في رمضان كلمة الى الشباب |
في رمضان كلمة الى الشباب أطلب منهم أن يعوّدوا أنفسهم على الممارسات العباديّة من تعبّد وتهجّد وخضوع. فمن المفروض في الشاب المسلم أن يتقرب إلى الله سبحانه ويشعر أنّه يتحدّث مع الخالق، وأنّ الخالق يتحدّث معه، وفي هذا المجال يقول الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: "وأنّ الراحل إليك قريب المسافة، وأنّك لا تحتجب عن خلقك إلاّ أن تحجبهم الأعمال دونك، وقد قصدت إليك بطلبتي، وتوجهت إليك بحاجتي، وجعلت بك استغاثتي، وبدعائك توسلي من غير استحقاق لاستماعك مني". إن شهر رمضان يمثّل فترة زمانية محدودة لا تلبث أن تنتهي، وفي السنين القادمة لا نعرف هل سنكون من الأحياء أم الأموات. فعلينا أن نحذر من التسويف في استغلال هذا الشهر المبارك العظيم، وأن نترك الممارسات التي لا طائل من ورائها من مثل الحضور في المجالس التي ترتكب فيها الذنوب والمعاصي، والأحاديث التي تشغل الإنسان عن ذكر الله عز وجل. فعلينا أن نحذر من أن نفسد صيامنا بمثل هذه الأعمال التي ترين على القلب، وتجعل الإنسان قاسياً لا يخشع عند الدعاء لقوله تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]. فلنطهّر قلوبنا، ولنحذر من أن نخرج من شهر رمضان كما دخلنا فيه. فلقلقة اللسان لا يمكن أن تنفع، بل علينا أن نستشعر الندم الحقيقي على ذنوبنا، وأن نعزم عزماً راسخاً على تركها، وألا نعمد إلى تبرير ذنوبنا فنضاعفها، ويحرمنا الله جلّ وعلا من المغفرة. شهر رمضان؛ ولادة جديدة وهناك من الناس من يدخلون في شهر رمضان وهم مليؤون بالذنوب، ولكنّهم يخرجون منه وكأنهم ولدوا من جديد، فتصبح قلوبهم وأنفسهم طاهرة نقية. ولكن هناك آخرين لا يغتنمون حتى ليالي الجمع، فما بالك بليلة القدر؟! إن مثل هذه الأوقات – وفي طليعتها ليلة القدر – قد خصّصت أساساً لأن ينشغل الإنسان في العبادة والتهجّد والدعاء وذكر الله، وتصحيح مسار النفس، وتحديد الذنوب، والتفكير في المستقبل والتخطيط له. فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا ليدخلنا نار جهنم، بل لكي يستضيفنا في الجنة، ويغدق علينا من فضله، ويوفّقنا إلى رضوانه الذي هو غاية ما يجب أن يطمح إليه الإنسان المؤمن في حياته. |
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024© |