#كورونا آليّات عمليّة للخير في زمن (كورونا)
الْحَمد لله الَّذِي اخْتصَّ نبيه مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسلم بأصحاب كَالنُّجُومِ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعَلى آله وَأَصْحَابه صَلَاة وَسلَامًا دائمين بدوام الْحَيّ القيوم.
يتساءل النّاس عن آليات عملية قابلة للتّطبيق لفعل الخير وبخاصة في الأزمات.
المطلوب في هذه الاوقات أن يبدع النّاس لمساعدة الذين يخنقهم كورونا اقتصاديًّا واجتماعيًّا، ولعلّي هنا أضع بعض الأمثلة المحرّضة للأذهان:
- إن كنت صاحب شقّة تؤجّرها فسامح المستأجر بالأجرة في هذه الأوقات أو تقاسَمها مناصفة بينك وبينه.
- وإن كنت دائنًا أو بائعًا بالتّقسيط فتوقّف عن استيفاء الأقساط في هذه الفترة الحرجة.
- وإن كنت طبيبًا فلتكن معاينتك مجانيةً أو مخفّضة لأصحاب الإعسار والذين لا يجدون قوت يومهم.
- وبإمكانك أن تغدو إلى صاحب دكّان فتطلب منه أن يفتح دفتر ديونه فتتخيّر منه بعض أسماء من أرهقهم الدَّين فتقضيه عنهم أو تقضي بعضه وتطلب من الدّائن أن يتصل بهم ويخبرهم بقضاء الدين عنهم، فيدخلُ السرور إلى قلوبهم.
- وإذا قمت بشراء الطعام والأغذية التي تكفيك شهرًا أو شهرين في فترة مكوثك في الحجر المنزلي فاحسب حساب الفقير بكيلو غرام واحد من كلّ شيءٍ تشتريه فاحمل معك كيسًا في تسوّقك فإن اشتريت شيئاً من المونة فضع جزء مما احتجه في كيس الصدقة الذي معك؛ ليكون عندك في نهاية التّسوق كيس لأسرة فقيرة إلى جانب أغراضك توصله إلى بيت محتاج قبل وصولك إلى بيتك.
- وهذا الزّمن هو زمن تعجيل إخراج الزّكاة قبل وقت وجوبها؛ فإن كنت معتادًا على إخراج زكاة مالك أو بضاعتك في رمضان أو بقيَتْ أشهر عديدة حتى يحول الحول على المال فبادر إلى تعجيل إخراج الزّكاة من الآن ما دمت تملك نصابًا، وهذا من أبرز صور الرّفق بأصحاب الحوائج.
- وفي أسرتك وعائلتك طبّق مشروع "كأنّي أكلت" مرّة في الأسبوع، بحيث تقول لأولادك: قد كنّا قرّرنا أن نطبخ اليوم الطّعام الفلاني الذي تحبّونه، ولكنَّنا قرّرنا أن نعدّ أنفسنا كأنَّنا أكلناه ونحسب قيمته ونرسلها إلى أسرة فقيرة ونأكل اليوم من حواضر المنزل البسيطة.
- وإن لم تكن تملك مالًا وكنت شابًّا قويًّا فتواصل مع أسرةٍ أعضاؤها من كبار السنّ أو المرضى أصحاب المناعة الضّعيفة وقل لهم: إنّك على استعداد لتلبية كلّ احتياجاتهم وأغراضهم المنزليّة في فترة الوباء التي يكون خروجهم فيها من المنزل معرّضًا لهم لخطرٍ شديد؛ فتبرّع بجهدك وقوّتك.
- وإن كانت معك سيّارةٌ ولا سيّارةَ لجيرانك فتعهّد لهم بإحضار ما يحتاجونه من أغراض في هذه الفترة التي يمثّل الخروج من المنزل والاحتكاك بوسائل المواصلات العامة بابًا من أبواب العدوى والإصابة بالمرض.
- وإن كنت ممرّضًا أو صاحب مهنة أو خبرةٍ يحتاجها النّاس بكثرة هذه الأيّام كتضميد الجروح أو أخذ الأبر والحقن الطبيّة؛ فأعلن عن استعدادك للذّهاب إلى منازل كبار السنّ أو المرضى ضعيفي المناعة لخدمتهم فيما تحسنه بحيث لا يغادرون منازلهم في فترة الحجر المنزليّ خلال الوباء.
تلكَ عشرة كاملة، ولك أن تبدع ما شئت من الآليّات والوسائل وطرق الخدمة والبذل والعطاء بمالك وجهدك وخبراتك.
* انشروا عدوى الخير
وكم نحتاج في هذه الظروف إلى جانب اتّخاذ كلّ وسائل الاحتياط من عدوى كورونا أن نعمّم وننشر عدوى الخير، بحيث إذا رأينا مبادرةً شبابيّة أو مجتمعيّة أو فرديّة لبذل الخير وفعله في هذه الأيّام أن نقوم بتعميمها ونشرها في وسائل التّواصل الاجتماعيّ؛ فإنَّ الخير يعدي وينتشر بذكره والحضّ عليه.
فما أحوجنا في هذه الأيّام التي أُغلقت فيها المساجد أن نجعل بيوت الفقراء قِبلةً أي وجهةً ومساجد لنا نتعبّدُ الله تعالى وتقرّب إليه بخدمتهم والبذل لهم، فهذه الأيّام هي التي يفصحُ فيها الإيمان عن نفسه، ويبرهن فيها الصّادقون على صدقهم كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "الصّدقة برهان".