دار المكتبات الوقفية بحلب |
|||
دار المكتبات الوقفية الإسلامِية بحَلَب
6 –7 نيسان 1997م
إعداد علاء الدين محمود زعتري
تقديم حلب إحدى المدن التاريخية العريقة، تقع في شمال سورية، وتبعد عن العاصمة دمشق 365 كم، وقد اشتهرت هذه المدينة بالعلم والعلماء على مر العصور والأزمان، واحتوت عدداً كبير من المساجد والمدارس والمكتبات. والمتجول في الأحياء القديمة لهذه المدينة يرى ذلك بوضوح ، فإنه لا يكاد يخلو حي من أحيائها من مدرسة لتدريس العلوم الشرعية، أو مكتبة تضم ذخائر المخطوطات النفيسة ، وغالباً ما يرى المكتبات والمدارس جنباً إلى جنب ملاصقة للمساجد. وتعد دار المكتبات الوقفية الإسلامية أهم هذه المكتبات في الوقت الحالي، وتبرز أهمية هذه الدار من عدة جوانب، أبرزها:
وقد وقع اختياري على هذه المكتبة لتقديم دراسة موجزة عنها، لأنها تقع في مدينتي، ثم إن صلتي القريبة والمتواصلة بها وبمديرها تجعلني أتحدث عنها - بعون الله تعالى - بدقة وتوسع بعض الشيء، خاصة وأني أجريت مقابلة مع مديرها ، وسألته عن شؤون المكتبة، وقد أجابني مشكوراً على تساؤلاتي وتبدو أهمية المقابلة مع مدير المكتبة الشيخ أحمد محمد سردار - حفظه الله - أنه مازال مشرفاً على الدار ومديراً لها منذ عام 1967 كما ذكر ذلك لي، وقد صنف فهرساً لكامل محتوياتها من المخطوطات يقع في عدة مجلدات، وما زال مخطوطاً - وسنعرض للحديث عنه. وتجدر الإشارة إلى أن محتوى هذه المكتبة من المخطوطات قد ضُمَّ في الآونة الأخيرة إلى مكتبة الأسد الوطنية بعد إنشائها عام 1984 حيث يتوفر هناك المناخ الأفضل لصون المخطوطة وحفظها، وبقي في هذه المكتبة- التي هي محور حديثنا - فهرس المخطوطات الذي وضعه مدير المكتبة الشيخ أحمد سردار، وبقيت فيها الكتب المطبوعة، وبعض الأدوات الفلكية، والرسوم، والخرائط. ولجميع ما ذكرت كان لزاماً أن تُذكر هذه المكتبة بخير وأن يعرَّف بها حتى لا تضيع جهود القائمين عليها سدى، وحتى يسجل التاريخ لهذه المدينة أنه كان فيها مكتبات ضخمة وخزائن عامرة بالمخطوطات والكتب التراثية، وقد استفاد منها الباحثون في الماضي و الحاضر، ولازال لهذه المكتبة نشاطها في تقديم كل المساعدة الممكنة لمن قصدها. وأسأل الله تعالى أن يوفقني في هذه العمل لتقديم خدمة جليلة لهذه المكتبة، وإعطاءها حقها من التعريف بها. ويتناول هذه البحث تقديم دراسة موجزة حول هذه المكتبة -دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب - من خلال تسليط الأضواء عليها من حيث التاريخ والمحتوى والنشاطات وذلك من خلال النقاط التالية:
تمهيـــــــد قبل الخوض في غمار التعريف بالمكتبة يجدر بنا أن نتوقف برهة لنتعرف إلى أهمية المكتبات ودورها بشكل عام. لقد اهتم أجدادنا - السلف الصالح - بالمكتبات، تبعاً لاهتمامهم بالمساجد، وقد كان تأسيس المساجد من أوليات اهتمامات السابقين، ولم يقفوا عند حد تأسيسها بل إنهم أدركوا بأن مهمة المسجد لا تقتصر على إقامة الشعائر بل تتعداها إلى أن المسجد مركز ثقافي علمي ينهل منه الطالبون، ويغرف منه الباحثون، شتى أنواع العلوم والمعارف والفنون. ومع الأيام وتطور العمران ارتأوا أن يجعلوا المدرسة بجوار المسجد، وأن يجعلوا لكل منها بناء مستقلاً، ولكنه ملاصق لبعضه، مع ترك الإدارة واحدة للمسجد والمدرسة. ولم تقف همة السلف عند تأسيس المدارس وتشييد بنائها، بل إنهم ذللوا كل عقبة تعوق عن الأخذ من معين العلم، أو تحول دون الورود إلى مناهله، واجتناء ثمراته. وقد وجدوا أن من أعظم الوسائل لرفع منار العلوم، ونشر ألوية المعارف؛ تأسيسُ خزانة الكتبة في المدارس التي أنشؤوها. واعتنوا بهذه الموضوع، وصار الواحد منهم عندما يريد إنشاء مسجد، يفكر مباشرة بتأسيس مدرسة تابعة له مع وضع نواة لإنشاء خزانة كتب - كبيرة أو صغيرة حسب حال مُنشئها إعساراً وإيساراً - ليستفيد منها الباحثون ويرجع إليها طالبوا العلم وناهلوا الثقافة والمعرفة. ولقد كان من جملة اعتناء السابقين بشؤون هذه الخزائن أنهم كانوا يسندون أمر الخزانة والإشراف عليها لأهل الفضل وذوي المعرفة والخبرة. وإن المهتم بدراسة الآثار والتاريخ قلما يجد مدرسة ليس فيها خزانة كتب، وترجع أهمية هذه الخزائن إلى أن الطالب أو الباحث لا يجد صعوبة في تحصيل المادة العلمية التي يريدها، حيث إنها تكون قريبة منه - قرب مدرسته- وفي متناول يده يستفيد منها في أية لحظة، وإذا تعسر عليه شيء وجد ضالته في رحاب خزانة الكتب التابعة للمدرسة التي انتسب إليها. وهذه الظاهرة - أعني وجود خزائن الكتب بجوار المدارس الملاصقة للمساجد- تنتشر في جميع المدن والأقطار في عالمنا الإسلامي الواسع. ومدينة حلب جزء من هذه الأقطار الواسعة، فهي لم تخرج عن تلك القاعدة، فمساجدها كثيرة ومدارسها متعددة، وخزائن كتبها مملوءة. يقول الشيخ محمد راغب الطباخ(1) عن هذه الفكرة: (كانت الشهباء مكاتب متعددة في مدارسها وزواياها الكثيرة)(2). ويقول الدكتور محمد أسعد طلس(3) عن ذلك: (لم تكد تخلو مؤسسة علمية في حلب سواء أكانت مسجداً أو مدرسة أو زاوية(4) أو تكية(5) أو تربة(6)، من خزانة كتب صغيرة أو كبيرة، تختلف ضخامة وصغراً باختلاف سعة المؤسسة ضخامة وصغراً)(7) . والذي يربط بين موضوعي والحديث عن المكتبات وكثرتها في حلب، أن المكتبة التي أريد أن أتحدث عنها ما هي إلا مجموع لمحتويات ما تبقى من خزائن الكتب - حتى الثلث الأول من هذا القرن - في المدارس والمساجد والتكايا المنتشرة في المدينة. وأقول- ما تبقى- لأن أيدي الدهر عبث بأكثر المكتبات والكتب، والحوادث والمصائب التي حلت بالإسلام في كثير من الأقطار شتت شمل هذه الخزائن وغيرها ومزقتها كل ممزق، فكان لزاماً أن تجمع هذه المتفرقات- وهي كثيرة- في مكان واحد، حتى لا تضيع وتزول وتضمحل أكثر مما هي عليه، وهذا هو المسبب الرئيس في تأسيس دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب.
