقف رسول الله r بجانب المرأة ضد إجحاف بعض الآباء، وظلم بعض الأولياء، وقال منتصراً للمرأة، وداعياً إلى وجوب إعطائها حقها كاملاً غير منقوص: "ساووا بين أولادكم في العطية، ولو كنت مؤثراً أحداً لآثرت النساء على الرجال". وفي حديث آخر بيّن رسول الله r أن تفصيل الأنباء بعضهم على بعض في العطايا والهبات لا يجوز، لأنه بيعث على الشقاق والنزاع بين الأخوة، ويقطع أواصر المودة والقربى، ومن الممكن أن يمنع هذا التمييزُ بين الأولادِ البِّر بالآباء، والوالد مُطَالَب أن يعين ولدَه على بره، لا أن يعينه على عقوقه، كما أن الوالد مُطَالَب بالإصلاح بين الأخوة، لا أن يزرع روح العداء والمجافاة والقطيعة. عن النعمان بن بشير t أن أباه أتى به رسول الله r فقال: إني نَحَلْتُ ابني هذا _ أي أعطيته _ غلاماً، فقالr: " أَكُلَّ ولدك نحلت مثله؟" قال: لا، قال: "فأرجعه". وفي رواية: قال r: " أَفَعَلتَ هذا بولدك كلهم؟ قال: لا، قال: " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم". وفي رواية أخرى: قال رسول الله r: " يا بشير ألك ولد سوى هذا؟" قال: نعم، فقال: "أَكُلَّهم وهبت له مثل هذا؟" قال: لا، قال: "فلا تُشْهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور"، ثم قال: "أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟" قال: بلى، قال: "فلا إذا"، أي لا تعطِ بعضهم دون بعض، بل ساو بينهم في العطية. |
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024© |