عن الْحَسَنَ في قَوْلِهِ: {وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} قَالَ: لَا يَظْلِمُ مِنْهُ شَيْئًا وَلا يُنْقِصُ مِمَّا عَلَيْهِ شَيْئًا.
نهاه عن البخس وهو النقص، وقيل: إنه نهي للكاتب، والأول أولى لأن من عليه الحق هو الذي يتوقع منه النقص، ولو كان نهياً للكاتب لم يقتصر في نهيه على النقص؛ لأنه يتوقع منه الزيادة كما يتوقع منه النقص.
إذ الإنسان مجبولٌ على دفع الضرر عنه، وعرضةٌ للطمع، وربما يستخفه طمعُه إلى نقصِ شيءٍ من الحق، أو الإبهامِ في الإقرار الذي يُمْلِى على الكاتب؛ تمهيداً للمجادلة والمماطلة.