دروس اقتصادية من الهجرة النبوية على القناة الفضائية السورية
لقاء مع فضيلة الأستاذ الدكتور علاء الدين زعتري في برنامج دروس اقتصادية من الهجرة النبوية على القناة الفضائية السورية . 27/11/2011 ميلادي الموافق 1/1/1433هجرري
المذيع : عدنا إليكم مشاهدنا الكرام اسمحوا لي أن أقدم ضيفنا في هذه الحلقة فضيلة الدكتور علاء الدين زعتري أمين الفتوى في وزارة الأوقاف أهلاً بك ضيفنا الكريم .
الدكتور : أهلاً وسهلاً ، كل عام وأنتم بخير بهذه المناسبة مناسبة الهجرة النبوية الشريفة .
المذيع : دعنا بداية نتحدث عن هذه المناسبة الكريمة دِلالتها ولكن هي هذه الهجرة بحد ذاتها التي هي ثورة على بنية المجتمع السائدة والجاهلية ، كيف نحاول إعادة إحيائها بحلة جديدة تهدم المعتقدات السيئة التي انتشرت في المجتمع والتي ابتعدت عن الإسلام بمعانيه الحقيقية .
الدكتور : أنا بالبداية أتشكر الفضائية السورية أنها أتاحت فرصة الحديث عن معاني الهجرة وليس فقط عن سرد أحداث الهجرة ، وهنا اسمحوا لي أن أجعل عنوان لقائنا دروس اقتصادية من الهجرة النبوية ، فالعادات الاقتصادية السيئة التي تفشت في سواءً في الماضي أو تكررت في هذا الزمن بالبعد عن الشريعة الإسلامية لابد أن نعيد النظر فيها ، فأول هذه الدروس عزت النفس والترفع عما في أيدي الناس ؛ العصامية وعدم الاستغلال المكانة والمنصب أول هذه الدروس نقرأه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يأذن لأصحابه بالهجرة وكلما جاء إليه سيدنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه يطلب الهجرة يقول ((لعل الله يجعل لك صاحباً )) فكان يؤخره في الهجرة فاعتقد أبو بكر أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ربما سيجعله رفيقاً له في درب الهجرة فجهز راحلتين يعني ناقة بأحمالها بما تستلزمه هذه الرحلة الطويلة في هذا الزمن فلما حان الإذن بهجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع سيدنا أبي بكر قدم الصحابي الجليل راحلة هي الأفضل (( يا رسول هذه لك )) قال عليه الصلاة والسلام : (( إني لا أركب بعير ليس لي )) قال : ((هو لك )) هدية هبة ، قال لا : (( ما الثمن الذي اشتريته به )) قال : (( كذا وكذا )) ، قال : (( هذا ثمن البعير )) .
إذاً هنا كم نحن بحاجة إلى أن نقول الحساب الدقيق لا يفسد ود الأصدقاء ولا يهدم علاقة الشركاء ، الحساب الدقيق لا يفسد ود الأصدقاء ولا يهدم علاقة الشركاء ، اليوم الناس من أجل المال يختلفون ومن أجل الهبة والهدية يتباعدون ، بينما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولو كان هو الزعيم الروحي الديني وتابعه يقدم له هدية ومع ذلك قال هذا ثمنها وهذه قيمتها الآن أستطيع أن أسافر معك كي لا يكون لأحد على أحد منة ، ما أعظم هذا الدرس الأول من دروس الهجرة ، ممكن أن نأخذ درس آخر أداء الأمانات رغم اختلاف المعتقدات ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحمل صفة الصادق الأمين حتى من أعدائه حتى من المشركين حتى من المخالفين ، هي فرصة لأصحاب المصالح جاءت فرصة أن أجمع تلك الودائع التي هي في حوزتي وهي مال الآخرين أن أسلبها وأن آخذها معي في الهجرة ويبلطوا البحر ، بينما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأنه معلم الناس معلم الإنسانية الخير لم يرضى بذلك بالقال لسيدنا علي الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ورضوان الله عليه والسلام نم في سريري وتسجأ ببردي