المبْحَثُ الأوَّلْ الموقع والوصف العام للمكتبة
اســــم المكتبــــة: أطلقت دائرة الأوقاف في حلب على المكتبة التي أسستها عام 1345هـ اسم: ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب)). ولعل السبب في إطلاق هذا الاسم على هذه المكتبة أنها حوت الكتب التي كانت موقوفة على خزائن الكتب الكثيرة المنتشرة في المدينة، وضمتها دارٌ واحدة. مــكــان المكتبــــة: أقامت دائرة الأوقاف مكتبتها في المكان الذي كانت فيه المدرسة الشرفية التي بناها الشيخ شرف الدين عبد الرحمن بن عبد الرحيم الحسيني العجمي المعروف بـ ((قاضي الحاجات))، وقد استغرق بناؤها خمسة عشر عاماً. ولعل السبب في اختيار هذا المدرسة لتكون مقراً لدار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب أنها أول مدرسة شيدت في حلب، وقد بدئ العمل ببناءها عام 600هـ ، وانتهى العمل عام 615هـ، وسنتحدث عنها بالتفصيل فيما بعد، عند حديثنا عن تاريخ المكتبات التي جُمعت منها هذه المكتبة. موقـع المكتبــــة: ((الوصف الخارجي لها)). تقع المكتبة في وسط المدينة- وهذا ما يجعل الاستفادة منها أكبر، فالوصول إليها سهل من قبل الباحثين وطالبي العلم-. والمكتبة قريبة من المسجد الجامع في مدينة حلب، والذي يسمى ((الجامع الكبير)) أو ((الجامع الأموي)) حيث تقع شرقي الباب الشمالي من الجامع عند مدخل سوق الصاغة. وهي قريبة أيضاً من قلعة حلب الشهيرة، فهي في الجهة الغربية منها. أي إن المكتبة واقعة بين الجامع الكبير وبين القلعة، ولكنها إلى الجامع الكبير أقرب. وصــف المكتبــــة: (( الوصف الداخلي لها)) أما وصف حالتها القديمة(8) فقد أورده الشيخ كامل الغزي(9) نقلاً عن الذهبي(10) فقال: (وهي حسنة، غاية في الارتفاع، وحسن البناء والصنعة، وبوابتها لم ينسج على مثالها، وإيوانها فرد في بابه، ومحرابها في غاية الجودة، ورخام أرضها محكم، وبركتها من أعاجيب الدنيا، وهي مبنية بالحجارة الهرقلية. واسم معلم بنائها مكتوب على باب محرابها وهو أبو بكر النصيفة، واسم النحات مكتوب على بابها واسمه أبو الثناء بن ياقوت، وكانت مدة عمارتها أربعين سنة، وكان لها ثلاثة أدوار من الخلاوي(11). المحكمة البناء والأبواب والخزائن، ولها باب على الإيوان مع أعلى حاصلها المعروف بالمنارة قاعة مليحة للمدرس). ويضيف الشيخ الغزي بعد هذا، ويقول: وهذه المدرسة الآن مشرفة على الخراب، وقد عُمّر مكان إيوانها مكتب للأطفال، ولم يبق منها سوى المسجد= القبلية بجانبه، وهي متشعثة، وأن بُركتها فلم تزل موجودة إلا أنها مختلة الوضع. أما حالها اليوم فلم يتغير عما ذكره الشيخ الغزي، فالمكتبة وسط في مساحتها، وفي جهتها الجنوبية مسجد للصلاة، وبابها الرئيسي يتجه إلى الغرب. والمكتبة تتألف من طابقين، خصص الطابق العلوي للمطبوعات، وجعل الطابق الأرضي ((السفلي)) للمخطوطات، وتحتوي على نفائس الكتب المخطوطة التي بلغت /5266/ كتاباً من المخطوطات(12) وعدد المخطوطات فيها أكبر من عدد المطبوعات -وسنأتي فيما بعد للحديث عن ذلك-.
المْبَـحـــــــثُ الثَّانــــي تاريــــــخْ المكتبــــــة
المطلـــب الأول نشـأة المكتبــة وتاريخهــا
اهتمت دائرة الأوقاف الإسلامية بحلب، بأمر خزائن الكتب المنتشرة في طول المدينة وعرضها، إذ إن الدائرة بعد أن اطلّعت على حالة تلك الخزائن، وما أصابها من التلف والضياع والسرقة حيث إن أغلب تلك الخزائن كانت لا تمنع يد لامس بالرغم وجود محافظين لها، هذا بالإضافة إلى ما أحدثته أيدي الزمان من القضاء على تلك الخزائن وتشتيت شملها. لذا قررت الدائرة إحداث دار تضم ما بقي من شتات المخطوطات في تلك الخزائن - وهو عدد كبير رغم كل ما حدث فيها من ضياع وسرقة - ووضع تلك المخطوطات في مكان واحد للمحافظة عليها من الضياع والتلف والسرقة، وتسهيلاً للباحثين والمهتمين بشؤون التراث في الرجوع إليها. ففي عام 1345هـ أسست دائرة الأوقاف الإسلامية بحلب داراً للكتب الوقفية الإسلامية، واتخذت لتلك الدار مقراً وذلك في المدرسة الشرفية. وقد جمعت دائرة الأوقاف في تلك الدار ما تبعثر من خزائن كتب المدارس والمعاهد والزوايا والتكايا، وكان ذلك برعاية وعناية مدير الأوقاف في حلب آنذاك الأستاذ الفاضل يحيى الكيالي، فإنه بعد أن أسس الدراسة الإسلامية في حلب بإحياء المدرسة الخسروية، أراد إحياء دار كتب تضم المخطوطات والمطبوعات المنثورة في المعاهد الإسلامية، وقد تــم له ذلك في سنة 1345هـ حتى بلغت مخطوطات هذه الدار ومطبوعاتها قرابة اثني عشر ألف كتاب(13) جمعها من المعاهد والمدارس والمساجد التالية: 1- خزانة الجامع الأموي الكبير- بما فيها من كتب خزانة آل الجزار. 2- خزانة المدرسة الخسروية. 3- بقايا خزانة آل الكواكبي، وخزانة مدرسة الشيخ أبي يحيى الكواكبي. 4- بقايا كتب الخزانتين الموجودتين في التربة الوفائية والزاوية الوفائية. 5- خزانة المدرسة الأحمدية. 6- خزانة المدرسة العثمانية. 7- خزانة المدرسة الشرفية. 8- خزانة المكتبة الصديقية. 9-خزانة التكية المولوية. 10- خزانة الزاوية الهلالية. 11- خزانة التكية الإخلاصية. 12- خزانة المدرسة المنصورية. كما أن بعض وجهاء المدينة وعلمائها قد تبرعوا ببعض الكتب قدموها هدية للدار. منهم: ( المرحوم محمد مرعي باشا الملاح، الذي كان حكم دولة حلب سابقاً ، والمهندس الفاضل المرحوم علي رضا آل معين، وقد تبرع لهذه الدار ببعض الخرائط والرسوم الجغرافية والأثرية ، والمرحوم عبد الحميد أفندي الجابري، وقد تبرع لها ببعض كتبه ومؤلفاته المطبوعة )(14) . وهكذا تبين لنا أن دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب، اسم على مسمى حيث إنها قد حوت شتات المكتبات الوقفية المنتشرة في أنحاء المدينة وضمتها إليها. وقد عينوا الأستاذ محمد علي الكحال(15) مديراً ومشرفاً على الدار عند تأسيسها. ويحسن بنا الآن أن نتعرف على تلك المكتبات القيمة في أصلها، وما حل بها حتى وصلت إلى دار المكتبات الوقفية الإسلامية، وهو ما يتناوله المطلب الثاني.
