البطريرك لحام في المؤتمر الدولي حول..
افتتح في كنيسة الزيتونة في بطريركية الروم الكاثوليك في دمشق، المؤتمر الدولي بمناسبة اليوبيل الألفي الثاني لميلاد القديس بولس الرسول تحت عنوان: بولس بقراءة شرقية.. الذي تقيمه بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك بالتعاون مع جامعة الدراسات السريانية في بادوا الإيطالية ومعهد الدراسات الشرقية المسيحية في القاهرة ومقام القديس بولس في دمشق على مدى ثلاثة أيام.
وقال الأب بيير من الآباء الفرنسيسكان في كلمة له خلال الافتتاح: إنَّ الشرق مهد الحضارات والثقافات المختلفة، وإنَّ القديس بولس الرسول هو ابن هذه المنطقة بكل غناها الماضي والحاضر، مشيراً إلى الأثر الكبير الذي تركه القديس بولس في نشر الديانة المسيحية عبر العالم.
وتحدَّث الأب بيير في كلمته عن حياة القديس بولس وكيفية تحوُّله إلى مبشِّر قوي للدين المسيحي ومدى ارتباط القديس بولس بمدينة دمشق بشكل خاص وبسورية مهد الديانات والحضارات بشكل عام.
من جانبه قال الشيخ علاء الدين الزعتري، ممثل مفتي الجمهورية في كلمته: إنَّ القديس بولس في رحلته ابتداء من طرسوس حيث ولادته إلى دمشق، مكان تحوله، وصولا إلى روما، كان يحمل خلالها القيم المسيحية السامية.
وأشار الشيخ الزعتري إلى أنَّ روحانية وقدسية المكان تجعل الإنسان يتغيَّر من حال إلى حال، وهذا ما حصل مع شاول القديس بولس، عندما دخل إلى دمشق مؤكِّداً أنَّ سورية الأرض الغالية التي انطلقت منها أشعة النور كله عبر الرسل والأنبياء والصديقين والحواريين.
وكان غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك أكَّد خلال صلاة أقيمت قبيل افتتاح المؤتمر أنَّ مدينة دمشق والقديس بولس لا يفترقان، إذ إنَّ دمشق مفصل في تاريخ المسيحية ونقطة انطلاق القديس بولس والأكثر أهمية في تاريخ حياته، وهي الأمة الروحية بالنسبة للقديس بولس.
وعبَّر البطريرك لحام عن شكره وتقديره للسيد الرئيس بشار الأسد لرعايته الدائمة وتوجيهاته الرشيدة، وتمنَّى أن يكون هذا العام عام سلام ووئام.
بدوره قال الكاردينال أندريا دي مونيزيمولو، رئيس لجنة الاحتفالات، بمناسبة عام القديس بولس في كلمته: إنه لا يمكن تذكُّر القديس بولس الرسول من دون تذكُّر دمشق، المدينة التي تحوَّل فيها إلى المسيحية، وانطلق بدعوته إلى أصقاع العالم، مشيراً إلى أنَّ تحوُّل شاول إلى بولس جاء بفعل النعمة الإلهية.
وتتناول جلسات المؤتمر: حياة القديس بولس، والطرق التي سلكها، وردة الفعل على النزعة البولسية في القرن الثاني في منطقة شرقي الأردن، وبولس في الأدب السرياني ما بين القرنين الثاني والخامس، وفي تأويلات القديس أفرام السرياني وفكر غريغوريوس النانزيانزي، وبولس في الأدب العربي المسيحي القبطي، والتفسير الأرميني العظيم لرسائل القديس بولس اللسان العطر ومعلم الأمم في التقليد الإثيوبي، وبولس المبشر والصوفي معاً، وكيف نقرأ ونفهم القديس بولس اليوم.
كما يتضمَّن المؤتمر جلسة ختامية بعنوان «بولس من خلال الترانيم».. وندوة بعنوان «المحبة لا تسقط أبداً».. وأمسية ترانيم تحييها فرقة القديس بولس لطائفة اللاتين.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في إطار احتفالات الألفية الثانية لميلاد القديس بولس وتكمن أهميته في تمسُّكه بالمكان ذي الأهمية الكبرى في حياة القديس بولس رسول الأمم، والطرق التي مرَّ بها والمجتمعات التي التقاها، ويهدف إلى تقديم الفائدة وتعزيز الحوار
عدد القراء : 1008