Severity: Warning
Message: fopen(/home/alzatari/public_html/system/cache/ci_sessioneaecf246bc1f6dadf9559cb33df2ba14): failed to open stream: Disk quota exceeded
Filename: drivers/Session_files_driver.php
Line Number: 156
Backtrace:
File: /home/alzatari/public_html/application/controllers/Lessons.php
Line: 5
Function: __construct
File: /home/alzatari/public_html/index.php
Line: 315
Function: require_once
Severity: Warning
Message: session_start(): Failed to read session data: user (path: /home/alzatari/public_html/system/cache)
Filename: Session/Session.php
Line Number: 140
Backtrace:
File: /home/alzatari/public_html/application/controllers/Lessons.php
Line: 5
Function: __construct
File: /home/alzatari/public_html/index.php
Line: 315
Function: require_once
أبو بكر الصديق |
أبو بكر الصديق "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة إلا أبا بكر" من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، -لأنه بشر-، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت إني أصدقه بخبر السماء، أفلا أصدقه إذا سافر وعاد المذيع: شخصيات كان لها أثرها الواضح وبصمتها الجلية ودورها الفاعل والمؤثر في حياة الرسالة الإسلامية، وتوطيد دعائمها ونشر مبادئها وأفكارها. إنهم شخصيات كانت وبحق القدوة الحسنة والصالحة والمثال الناصع في قوة الإيمان وعمق العقيدة والتمثل بقيم الحق والصدق والعدل والصبر، ولأنهم كذلك، فقد كانوا بمثابة منارات ساطعة أشعت بنور الإيمان ونقاء العقيدة؛ إنهم وبحق مصابيح الهداية. أبو بكر الصديق في أولى حلقات هذا البرنامج نتناول شخصية كانت مؤثرة وفاعلة في نشر رسالة الإسلام، وتوطيد دعائم هذه الرسالة، هذه الشخصية هي شخصية الخليفة الراشدي الأول: أبو بكر الصديق. يسرنا أن نلتقي بضيفنا العزيز الدكتور علاء الدين زعتري أمين الفتوى في وزارة الأوقاف؛ ليلقي الضوء على الجوانب المختلفة لهذه الشخصية. نرحب بك د. علاء ونبدأ معك من حيث التعريف بهذه الشخصية، مسيرة حياة هذه الشخصية، مآثر هذه الشخصية، وما أمكن بأن نحيط بالجوانب المختلفة لهذه الشخصية العظيمة. الجواب: شكراً أ. موفق، وأشكر الإذاعة السورية على اختيارها هذا البرنامج الذي يعرف الأخوة المستمعين بكبار الشخصيات التاريخ الإسلامي الذين كان لهم الأثر الطيب والعنصر الفاعل في نهضة الأمة عبر تاريخها المجيد، وبداية أقول: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد: إن الحديث عن العظماء لا شك أنه حديث عظيم، وبالتالي عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات، ومهما حاولنا أن نذكر شيئاً عن أولئك الكبار، فإن كلامنا سيكون بمقدارنا وليس بمقدارهم؛ لأن القدر الكبير لا يعرفه إلا أصحاب القدر الكبير. نتحدث اليوم عن رجل عظيم، رجل جليل القدر، رفيع المنزلة، حقاً كان عبداً لله اسمه عبد الله، فأبو بكر الصديق اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر. كان عبداً حق العبادة، وكان مجاهداً لله حق الجهاد، أنفق في سبيل الله جُل ماله، بل كل ماله في أكثر من مرة، دافع عن دين الله ونصر رسول الله وصدقه وآمن به ولم يكذبه. المذيع: من هنا أتت كلمة الصديق د. علاء. الجواب: نعم، الصديق؛ لأنه كان يبادر إلى تصديقه، ولما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإسراء والمعراج وراح يصف لقريش ما جرى معه في تلك الليلة العظيمة، قالوا: هذه فرصة لأن يكذب محمد رسول الله، فذهبوا إلى أبي بكر، فقالوا: إن صاحبك يدعي أنه سافر إلى بيت المقدس من مكة ثم عاد إليها في جنح من الليل، فما قولك في ذلك؟ ظنوا أنهم إذا شككوا أبا بكر في ذاك الحادثة، فإنهم يشككون كل المسلمين، فقال لهم كلمته الشهيرة: إني أصدقه بخبر السماء، أفلا أصدقه إذا سافر وعاد؛ فلقب: بالصديق رضي الله تعالى عنه. المذيع: د. علاء، ماذا عن أهم الأحداث التي عاصرها الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق في مسيرة حياة الرسالة الإسلامية؟. الجواب: أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعبد الله بن عثمان بن عامر، هو كان من أوائل من أسلم، وبالتالي فقد كان عظيماً بجوار عظيم، وكبيراً بجوار كبير، ورؤوفاً بجوار رؤوف، ورحيماً بجوار رحيم، وأعني بذلك رسول الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، فطغت عظمة الرسالة والنبوة على عظمة من صاحبه وأعطته المكانة والمنزلة الرفيعة، كي يحق لنا أن نقول: إن أبا بكر أعظم الصحابة وهو من أفضل الصحابة، إنه {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40]. يوم الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، نزلت دمعة من عيني أبي بكر وهو يخشى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أن يقتحم المشركون الغار فيقتلوه، وإذا قتل الرسول فإن الرسالة تضيع، نزلت تلك الدمعة على خد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان نائماً في حجر صاحبه أبي بكر فاستيقظ، ما الخطب؟ قال: إني أخشى، قال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما. إذاً: هو الرجل الذي وزن إيمانه بإيمان الأمة كلها، وهو أول من آمن وقال عنه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا"، ولكن الخلة بين العبد وبين ربه، وأبو بكر هو الأخ والصديق والصاحب والصِدِّيق. المذيع: د. علاء، هل تملك بعض المعلومات أو تواريخ ولادة هذه الشخصية، متى أسلم؟ كم كان عمره عندما أسلم؟ الجواب: لا شك أن الروايات التاريخية تحدثنا أن ولادته كانت بعد ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسنتين، أي ولد بعد حادثة الفيل بسنتين، وأما عن إسلامه فهو من أول المؤمنين إسلاماً من الرجال. عندما نتحدث عن الأوائل نقول: أول الشباب إسلاماً الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه، وأول النساء إسلاماً السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأول الرجال إسلاماً أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ لذلك عندما نقول الفرق سنتين بين ولادة رسول الله وبين ولادته، أما الإسلام فكان مباشرة، وكان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى أيضاً لمدة سنتين، فالوفاة كانت في (63) من عمره رضي الله تعالى عنه. شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كل المشاهد، وعندما نتحدث عن المشاهد نقصد كل الأحداث الكبرى التي جرت في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يحمل الراية في يوم تبوك مما تذكر الروايات، وكان أميراً للحج في السنة التاسعة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذا أردنا أن نتحدث عن الجانب الأخلاقي لهذا الصاحبي الجليل، فقد كان أواهاً يكثر من ذكر الله أو آه، هذا التأوه شوقاً إلى لقاء الحبيب وليس خوفاً من مصاب، فالقرآن الكريم ذكر داود عليه السلام أنه كان أواهاً، فالأنبياء كانوا على هذه الدرجة من الذكر الدائم المتواصل. من صفاته: أنه كان شديد الحياء، كثير الورع، حازماً في رق ولين، ليس حازماً في شدة وقسوة كما يوصف آخرين، بل كان كريم النفس، شريفاً، عزيزاً. من أعماله: أنه كان تاجراً، أي العمل الدنيوي يبيع ويشتري؛ لذلك فقد اشتهر بغناه في المال والجاه والأخلاق. كان سليم الفطرة، لم تذكر الروايات أنه شرب خمراً مرة، حتى قبل الإسلام، فقد أسلم في (38) من عمره لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة. كان سليم العقل، لم يسجد لصنم قط، بل كان يظهر التبرم وعدم الرضى عما يفعله قومه من مشركي مكة، كيف تستبيح عقولهم أن يسجدوا لحجر صنعوه بأيديهم أو لخشب صنعوه وفعلوه بأنفسهم، أو حتى يسجدوا لتمر فإذا جاعوا أكلوه، فعندما نتحدث عن الشخصية الإسلامية نقول ما قاله: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة إلا أبا بكر". إذاً: كلما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً إلى الإسلام؛ تردد، تأمل، نظر، قال: سأفكر إلا أبا بكر عندما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم بادر وما تأخر. المذيع: عن حياة هذه الشخصية الاجتماعية والأسروية د. علاء، عن أولاده، عن بناته، عن حياته في مجتمع كان يتصف بالمواصفات التي أرختها ظروف الرسالة الإسلامية. الجواب: عندما نتحدث عن هذه الشخصيات العظيمة نربطها بما يروى في القرآن الكريم، فقد نزلت فيه بعض آيات من القرآن الكريم، منها قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]، وقال فيه القرآن الكريم: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5-7]. هذه الشخصية العظيمة: كان له من الأبناء البنت الحبيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة أم المؤمنين رضوان الله تعالى عنها، وكان له بنت أخرى اسمها أسماء بنت أبي بكر، التي كان لها دور في الهجرة النبوية، هي أكبر سناً من أختها عائشة، كان أبو بكر الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يكرمنا بالإقتداء بأولئك العظماء، وأن يجعلنا على خطاهم؛ لأن من تمثل شخصية كبرى استطاع أن يسير على هداها وخطاها، لأنها في الأ صل لم تحد عن الحق يوماً، ولأنها تتبع النهج القرآني والنهج النبوي. نسأل الله تعالى أ ن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. المذيع: د. علاء، ربما من أهم الأحداث التي ارتبطت باسم هذه الخليفة أثناء توليه الخلافة هي حروب الردة، ماذا باختصار عن هذه الحادثة التي كان لها الأثر الكبير في تاريخ الرسالة الإسلامية؟ الجواب: بعد أن انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كانت هناك نوع من الجيوب التي حاولت أن تنفرد بزعامات قبلية أو باجتهادات تظن نفسها أنها بذلك تستقل عن مركز الوحدة الدينية في المدينة المنورة، فكان هناك من ارتد عن الإسلام بحجة أنه أوتي النبوة كما أوتيها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، والبعض الآخر ارتد بحجة أنه لن يدفع الزكاة إلى مركز الخلافة، وإنما سيتركها عنده، فكان أبو بكر رضي الله عنه حازماً في هذا الأمر، يجب أن نكون أمة واحدة ، وأن نكون تحت لواء الإسلام الذي وحدنا وجمعنا، فكل ما كان في عهد النبوة يجب أن يستمر فيما بعد، ولذلك أرسل السرايا والأمراء إلى تلك المنشقين والمرتدين ليعودوا إلى رشدهم ويكونوا مع الحق والأمة الواحدة. المذيع: قال قولته الشهيرة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الجواب: نعم، عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بعض الناس لم يصدقوا هذا الخبر بل قال بعضهم: لعله سافر إلى ربه أو آوى إلى ربه في جبل ليعبده ثم يعود، كما أن سيدنا موسى عليه السلام صعد إلى الطور فناجى ربه، ثم بعد أربعين يوماً رجع. قال سيدنا أبو بكر: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، -لأنه بشر-، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. المذيع: في نهاية هذه الحلقة نشكر د. علاء الدين زعتري أمين الفتوى في وزارة الأوقاف. |
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024© |