المطلـــــب الثانـــي تاريـــــــــخ المكتبــــات الأمّ
فيما يلي وصف لخزائن الكتب التي تألفت منها دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب، وهي منقولة بتصرف من مجلة معهد المخطوطات العربية تحت عنوان: المخطوطات وخزائنها في حلب - مقال للدكتور محمد أسعد طلس، نشر على دفعتين في المجلد الأول والثاني، وسنشير إلى ذلك في موضعه. خزانة الجامع الأموي الكبير(16) كانت تلك الخزانة ضخمة تضم نفائس كتب الدين والأدب والتاريخ وعلوم الحديث وكتبه، وقد ازدادت كتبها حين تولى أمور الديار الحلبية ((بنو حمدان)). فقد ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام ما نصه: ( كان بجامع حلب خزانة للكتب، وكان فيها عشرة آلاف مجلدة من وقف سيف الدولة بن حمدان)(17). وقد كان لهذه الخزانة قيمون يتولون الإشراف عليها، وممن حفظ لنا التاريخ أسماءهم من هؤلاء القيميين أبو المحسن ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب النحوي الحلبي. ويظهر أن هذه المكتبة ظلت تتلاعب بها الأيدي بعد انقراض الدولتين الحمدانية والمرداسية، ولكنها ظلت عامرة على الرغم من ذلك إلى أن انقرضت الدولة الفاطمية على يدي صلاح الدين(18) وقادته، فسيطروا على المؤسسات العامة، ومن بينها خزائن الكتب في القاهرة ، ودمشق ، وحلب. ويذكر ابن خلكان(19) في ترجمة تاج الدين محمد الخراساني المسعودي(20) . (حكى أبو البركات الهاشمي الحلبي قال لما دخل صلاح الدين إلى حلب سنة 579هـ نزل المسعودي المذكور إلى جامع حلب و قعد في خزانة كتبها الوقف، وكان محلها في - الجهة - الشرقية، واختار منها جملة أخذها، لم يمنعه منها مانع، ولقد رأيته يحشوها في عِدل)(21) . ويبدو أنه قد ظلت خزانة جامع حلب موجودة طوال العصور المتأخرة، فقد وَجَدْتُ - والقول الدكتور محمد أسعد طلس - في كثير من الوقـفيات الحلبية التي وقفها أصحابها على الجامع المذكور ذكراً لكتب ورسائل وآثاراً كانوا يقفونها على طلاب العلم في الجامع المذكور. وقد أدرك الدكتور طلس في القاعة الموجودة في شرق المسجد خزانة كتب ضخمة هي التي وقفها في فجر هذا القرن الوجيه الحلبي محمود الجزار حين قرر نقل خزانة كتبه إلى الجامع الأموي. وقد ظلت هذه الخزانة في الجامع المذكور إلى أن نقلتها إدارة الأوقاف الإسلامية إلى المدرسة الخسروية في سنة 1341 هـ، ثم نقلتها ثانية إلى دار الكتب الوقفية الإسلامية التي أنشأتها في المدرسة الشرفية سنة 1345هـ، حين عزمت على نقل ما تبعثر من كتب المدارس والزوايا والتكايا والتُرَب في حلب إلىمكان واحد وهو المدرسة الشرفية وأسمتها ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب)). خزانة المدرسة الخسروية(22) مقرها: في محلة السفاهية أمام باب القلعة. أمر الوزير خسرو باشا(23) مولاه فروخ بن عبد المناف بإنشاء جامع وتكية ومدرسة في حلب، فشاد مولاه المدرسة والجامع والتكية في بناء واحد واسع. وقد أقيمت في تلك المدرسة خزانة كتب ضخمة حافلة بالمخطوطات والنفائس، وظلت على ذلك إلى أن وقعت الزلزلة العظمى بحلب سنة 1273هـ فتصدعت المدرسة تصدعاً عظيماً، وتهدم كثير من بنائها، وتبعثرت مخطوطاتها، وأضحت فترة من الزمن مأوى للغرباء والفقراء، إلى أن تولى حلب جميل باشا سنة 1302هـ فرمم مصلاها وأصلح بعض شأنها إلى أن كانت سنة 1340هـ حيث عاد للمدرسة سالف عهدها وأضحت أجلّ مدارس حلب، وجعلت فيها خزانة كتب كبيرة كانت نواتها الخزانة المحفوظة في الجامع الأموي، وما تبعثر في المدارس والتكايا والزوايا والرُبُط من الكتب، وما تبرع به بعض وجوه المدينة فغدت مكتبة حافلة. ثم ارتأى أهل الحلّ والعقد في المدينة أن ينقلوا خزانة الكتب هذه من المدرسة الخسروية إلى بناء خاص بها فاختاروا لها المدرسة الشرفية فنقلت إلى ذلك المكان وأطلق عليها اسم ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب)). خزانة جامع الكواكبي ومدرسته(24) مقرها: في محلة الجلوم - بالجيم-. جدد الإمام محمد بن حسن الكواكبي(25) جامع جده أبي يحيى محمد بن إبراهيم الرجي الكواكبي(26) في محلة الجلوم، وجعله مدرسة لطلاب العلم، ووضع فيها خزانة غنية بنفائس المخطوطات، منها الفقهية والأدبية واللغوية والكلامية، ومنها مجاميعه -الكتب التي جمعها- ورسائله وكتبه. وقد عبثت الأيدي بهذه الخزانة إلا أن بقية قد بقيت منها. وجاء السيد أحمد بن أبي السعود الكواكبي(27) وبنى مدرسة إلى جانب مسجد جده - أبي يحيى - وجعل فيها خزانة كتب غنية فيها كثير من كتبه مجاميعه ورسائله. قال الشيخ راغب الطباخ: (و قد تسلط عليها في أواخر القرن الماضي مَن لا يعرف لها قيمة مدَّ يده إليها دون مانع ولا معارض، فكان يهدي منها للقضاة والقرّاء الذين يأتون حلب وبقي منها بقية كانت موضوعة منذ عشرين سنة في خزائن داخل القبة التي فيها ضريح أبي يحيى )(28) . وقد نقلت المخطوطات المتبقية إلى مكتبة المدرسة الخسروية، ومن ثم نقلت إلى المدرسة الشرفية حيث ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب)). خزانة التربة والزاوية الوفائية(29) مقر التربة: في المحلة المعروفة الآن بمحله الشيخ أبي بكر الوفائي. مقر الزاوية: في محلة باب النصر. بنى الشيخ أحمد القاري(30) إلى جانب قبر شيخه أبي بكر الوفائي(31) إيواناً(32) ضخماً وأحاطه بغُرف لمن أراد الإقامة والسير على منهج الشيخ وطريقته، كما بنى مصلى رائع البناء، بديع الزخرفة، وبنى حجرة واسعة ضمنها عدداً كبيراً من ذخائر المخطوطات العربية والفارسية والتركية مما يتعلق بالتصوف وعلم الشريعة، وكان ولاة حلب وكبراؤها وبخاصة الأتراك منهم يهتمون بهذه التربة ويعتنون بالإشراف عليها والاتفاق على مصالحها، حتى غدت من أجمل أبنية المدينة وأغناها أوقافاً وأجلها آثاراً. وقد توالى الشيوخ الوفائية على رعاية شؤون هذه التربة طوال القرون الثلاثة الأخيرة. ونذكر منهم الشيخ أبا بكر مصطفى بن حسين(33) الذي اهتم بشؤون التكية وجمع لها نفائس المخطوطات حتى غدت في عصره مقصودة من العلماء والمؤلفين. قال الشيخ راغب الطباخ بعد أن ذكر المكتبة: (لكن بغت بها أيدي العابثين فمزقتها كل ممزق، شأن المكاتب الكثيرة التي كانت في مدارس الشهباء وجوامعها وتكاياها، وقد تبقى منها بقية قليلة موضوعة في خزانة صغيرة في الحجرة التي فيها ضريح الشيخ )(34) . وهذه