كَفَّارٍ صيغة مبالغة من آثم، والأثيم هو المكثر من ارتكاب الآثام المبطئ عن فعل الخيرات. أي: إن الله تعالى لا يرضى عن كل من كان شأنه الستر لنعمه والجحود لها، والتمادي في ارتكاب المنكرات، والابتعاد عن فعل الخيرات.
وإنما يحب كل مطيع منيب، وهو من آمن إيمان أهل التحقيق، وسلك أهل التوفيق. فلا جرم أنه ينخرط في سلك أهل العناية، ويسلك به مسلك أهل الولاية، الذين {لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62].
حرمانه من محبة الله يستلزم بغضه ومقته له. تسميته كَفاراً أي: مبالغاً في كفر النعمة. وتسميته أثيماً هي صيغة مبالغة من الإثم، وهو كل ما فيه ضرر في النفس أو المال أو غيرهما.
في الكَفَّار وجهان: أحدهما: الذي يستر نعم الله ويجحدها. والثاني: هو الذي يُكثر فعل ما يكفر به. وفي الأثيم وجهان: أحدهما: أنه من بَيَّت الإِثم. والثاني: الذي يكثر فعل ما يأثم به.
وهو الذي كفر نعمة الله، وجحد منة ربه، وأثم بإصراره على معاصيه. ومفهوم الآية، أن الله يحب من كان شكوراً على النعماء، تائباً من المآثم والذنوب.