Severity: Warning
Message: fopen(/home/alzatari/public_html/system/cache/ci_session80decb9f9129db159cc7c4bdee9cf298): failed to open stream: Disk quota exceeded
Filename: drivers/Session_files_driver.php
Line Number: 156
Backtrace:
File: /home/alzatari/public_html/application/controllers/Researches.php
Line: 5
Function: __construct
File: /home/alzatari/public_html/index.php
Line: 315
Function: require_once
Severity: Warning
Message: session_start(): Failed to read session data: user (path: /home/alzatari/public_html/system/cache)
Filename: Session/Session.php
Line Number: 140
Backtrace:
File: /home/alzatari/public_html/application/controllers/Researches.php
Line: 5
Function: __construct
File: /home/alzatari/public_html/index.php
Line: 315
Function: require_once
جهود العلماء المسلمين في إحياء التراث وتحقيق المخطوطات |
يزعم بعض الباحثين بأن فن تحقيق المخطوطات مقتبس عن المستشرقين، وباختصار فإن هذه المزاعم تتبدد أمام جهود العلماء المسلمين، والتي تجلت في المعالم الآتية:
وفيما يأتي شرح لهذه المعالم: أولاً: المقابلة بين النسخ: المقابلة بين النسخ هي العرض، أي: المقابلة بين النسخة المنقولة عن نسخة المؤلف، وبين نسخة المؤلف، أو مقابلتها على نسخةٍ وَضَع المؤلف خطه (توقيعه) عليها، أو مقابلتها على نسخة قوبلت على نسخة المؤلف. وضرورة المقابلة هي تصحيح الأخطاء، وجعل النسخة المنقولة معتمدة موثوقاً بها، ومن أدلة حرص القدامى على المقابلة: قول عروة لابنه هشام بعد ما كتب ما سمع في مجلس الحديث: "كتبت؟، قال: نعم، فقال له: عرضت؟، قال: لا، فقال عروة له: ما كتبتَ". وكذلك قال الشافعي في ضرورة المقابلة: "مَن كتب ولم يعرض كان كمَن دخل الخلاء ولم يستنج". ويقول القاضي عياض: "قابل نسختك بنفسك، ولا تعتمد على نسخ أيٍ؛ مهما كان حاذقاً؛ فإن الفكر يذهب، والنظر يزيغ، والقلب يسهو، والقلم يطغى". ثانياً: التصحيح والتضبيب: قال القاضي عياض: (الحذَّاق من النساخ يعنون بالتضبيب والتصحيح)، ومعنى ذلك: أ – التضبيب أو التمريض: هو وضع حرف (صـ) فوق الكلام الذي صح نقلاً ورواية؛ ولم يصح من حيث المعنى، أو اللفظ في رأي الناسخ. وذلك للتنبيه على صحة الرواية كما هي مثبتة؛ مراعاة لأمانة النقل، ثم حين التحقق من صحة الكلام المُشكِل الموجود. تضاف (ـح) إلى (صـ) فتصبح (صح)، وإلا يكتب في الحاشية وجه الصواب للكلام المُشكِل، وبعضهم يضع فوق الكلام المُشكِل كلمة (كذا)، أي: هكذا وجدته في النسخة التي أنقل عنها، ثم يكتب في الحاشية (صوابه) ويكتب ما يرى أنه الصواب إذا تحقق من ذلك، أو يكتب (لعله) ثم يذكر ما ظن أنه الصواب؛ إذا لم يتحقق. ب – التصحيح: يعني وضع كلمة (صح) فوق الكلام الذي صح نقلاً ومعنىً، ولكنه عرضة لشك القارئ والناسخ؛ وذلك للتنبيه على أن صاحب النسخة لم يغفل عن ذلك، وهذا ما يَظهر من معنى الكلمة، يقال: صحح الكلام، إذا أثبت صحته، وهذا هو مرادنا من التصحيح. مثاله: حديث (( ... إذا استأذنوكم صح)) والأصل (استأذنكم) للنساء. ثالثاً: علاج السقط: مع ندرة وسائل الكتابة والأوراق: كان النُّسَّاخ إذا سقط من الكلام الذي ينسخونه شيء لا يستدركونه بين السطور ـ كما يفعل البعض اليوم في كتبهم ـ حرصاً على جمال الصفحة المكتوبة؛ بل يستدركون في الحاشية اليمنى أو اليسرى من الصحيفة ما سقط من الكلام ويضعون مكان السقط علامة (اللَّحق، أو الإلحاق أو الإحالة)، وهي خط صاعد في مكان السقط ثم ينعطف إلى جهة اليمين أو اليسار (أي: جهة تخريج الكلام المستدرَك)، وإذا كان ما يُستدرك من الكلام ألفاظاً كثيرة فإنه يكتب باتجاه طول الصحيفة لا باتجاه العرض صاعداً إلى أعلى الورقة غالباً، وهذه الطريقة تتسع لاستدراك الكلام الكثير، ثم يكتب في نهاية الاستدراك كلمة التصحيح (صحـ). رابعاً: علاج الزيادة: مع عدم وجود المزيل المتوفر في هذا الأيام، كان النُّسَّاخ إذا أرادوا أن يلغوا شيئاً زائداً في الكلام، أو شيئاً كُتِب على غير وجهه عالجوا ذلك على النحو الآتي:
خامساً: علاج التشابه بين الحروف. إهمال معالجة التشابه بين الحروف يُوقع في التصحيف والتحريف. أما التصحيف فهو: الخطأ في نقط الحروف، أو رسم الحركات، مع الحفاظ على صورة الخط، ومثال ذلك: ما قال أبو نواس في هجاء أبان اللاحقي: صفحت أمك إذ سمتك في المهد أبانا صيرت باء مكان التــــــــاء تصحيفاً عيانا قد علمنا ما أرادت لم ترد إلا أتانا وأما التحريف فهو: الخطأ في هيئة الحروف، أو زيادة الكلام، أو نقص منه، أو تبديل، أو تغيير في الكلام. وقد عالج القدامى هذا التشابه في الحروف والألفاظ (أي: التصحيف والتحريف) بما يأتي: أ – توصية الكتَّاب والنُّسَّاخ أثناء النسخ والمقابلة، وتوصية أصحاب النسخ بإعجام الحروف المعجمة، وضبط ما يحتاج إلى ضبط؛ بوضع الحركات على الحروف. وفي ذلك يقولون: (ينبغي أن تُعجِم المعجم، وتُشكِّل المُشكل، وتضبط الملتبس، وتتفقد مواضع التصحيف). ب – استعمال الرموز مع الحروف المهملة للتأكيد على إهمالها، وعلى سبيل المثال لهذه الرموز: الحاء الصغيرة تُوضع تحت الحاء؛ للدلالة على أنها مهملة (غير منقوطة). السين الصغيرة تُوضع تحت السين؛ للدلالة على أنها مهملة (غير معجمة). ( ) توضع فوق الراء. ج ـ ضبط حروف الكلمات بالألفاظ، كما في قولهم (الحسحاسي)؛ بالسين الساكنة بين الحائين، والحاء والألف بين السنين المهملات. سادساً: صنع الحواشي. لمعرفة هذا الجانب من جوانب التحقيق عند القدامى لا بد من معرفة ما يأتي:
ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أن نجيب على سؤال: لِمَ كان المؤلفون القدامى لا يستخدمون الحواشي كما نستخدمها اليوم؛ أي: للمعلومات الخارجة عن الموضوع؛ كتخريج الحديث، والتعريف بالأعلام، ونحو ذلك؟. الجواب: أنه كان من عادة النُّسَّاخ إذا نسخوا المخطوط أن يهملوا هذه الحواشي؛ فلا ينسخونها على اعتبار أنها من صنع القراء لا مِن عمل المؤلف وصلب البحث، ولذلك كان المؤلفون يدرجون هذه المعلومات في صلب أبحاثهم تحت عناوين متنوعة؛ مثل: (تنبيه)، (فائدة)، (إيقاظ). سابعاً: علامات الترقيم. عرف العلماء السابقون من علامات الترقيم ما يأتي:
ثامناً: استخدام الرموز التعقيبية، وعلامات الإهمال. كان القدامى يستخدمون عدداً من الرموز، منها:
تاسعاً: استخدام اختصارات مصطلحات العلوم.
عاشراً: التعريفات والتخريجات والتنبيهات وسائر أنواع التعليقات. ونجد من معالم التحقيق القديمة كثيراً مما يهتم به المحققون المحدثون، مثل: تراجم الأعلام. التعريف بالأماكن والبلاد. شرح المصطلحات والألفاظ الغريبة. وما إلى ذلك مما يحتاج إلى تعليق. |
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024© |