البقية تحولت إلى المدرسة الخسروية ومنها إلى المدرسة الشرفية مقر (( دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب)). خزانة المدرسة الأحمديـة(35) مقرها: في محلة الجلوم - البهرامية. هذه الخزانة وقفها السيد أحمد طه زاده - الشهير بالحلبي(36) -، وهي من أجلّ خزائن الشهباء في عدد مخطوطاتها ونفاسة مجلداتها على الرغم من بعض العبث الذي حلّ بها، فقد كانت تجمع في خزائنها زهاء ثلاثة آلاف مجلد مخطوط في علوم شتى. وقد لعبت أيدي الضياع في كثير من محتوياتها النفيسة، ومع ذلك فقد بقي من الكتب النادرة بقية نقلت إلى (( دار المكتبات الوقفية الإسلامية)). خزانة المدرسة العثمانية(37) وكانت تسمى الضيائة، ومقرها: في محلة الفرافرة - باب النصر. بنى الوزير عثمان الدوركي(38) الجامع والمدرسة سنة 1150هـ. وقد كانت مدرسته هذه وما تزال من أعظم مدارس الشهباء بناءً وواردات، وأكثرها طلاباً. - كان هذا قبل نصف قرن من الزمن، أما الآن فقد تحولت إلى مقر إقامة لبعض الطلاب الدارسين ولو لغير العلوم الشرعية يتوارثون الغرف فيها عن بعضهم . وخزانة الكتب التي كانت فيها هي من أغنى خزائن كتب المعاهد الإسلامية في حلب بما وقفه عثمان باشا عليها من المخطوطات النفائس. وقد لعبت الأيدي بهذه المكتبة وسُرِق منها كثير من نفائس مخطوطاتها وذلك بسبب إهمال متولِّي الوقف وقيّم المكتبة، ومن أسباب الضياع للمخطوطات منها: إعارتها للمجاورين من طلابها ثم عدم السؤال عنها والتفتيش عليها. وقد قامت إدارة الأوقاف بضمها إلى: ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية)). خزانة المدرسة الشرفية(39) مقرها: في محلة السويقة- شارع قاضي الحاجات. وهي المكان الذي وضعت فيها المخطوطات المجموعة من خزائن الكتب المنتشرة في مدينة حلب. بناها الإمام شرف الدين بن العجمي(40) وذلك سنة 517هـ= 1242. وأنفق عليها ما ينيف على أربعمئة ألف درهم ووقف عليها أوقافاً جليلة(41) . وهي أول مدرسة شيدت في مدينة حلب، وقد أراد بانيها ابن العجمي أن تكون مشابهة للمدرسة التي دَرَس فيها ببغداد (( المدرسة النظامية )). وقد أصاب هذه المدرسة ما أصاب غيرها من المدارس - من الضياع والتلف والسرقة والخراب- فأعيد بناؤها سنة 1340هـ تحت إشراف مديرية الأوقاف بحلب. ولكن بعد الترميم لم يبق من بنائها القديم سوى الباب المزخرف والعقد ذي المتدليت، والقبلية بقبتها ذات المتدليات، ومحرابها. وجمعت مديرية الأوقاف في هذه المدرسة ما تبقى من المخطوطات المتناثرة هنا وهناك في خزائن الكتب المتفرقة في المدارس والجوامع والزوايا والتكايا والترب. وكان ذلك في سنة 1345هـ. ومنذ ذلك اليوم صارت تعرف باسم ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب)) وقد لعبت دوراً مهماً في الحياة العلمية للمدينة، والنشاط الثقافي والفكري لأهالي مدينة حلب وللمشتغلين بالتراث والعلم من شتى أرجاء البلاد. - وسنتعرف على نشاط المكتبة بعد صفحات(42) . خزانة المكتبة الصديقية(43) وهي من الخزائن الخاصة. كان الشيخ أحمد بن أحمد الصديق العالم الصوفي الأديب، من أدباء حلب، وفضلائها ووجهائها، تلقى العلم من شيوخ حلب من طبقة الشيخ أحمد الترمانيني(44) ، وجاور في المدرسة القرناصية، ثم رحل إلى دمشق ومصر ومكة والمدينة والبصرة والهند لطلب العلم والتكسب بالتجارة، ثم عزم على أن ينصرف إلى العالم فبنى لنفسه مدرسة وقف عليها بعض ماله، وجعل لها خزانة وقف عليها ما جمعه من ذخائر الكتب العربية والتركية والفارسية ولازم مدرسته يؤلف إلى أن وافاه الأجل سنة 1343هـ(45) . ومكتبته حافلة بالمخطوطات والمطبوعات وقد سوغ الانتفاع بها لكل مَن قصد مطالعة شيء منها في المحل الذي بنى فيه مدرسته-قارلق- وشرط عدم إخراج شيء منها. ولقد لعبت الأيدي الأثيمة بمخزانة الشيخ الصديق، فلم يبق من آثارها إلا بضعة كتب نقلت إلى خزانة ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية)). خزانة الزاوية المولوية(46) مقرها: في محلة الجلوم. في سنة 1092هـ، أسست في حلب تكية عظمى للصوفية المنسوبين إلى جلال الدلين الرومي(47) والمشهورين باسم - المولوية - أو- الدراويش المولوية - والمعروفين في كثير من العواصم الإسلامية الكبرى. وقد كانت تكية حلب من أجلِّ تكاياهم وكان الولاة العثمانيون شديدي الاهتمام بهذه التكية فوقفوا عليها الوقوف الدّارّة وبنوا فيها الحجرات والقباب والمقاصر والقاعات وبنوا غرفة كبيرة حوت خزائن مملوءة بالكتب المخطوطة والمطبوعة العربية والفارسية والتركية والكردية. ولكن هذه الخزانة لم تكن أحسن حالاً من مثيلاتها، فقد تبعثر ما كان فيها من ذخائر المخطوطات وتناقلتها أيدي النظار والمتولين والدراويش. وقد نقل ما تبقى في هذه المكتبة إلى ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية)). خزانة الزاوية الهلالية(48) مقرها: في محلة الجلوم. أسسها الشيخ مصطفى بن إبراهيم بن عبد اللطيف وجعل فيها خزانة كتب عامرة بأسوار الصوفية ودواوين القوم. وعندما أنشأت دائرة الأوقاف الإسلامية دار المكتبات الوقفية ضمت ما تبقى في هذه الزاوية من المخطوطات إليها. خزانة التكية الإخلاصية(49) مقرها: محلة البياضة. بينت سنة 1044هـ وكانت من تكايا حلب المشهورة للشيخ الصوفي الزاهد إخلاص الخلوتي(50) ولما توفي تولى بنو البخشي [وهم من أعيان مريديه] هذه التكية، ومن أشهرهم الشيخ صادق(51) وكان هذا الشيخ محباً للعلم وأهله وكتبه، فجمع نخبة مختارة من كتب الصوفية ودواوين الشعر وكتب العربية والتاريخ والحديث، وظلّ يفيد الناس ويعظهم ويعلمهم إلى أن توفاه الله، وكان قد وقف ما جمعه من الكتب على التكية. ولم يبق من هذه الكتب إلا القليل- فقد تناهبتها الأيدي- ونقلت البقية الباقية منها إلى ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية)). خزانة المدرسة المنصورية(52) كان الشيخ منصور السرميني(53) من العلماء الوجهاء الأثرياء في حلب. بنى لنفسه زاوية ومدرسة حسنة في محلة الفرافرة عرفت بالمدرسة المنصورية وكان ذلك في سنة 1203هـ. وقد أهملت المدرسة إهمالاً شديداً، أما خزانة الكتب فقد تبعثرت. يقول الشيخ راغب الطباخ:( تبعثرت هذه المكتبة ولم يبق منها سوى نحو سبعين كتاباً نقل منها نحو نصفها إلى المكتبة العامة لدائرة الأوقاف)(54) ، يقصد ((مدار المكتبات الوقفية الإسلامية)). خزانة عبد القادر الجابري(55) الحاج عبد القادر بن مراد الجابري الحلبي المشهور بحاجي أفندي(56) كان من فضلاء هذه الأسرة، وكان يحب اقتناء الكتب، فجمع لنفسه خزانة نفيسة فيها المطبوع والمخطوط. يقول الشيخ راغب الطباخ: ( وقف مكتبته عند ولده الحاج مراد أفندي إلى سنة 1343هـ، فسَعيْتُ في نقلها إلى المدرسة الشرفية في منتصف جمادى الأول سنة 1345هـ وهي ستمائة مجلد)(57) . وقد نقل ما بقي من هذه الخزانة إلى ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية)). خزانة السياف الجزار(58) بنو السياف أسرة عريقة في حلب، ظهر منها جمهرة من الأعيان وأهل الفضل في طليعتهم أحمد الجرار ابن عبد الرحمن(59) وقد نشأ أحمد نشأة علمية صالحة، ولما ظهرت مواهبه وميله للعلوم وبخاصة الرياضي منها اعتنى به أبوه أشد عناية واستحضر له المعلمين والفلكين والنساخ، وبعث له البعوث تجمع الكتب الرياضية والآلات الفلكية. قال الشيخ راغب الطباخ في ترجمته: ( تلقى مبادئ العلوم على أفاضل عصره، ثم وجه عنايته إلى العلوم الروحانية وعلوم الهيئة والفلك فمهربها، وصار عن النابغين المشار إليهم، ولصرف عنايته بهذه الفنون اقتنى واستنسخ كتباً كثيرةً منها، فصار لديه منها ومن غيرها كتباً قيمة نادرة المثال، واعتنى أيضاً بشراء الآلات الفلكية فحصل على نفائس منها )(60) . وقد آل جميع ذلك إلى ولده محمود أفندي الجزار الذي تلقى عنه هذه العلوم وشاركه فيها مشاركة حسنة، ولكن الابن انصرف إلى أعماله الخاصة بعد وفاة والده ولم يعد مهتماً بالعلم كاهتمامه من ذي قبل، فرأى بسديد عقله أن يوقف هذا الكنز من التراث العلمي على أهل مدينة حلب لتكون تحت تصرف أهل الفضل والباحثين، فنفذ ذلك في شوال سنة 1311هـ. وقد بلغ عدد كتب هذه الخزانة النفسية نحواً من ثمان وسبعين وثمانمئة كتاباً مخطوطاً، أكثرها في علمي الفلك والرياضيات، وكان مع هذه الخزانة - بالإضافة إلى كتب التراث - كثير من الآلات الرياضية والأدوات الفلكية - مازالت موجودة إلى الآن - والأسطرلابات النجومية وغيرها، وعددها /34/ قطعة. وجعل مقر الكتب والآلات في الجامع الأموي وجعل الشيخ أحمد الترمانيني قيّماً عليها، ووقف عليه داراً يسكن فيها وخصص له مرتباً يتناوله مقابل إشرافه عليها ومعاونته الطلاب والباحثين. وقد ظلت هذه الخزانة في الجامع الأموي إلى أن أسست مديرية الأوقاف الإسلامية دار كتبها في المدرسة الشرفية فتحولت هذه الكتب والآثار إليها. هذا - بإيجاز - تاريخ أهم المكتبات المنتشرة في حلب قبل أن تُجمع كتبها وذخائرها في مكان واحد. ويجدر بنا العودة إلى المكان الذي جمعت فيه هذه الذخائر لنتعرف على محتوياتها وكيفية التعامل مع التراث، وما هو نشاط ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية)).
المبْحَــثُ الثّـالـث محتويـات المكتبة مما سبق تبين لنا أن المكتبة قد حوت متفرقات خزائن الكتب الموجودة في مدارس وزوايا وتكايا ومساجد مدينة حلب. وكما هو شأن جميع المكتبات فإنها قد حوت المخطوطات والمطبوعات وبعض الرسوم والخرائط والأدوات والآلات الفلكية، وبذلك اتسمت بطابعها التراثي وخاصة إذا علمنا أن عدد المخطوطات فيها أكثر من عدد الكتب المطبوعة. وبالنسبة لتفصيل عدد الكتب المخطوطة وعدد الكتب المطبوعة نورد بعض النصوص المثبتة لذلك. يقول الدكتور محمد أسعد طلس: (وقد بلغت الكتب المطبوعة والمخطوطة فيها قرابة اثني عشر ألفاً منها نحو أربعة آلاف مخطوطة)(61) . ويقول فؤاد سزكين مؤكداً هذه العدد من المخطوطات : ( في حلب يوجد عدد كبير من المكتبات بعضها مكتبات خاصة، ويتجمع عدد كبير من هذه المكتبات الخاصة في مكتبة الأوقاف، ويبلغ عدد المخطوطات بها حوالي /4000/ مخطوطة )(62) . ويقول الدكتور عبد الرحمن الكيالي مفصلاً عدد المخطوطات وأصلها في مكتباتها الأم : ( وفي أيام الزعيم سامي الحناوي أي في أواخر سنة /1949م/ حوت مكتبة الأوقاف من الأحمدية /1474/ مخطوطاً، ومن العثمانية /1600/ مخطوطاً، ومن مكتبة الأوقاف - الشرفية- /1512/ مخطوطاً، ومن الخسروية والمولوية /895/ مخطوطاً، ومن الصديقية /176/ مخطوطاً، ومن الرفاعية /119/ مخطوطاً فيكون المجموع /4312/ مجلداً، ثم أضف إليها /260/ مصحفاً و/120/ جزءاً، و/3000/ مجلدا مطبوعاً)(63). ويقول الدكتور عبد اللطيف الصوفي: (وفي سوريا عدد آخر من المكتبات الهامة يضم بعضها مخطوطات قيمة مثل مكتبة الأوقاف الإسلامية في حلب، فيها /5560/ مخطوطاً معدة للتداول في نطاق محدود)(64). وهذا الرقم لعدد المخطوطات في المكتبة هو الأقرب للصواب لأنني عندما سألت أمين المكتبة الحالي الشيخ محمد أحمد سردار أفادني بأن عدد المخطوطات في المكتبة /5266/(65) . وأما عدد الكتب المطبوعة فقد أشار الدكتور عبد الرحمن الكيالي إلى أن عددها /3000/ مجلداً، ولكن الشيخ محمد أحمد سردار أمين المكتبة الحالي يحصر عدد الكتب المطبوعة الموجودة في المكتبة بـ /2487/ كتاباً. ولاشك بأن هذا العدد الكبير من الكتب المخطوطة يجعلها في مرتبة مميزة بين المكتبات، ويحسن بنا أن نتعرف على أسماء بعض المخطوطات فيها، ونبدأ بأقدم مخطوط. يقول الشيخ محمد سردار: ((وأقدم مخطوط فيها اسمه: ((لوامع أنوار القلوب في أسرار المحب والمحبوب)) للعلامة عزيزي بن عبد الملك شيذ له(66) في التصوف الصافي الذي لا شائبة فيه ويعود تاريخه إلى سنة /565هـ/(67) )). وفيما يلي قائمة بأنفس المخطوطات مع تصنيفها تحت المكتبة الأم الذي كانت فيها قبل تحويلها إلى ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية)). فمن نفائس المكتبة الأحمدية(68) :
ومن نفائس خزانة عبد القادر الجابري(69)
ومن نفائس خزانة السياف الجزار(70)
ومن نفائس مخطوطات خزانة جامع الكواكبي ومدرسته(71)
ومن نفائس مخطوطات التربة والزاوية الوفائية(72)
ومن نفائس مخطوطات خزانة المدرسة العثمانية:
ومن نفائس مخطوطات خزانة التكية الإخلاصية:
ومن نفائس مخطوطات خزانة التكية المولوية(78)
ومن أنفس مخطوطات خزانة المدرسة المنصورية(79)
ومن نفائس مخطوطات خزانة المكتبة الصديقية(80)
هذه من أنفس مخطوطات ((دار المكتبات الوقفية الإسلامية))، وبإمكان الباحث المهتم أن يراسل مدير المكتبة وسؤاله عن هذه المخطوطات وعن غيرها كما سنعرفه عند حديثنا عن نشاط المكتبة.
المبْحَثُ الرَّابع كيفية التعامل مع المكتبة عرفنا فيما سبق أن المكتبة متوسطة الحجم، وتعد صغيرة إذا ما قيست بالمكتبات الضخمة كمكتبة الأسد الوطنية بدمشق، ودار الكتب المصرية بالقاهرة، لذلك لم تحتج المكتبة - موضوع البحث - إلى عدد كبير من القائمين عليها والمشرفين والموظفين، فالقائم عليها حالياً شخص واحد هو الذي يتولى أمورها ويرعى شؤونها ويدير مصالحها، ولكن هذا المشرف يعتبر فريق عمل علمي متكامل، إذا ما نظرنا إلى أعماله في المكتبة وخدماته التي قدمها لها، وقد تسلم الأستاذ القدير الشيخ أحمد محمد سردار، شؤون المكتبة منذ عام /1967م/ ولا زال هو المشرف عليها حتى تاريخ إعداد البحث. أما بالنسبة لرواد المكتبة فهم من نوع خاص، وذلك تبعاً لطبيعة محتوياتها، فهي -كما علمنا- مكتبة مخطوطات أكثر منها مكتبات مطبوعات، فهي لا تقصد-على الرغم من أنها مفتوحة أمام جميع المواطنين للاستفادة منها- لا تقصد إلا من قِبَل خيرة المثقفين، وخاصة المهتمين منهم بشؤون التراث. ولهذه الأسباب، فإن الدوام فيها مختلف عن جميع المكتبات فهي لا تفتح أبوابها سوى لفترة واحدة صباحية تبدأ بالساعة الثامنة صباحاً وتنتهي بالساعة الرابعة عشرة ظهراً من كل يوم ما عدا أيام الثلاثاء - وهو يوم العطلة الأسبوعية لكل المؤسسات الثقافية من مكتبات ومتاحف في سورية- بالإضافة إلى أيام الأعياد الدينية والوطنية. وأمام هذه المعطيات فإن من الطبيعي أن يمتاز التعامل معها بطابع البساطة واليسر والسهولة. فما على الباحث إلا أن يدخل من الباب الرئيسي حيث تصادفه باحة المكتبة وعلى يمينها المسجد وأمامه يرى الباب الداخلي للمكتبة، فيدخله ليرى رجلاً عليه سمات أهل العلم والأدب والوقار فيستقبله بوجه طلق، ويرحب به بحرارة، ويبدي استعداده لخدمته، وعند ما يعلم الشيخ مُرادَ الباحث يغيب عنه للحظات، ثم يعود إليه بالمطلوب إذا كان متوفراً. وبإمكان الباحث أن يطلب أكثر من كتاب سواء من المطبوعات أو المخطوطات، ويجلس الباحث في القاعة الرئيسة المخصصة للمطالعة، وعندما ينتهي يترك الكتاب (أو الكتب) التي استفاد منها وطالع بها، يتركها على الطاولة المعدة، للمطالعة وينصرف، فيأتي الشيخ ويعيد الكتاب إلى موضعه. وعندما سألت الشيخ أحمد عن هذا الموضوع وكيفية التعامل مع المكتبة، قال لي(81) : (والمطالعون فيها- أي في المكتبة الوقفية- يحضرون إلينا ويطلبون من الكتب حسب هوايتهم، ويجلسون عندنا للمطالعة وبعد الانتهاء أعيدُ الكتاب إلى موضعه). وهكذا فإن زائر المكتبة يستفيد منها كل سهولة ويسر، وبإمكانه التجول والاطلاع على الكتب في خزائنها واختيار ما يناسبه للمطالعة، وخزائن المكتبة مرتبة منسقة، ولكل كتاب رقم عام وخاص، وهذا التصنيف تابع للمقاييس العالمية في تصنيف المكتبات.
المبْحَثُ الخْامَسِ نشاط المكتبة لاشك بأن نشاط أي مؤسسة - ثقافية كانت أم غير ذلك - يخضع لنشاط العاملين فيها، والقائمين عليها. وبالنسبة لدار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب، فقد برز نشاطها بشكل واضح وفعال منذ عام /1967م/ عندما تولى أمورها الشيخ أحمد محمد سردار، فكان أول عمل قام به أن سجل فهارس مطبوعات ومخطوطات المكتبة ليسهل التعامل مع هذا التراث الهائل من المخطوطات، ويحدثنا عن ذلك فيقول: (وقد أسندت-أي المكتبة - إليَّ في سنة /1967م/ فباشرت بتسجيلها وتنظيمها وفهارسها حتى أصبحت مشهورة في بلاد الدنيا)(82) . وفهارس مخطوطات المكتبة - فقط - جمعت في خمسة وعشرين مجلداً، والرقم ربما يبدو للوهلة الأولى كبيراً، ولكنني اطلعت على ذلك بنفسي، ويحدثنا مدير الدار عن ذلك فيقول: (وفهارسها من تأليفي وتحقيقي وتدقيقي وخط يدي، وتتألف هذه الفهارس من /16/ مجلداً وكل مجلد يتألف من /328/ صفحة من القطع الكبير. وأثناء التأليف لهذه الفهارس اطلعت على مجاميع كثيرة تزيد على /400/ مجموع، فوضعت لها أيضاً فهارس، وفهارس هذه المجاميع تتألف من تسع مجلدات تضم /2220/ صفحة ومجموع هذه الفهارس كما ترى هي خمسة وعشرون مجلداً، لا تزال مخطوطة بخط يدي)(83) . وباطلاعي على صفحات من هذه الفهارس، رأيت أن منهج ترتيبها واحد، فقد وضع الشيخ لكلِّ مخطوط رقماً عاماً، متسلسلاً، ورقماً خاصاً، وصفحة كل مخطوط منظمة كالآتي:
وقد لاقت هذه الفهارس، لمخطوطات دار المكتبات الوقفية الإسلامية اهتماماً داخلياً - في مدينة حلب بشكل خاص وداخل سورية بشكل عام - وخارجياً - في أقطار العالم كله-. فقد استفاد منها أبناء المدينة وصار بإمكانهم الذهاب إلى المكتبة وهم مطمئنون بأنها منظمة مرتبة الفهارس يسهل عليهم السؤال عن أي مخطوط، وقد طلبت مكتبة الأسد الوطنية هذه الفهارس - أو على الأقل صورة عنها - ليعم نفعها. أما الاهتمام بهذه الفهارس على الصعيد الخارجي، فقد طُلب تصويرها من عدة دول، من الكويت، والإمارات العربية المتحدة، وحتى من دول أجنبية فقد طُلبت من ألمانيا الغربية، ومن اليابان، ويحدثنا الشيخ عن هذا النشاط، فيقول: (وقد صدرت منها - أي الفهارس- للإمارات العربية المتحدة لجنة التراث و التاريخ، ومعهد المخطوطات في الكويت أخذ أربع مجلدات من هذه المجموعة، واليابان أخذت المجموعة بالكامل، وكذلك ألمانيا الغربية)(84). وأثناء مقابلتي أشار بأنه كان قد أعلن عن هذه الفهارس عن طريق المراسلات، فجاءت السعودية وأخذت سبع نسخ من هذه الفهارس، والإمارات نسخة، واليابان نسخة، ولكل من الباكستان والهند وإيران أرسل نسخة، وللكويت أرسل نسختين، وأرسل نسخة لجامعة فرانكفورت بألمانية الغربية. وعلى حد علمي فإن هناك اتصالاً يتم الآن مع مركز دراسة جهاد الليبيين ضد العزو الإيطالي لتصوير نسخة من هذه الفهارس لتوضع في متناول يد الباحثين. وتبرز أهمية فهارس المخطوطات هذه أنها بالإضافة إلى حفظها للمخطوطة ومكان وجودها، فهي تعطي فكرة عامة ليست بالقليلة عن المخطوط بحيث يستطيع الباحث من خلال قراءه صفحة مخطوط فيها أن يقرر صلاحية المخطوط للتحقيق أو عدم صلاحية ذلك. وهذا جهد يشكر عليه مدير الدار الشيخ أحمد سردار، وقد قام به بمفرده مع أن من ينظر العمل يقول: إنه جهد فريق. ونختم حديثنا عن المكتبة بذكر نبذ من أثرها في أبناء المدينة، حيث أن لها أثراً علمياً فعالاً، فقد استفاد منها عدد لا بأس به من مثقفي المدينة وغيرهم من المثقفين الذين يردون إليها من كل حدب وصوب. ويسرنا أن نذكر أهم المستفيدين منها: الدكتور أحمد الخراط الذي حقق مخطوطاً قيماً وكبيراً في تفسير القرآن الكريم وهو: [الدر المصون في تفسير الكتاب المكنون] لابن السمين الحلبي، وللعلم فإن الدكتور الخراط قد حاز على شهادة الدكتوراه من خلال تحقيق الجزء الأول من هذا التفسير، ثم بعد ذلك أكمل تحقيقة وبدأ بتطبعه. وإني أتطلع - وكذلك الباحثون- إلى ذلك اليوم الذي نجد فيه تراث هذه المكتبة وغيرها قد نفض عنه التراب وخرج مطبوعاً ليرى النور ويستفيد منه الجميع، وما ذلك على الله بعزيز. ويجدر لفت الانتباه إلى أن مجموع هذه المخطوطات قد حولت إلى مكتبة الأسد الوطنية العامرة بدمشق، ولم يبق منها شيء في مدينة حلب، إلا ما صنعه الشيخ أحمد محمد سردار، من فهرسة لها.
المصـــــــــادر والمراجـــــــــعأولاً: الكتب:
ثانيـــاً: المقالات في الدوريات العربيـــــــة
ثـــالثـــــاً: المقابلات الشخصية
الأولى بتاريــــخ 28/6/1410هـ. والثانية بتاريـــخ 13/11/1410هـ.
(1) هو الشيخ محمد راغب بن محمود بن هاشم الطباخ الحلبي: مؤرخ حلب، ولد فيها سنة (1293هـ=1877م)، أنشأ المطبعة العلمية سنة (1341هـ) وهو أحد أعضاء المجمع العلمي العربي- بدمشق-، درس الكلية الشرعية بحلب، ثم اختير مديراً لها، توفي في حلب سنة (1370هـ=1951م)، من أشهر كتبه ((إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء- ط)) سبعة مجلات. الأعلام، الزركلي6/123-124. (2) مجلة المجمع العلمي العربي ((دور الكتب في حلب قديماً وحديثاً)) محمد راغب الطباخ، العدد الخامس عشر 1937. (3) دكتور في الأدب، من اهل حلب، ولد فيها سنة (1324؟هـ)، وتعلم بها وبالقاهرة، وفي جامعة بوردو (بفرنسا) انتدب للعمل بوزارة الخارجية السورية، وكان الأمين العام فيها أيام رياسة سامي الحناوي، وبينهما صلة قربى، وكانت وفاته في حلب سنة (1379هـ= 1959م)، من كتبه ((الآثار الإسلامية التاريخية في حلب- ط)). الإعلام 6/33. (4) الزاوية: المسجد غير الجامع ليس فيه منبر، أي تقام فيه الصلوات الخمس غير الجمعة، وقد استعمل مأوى للمتصوفين والفقراء. المعجم الوسيط. ولعل أصل الاشتقاق (أنزوى) القوم بعضهم إلى بعض إذا تدانوا وتضاموا. لسان العرب. (5) التكية: كلمة تركية تعني رباط الصوفية، أي مكان اجتماعهم وتوكئهم على الارائك. المعجم الوسيط. (6) التربة: من التراب، وهي المقبرة. المعجم الوسيط. (7) مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد الأول، الجزء الأول مايو 1955- رمضان 1375 [المخطوطات وخزانتها في حلب] ص8. (8) انظر مجلة ((أوراق)) العددان 5-6 عام 1982-1983م. [المدارس الأثرية في مدينة حلب] ص 65-78. (9) هو الشيخ كامل بن حسن البابي الحلبي الشهير بالغزي، مؤرخ، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. ولد بحلب سنة (1271هـ= 1853) وتوفي فيها سنة (1351هـ= 1933)، تولى تحرير جريدة الفرات الرسمية الأسبوعية بحلب نحو عشرين عاماً. وعيّن رئيساً للجنة الآثار بحلب، ورئيساً لتحرير مجلتها. من كبته: ((نهر الذهب في تاريخ حلب-ط1)) 1هـ الأعلام 5/217. (10) هو محمد بن أحمد الذهبين شمس الدين، أبو عبد الله، حافظ، مؤرخ، علامة، محقق. تركماني الأصل من أهل [ميافارقين]، ولد في دمشق سنة (673هـ= 1274م) وتوفي فيها سنة (748هـ=1348م)، من تصانيفه: ((تاريخ الإسلام)) ومن أشهر كتبه ((تذكرة الحفاظ)). الأعلام 5/326. (11) من الخلوة: وهي مكان الانفراد بالنفس. المعجم الوسيط، وتستعمل للانقطاع إلى ذكر الله. (12) مقابلة مع مدير المكتبة بتاريخ 28/6/1410هـ.
(13) مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد الأول، الجزء الأول [المخطوطات وخزانتها في حلب]، ص16. (14) انظر مجلد معهد المخطوطات العربية- مرجع سابق ومجلة الهلال الجزء الأول، السنة التاسعة عشر [مكاتب حلب دمشق] ص 491 ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق- الجزء الرابع المجلد السادس والأربعون [المخطوطين الطبية بحلب] ص 672. (15) ولد في حلب ، ودرس علوم الدين فيها ، وأصدر مجلة الجامعة الإسلامية في عام 1929 ، التي استمرت في الصدور حتى عام 1958م ، توفي سنة 1967م . الاتجاهات الفكرية العربية في الصحافة ، د.سهيل الملاذي ، ط1 ، 1996 ، دار يعرب ، دار الجيل . (16) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق، المجلد الأول، الجزء الأول ص 12-15. (17) هو علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي الربعي، أبو الحسن، سيف الدولة، الأمير، ولد في ميافارقين ((بديار بكر))، سنة (303هـ=915م) مَلَك واسطاً وماجادرها، ومال إلى دمشق فامتلكها، وعاد إلى حلب فملكها (18) هو يوسف بن أيوب، أبو الظفر، صلاح الدين الأيوبي، الملقب بالملك الناصر، من أشهر ملوك الإسلام،ولد بتكريت سنة (532هـ =1137 م) ونشأ في دمشق، قاد معركة حطين وانتصر فيها على الفرنج توفي في دمشق سنة (589هـ =1193 م) الأعلام 8/220. (19) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان البرمكي الإربلي، أبو العباس، المؤرخ، الحجة، والأديب الماهر، ولد في إربل (بالقرب من الموصل) سن (608هـ=1211م)، وانتقل إلى مصر وسافر إلى دمشق وتوفي فيها سنة (681هـ=1282م) فدفن في سفح قاسيون من أشهر كتبه: ((وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان -ط)انظر: الأعلام 1/220. (20) هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود، تاج الدين الخراساني المروروذي البندهي: فقيه شافعي، أديب نسبته إلى جده مسعود ولد سنة (522هـ =1128 م)، وكانت إقامته في دمشق وبها توفي سنة (584 هـ = 1188م)، وكان معلم الملك الأفضل ابن السلطان صلاح الدين. له شرح المقامات الحريرية. وهو غير المسعودي المؤرخ. الأعلام 6/191. (21) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. (22) انظر: معهد المخطوطات العربية- مرجع سابق، المجلد الأول، الجزء الأولص 15-16. (23) تولى حلب سنة 938هـ، وتولى مصر سنة 941هـ، ثم صار وزيراً. (24) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق، المجلد الأول، الجزء الأول ص 17-19 (25) هو محمد بن حسن أحمد الكواكبي الحلبي، مفتي الديار الحلبية، ورئيسها في القرن العاشر، ولد في حلب سنة (1018هـ = 1609م) وتوفي فيها سنة (1096هـ=1685م). من كتبه: ((الفوائد السمية في شرح الفرائد السنية-ط)) في فقه الحنفية الإعلام 6/90. (26) توفي سنة (897هـ). (27) أحمد بن أبي السعود الكواكبي، فقيه، محدث، بارع بالعربية وآدابها. تولى افتاء حلب سنة 1164هـ ، ثم سنة 1169 هـ ، وثم سنة 1187هـ، وتولى نقابة الأشراف فيهاسنة 1190 هـ وكان شاعراً مؤلفاً. توفي في حلب سنة 1197هـ . مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق ، م1 ، ج1 ، ص 18 (28) إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 7/113. (29) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق ، م 1، ج1 ، ص 19-20. (30) توفي سنة 1041هـ. مجلة معهد المخطوطات العربية ، م1، ج1 ، ص19. (31) هو محمد بن إبراهيم بن علي، أبو الوفاء الكريدي الصوفي توفي سنة 991هـ. مجلة من المخطوطات العربية م1، ج1، ص19. (32) مجلس كبير على هيئة صفّة واسعة، لها سقف محمول من الأمام على عقد، يجلس فيها كبار القوم. الوسيط. (33) هو مصطفى بن حسين بن علي الحلبي الوفائي ((أبو بكر))، صفي الدين: عالم، عارف، صوفي. مولده في حلب سنة 1140هـ في سادس المحرم. قرأ على والده شيخ تكية الشيخ أبي بكر، جلس مكان والده في التكية شيخاً سنة 1156هـ. توفي في حلب سنة 1213هـ. حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر 3/1553-1555. (34) إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 6/130. (35) انظر : مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق م1، ج1 ، ص 28-23. (36) توفي سنة 1177 هـ . مجلة معهد المخطوطات العربية م1، ج1 ، ص28. (37) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق م1، ج1 ، ص 25-27. (38) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق م1، ج1 ، ص 25-27. (39) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق م1، ج1 ، ص28. (40) هو عبد الرحمن بن الحسن الحلبي، أبو طالب، ابن العجمي، الفقيه الشافعي. ولد في حلب سنة (480هـ=1087م) رحل إلى بغداد ودخل المدرسة النظامية وتفقه بها، ثم عاد إلى حلب فدرّس في المدرسة التي بناها هو وولده، عاش 81 سنة، توفي في حلب سنة (561هـ=1165م). شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي 4/198. (41) انظر: مجلة أوراق - مرجع سابق العددان 2-6 ص 65-78. (42) ينظر ص 32 (43) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق المجلد الثاني، الجزء الثاني ص 248-249. (44) هو الشيخ أحمد أفندي بن الشيخ عبد الكريم أفندي الترمانيني الحلبي. عالم حلب وإمامها. رحل في أيام طلبه إلى مصر القاهرة، توفي سنة ألف ومائتين وثمانين ونيف. حلية البشر 1/216-217. (45) قال الشيخ راغب الطباخ: ولد -كما أخبرني- في شوال سنة 1260هـ. إعلام النبلاء 7/688. (46) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق م1، ج1 ، ص 33-34. (47) هو محمد بن محمد بن الحسين البلخي القونوي الرومي، جلال الدين، عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف، صاحب الطريفة المولوية، ولد في بلخ (بفارس) سنة (604هـ =1207م) واستقر في قونية عام 623هـ، وتوفي فيها سنة (672هـ = 1273م). الأعلام 7/30. (48) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية مرجع سابق م1، ج1 ، ص 33- 34. (49) انظر: معهد المخطوطات العربية مرجع سابق م1، ج1 ، ص 21-22. (50) نزيل حلب، ولد سنة 1003هـ، وقد اتخذ له الوزير الأعظم محمد باشا الأرنود زاوية - المذكورة - صرف عليها مالاً جزيلاً، ووقف عليها وقفاً عظيما ً، توفي في جمادى الأولى سنة 1074 هـ . خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/389. (51) صادق بن عبد الرحمن البخشي الحلبي الخلوتي، صلاح الدين، أبو النجا، شيخ الإخلاصية بحلب، مولده سنة 1133هـ ولما توفي والده سنة 1175هـ صار شيخاً مكانه في تكيتهم- الإخلاصية - المعروفة بهم، ولم يعارضه عمه في المشيخة وارتضاه، توفي سنة 1205هـ . حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر 2/708-709. (52) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية مرجع سابق م1، ج1 ، ص 32-33. (53) هو الشيخ منصور بن مصطفى السرميني الحلبي الحنفي، محدث، أصولي، ولد سنة (1136هـ) بسرمين (من أعمال حلب) ونشأ بحلب ودخلها صغيراً ودخلها صغيراً، وارتحل إلى حماه ثم إلى مصر، ثم رجع إلى حلب ومنها قدم إلى دمشق ودرس فيها، وكان يأتي إلى حلب لزيارة أحبابه، وفي سنة 1201هـ اشترى دار بني الطيبي بحلب وجعلها زاوية للأذكار والتوحيد بعد أن وقفها. توفي سنة 1207هـ. حلية البشر 3 /1562-1564. (54) إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء. (55) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية - مرجع سابق، المجلد الثاني، الجزء الثاني ص 250-2510. (56) توفي سنة 1325هـ. (57) إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 7/583. (58) انظر : مجلة معهد المخطوطات العربية مرجع سابق م2، ج2 ، ص 251-253. (59) هو أحمد بن عبد الرحمن بن محمد إبراهيم بن علي بن أحمد السياف الحلبي. توفي سنة 1276هـ. (60) اعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهاء. (61) مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م1، ج1 ، ص 16. (62) تاريخ الأدب العربي، فؤاد سزكين، الطبعة العربية، الجزء الأول ص 69. (63) مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق- المجلد 46، الجزء 4 [المخطوطات الطبية بحلب...] د. عبد الرحمن الكيالي ص 675. (64) لمحات من تاريخ الكتاب والمكتبات، د. عبد اللطيف الصوفي ص 349. (65) مقابلة مع مدير المكتبة بتاريخ 27/6/1410هـ. (66) هو عزيزي بن عبد الملك بن منصور الجبلي، أبو المعالي، المعروف بـ شيذلة، واعظ من فقهاء الشافعية، له اشتغال بالأدب، من أهل جيلان، ولي القضاء ببغداد ومات بها سنة 494هـ-1100م. الأعلام 4/232. (67) مقابلة مع مدير المكتبة. (68) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م1، ج1 ، ص 28. (69) انظر: معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م2، ج2 ، ص 251. (70) انظر: معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م2، ج2 ، ص 251. (71) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م1، ج1 ، ص20. (72) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م1، ج1 ، ص20. (73) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م1، ج1 ، ص27. (74) مجلة المجع العلمي العربي في دمشق: ((مخطوطات المدرسة العثمانية بحلب))، الشيخ محمد راغب الطباخ. العدد 12، سنة 1932 ص 471. (75) مجلة المجع العلمي العربي في دمشق: ((مخطوطات المدرسة العثمانية بحلب))، الشيخ محمد راغب الطباخ. العدد 12، سنة 1932 ص 471. (76) مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م1، ج1 ، ص22. (77) مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق ((نفائس التكية الإخلاصية بحلب))، الشيخ محمد راغب الطباخ. العدد 8، سنة 1928 ص 370 . (78) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م1، ج1 ، ص 24. (79) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م1، ج1 ، ص 33. (80) انظر: مجلة معهد المخطوطات العربية، مرجع سابق م2، ج2 ، ص 249. (81) مقابلة مع مدير المكتبة. (82) مقابلة مع مدير المكتبة. (84) مقابلة مع مدير المكتبة بتاريخ 13/11/1410هـ. |
|||
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024© |