وفي اليوم التالي أدي الأمانات إلى أهلها لا خوف عليك سيدنا علي نفسه فدى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بروحه وفداه بنفسه ونام في مكانه والمشركون يتربصون به على باب الدار ينتظرون خروج النبي لقتلوه أو يقتحموا عليه البيت فيقتلوه وإذ بالإمام علي يكون هو النائم في الفراش ، كم هذا الدرس عظيم أن الأمانات يجب أن تؤدى ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ نحن بحاجة إلى هذه الدروس التي تعطي قيمة معنوية لحدث الهجرة ، فالهجرة وإن كانت انتقال من مكان إلى مكان بالمعنى اللغوي أو بالمعنى الاصطلاحي ترك دار الكفر إلى دار الإيمان ، وهنها بهذه الدروس تعطي حدث عظيم عبر التاريخ يتجدد ليس في كل سنة بل في كل شهر وفي كل يوم وفي كل ساعة اقتصادياتنا
المذيع : جميل أن نكون قد أعطينا مشاهدينا الآن كما تفضلت دكتور هذه الصورة ربما التي فيها الوفاء معاني الوفاء فيها معاني الفدى أيضاً فيها معاني الصدق والأمانة وأداء الأمانات إلى أصحابها لكن إذا أردنا أن نتحدث في صميم تلك الهجرة نجد أنها فعلاً كانت حالة من الرفض لكل أشكال الظلم والقعر أيضاً لحالات ربما الغش التي كانت موجودة في ذلك المجتمع والكفر حتى بأصعب حالاته إذا أردنا ننقل تلك الصورة حتى نجسدها الآن أو حتى نأخذ منها دروس وعبر في وقتنا الحالي وقد تكون اخترت أنت المرحلة الاقتصادية أو الجانب الاقتصادي كيف نستطيع أن نستفيد من تلك الدروس في وقتنا الحالي .
الدكتور : أيضاً من الدروس العظيمة إذا ربطنا الهجرة إلى المدينة المنورة مع الهجرة إلى الحبشة كيف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يقول لأصحابه هاجروا إلى مكان لا تظلمون فيه فأساس الحكم العدل فلما قال لأصحابه
(( هاجروا إلى الحبشة فإن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد )) بعيداً عن أنه مسيحي أو غير مسلم أو المسألة ليست بالاعتقاد بمقدار ما أنها في تطبيق هذا الاعتقاد بالسلوك العملي .
اليوم للأسف مظاهر الدين حاضرة ولكن تطبيقات الدين غائبة فيتمثلُ بسم الإسلام ويقول بما ليس في الإسلام من حيث الشكل تراه بمظهر إسلامي ولكن أخلاقه أخلاق غير إسلامية ، لما قال إن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد ، تقرأُ أن النجاشي كان مسيحياً وأن في مكة الظلم والقهر والعدوان على النفس وعلى المال وعلى الأعراض من قبل أناس هم من أبناء الجلدة ؛ من أبناء العمومة ؛ من الأشقاء أو ن أبناء البلد المجتمع الواحد فالآن هناك رفض لهذه العادات السيئة لهذه التقاليد البالية لهذا الظلم الواقع على الآخرين ، فالعدل هو الأساس وإذا أردنا أن نتابع في الدروس الاقتصادية حتى مع المخالف في المعتقد نأخذ درس الالتزام بالعقود والوفاء بالمواثيق فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق اتفقا مع دليل الطريق عبد الله ابن اريقط على مال استأجراه دلنا على الطريق ،لن نذهب من مكة إلى المدينة في الطريق المعتاد ذهبوا باتجاه الجنوب الشرقي إلى غار ثور ثم بعد ثلاثة أيام التفوا حول مكة وكانوا يأخذون الطريق يمنة ويسرا حتى إذا مروا بالطريق العام يسمعون الأخبار وهم يمشون بعيداً عن الطريق الذي هو لعموم القوافل هنا نلحظ أن عبد الله ابن اريقط مشرك لا يدين بدين الإسلام ولكنه كان وفياً بالعهد والعقد ، أنا بدي آخذ الأجر على دلالة الطريق الآن هذا المشرك كان صاحب وفاء بالعقد والعهد يوم سمع أبا جهل يقول مئة ناقة لمن يأتي بمحمد حياً أو ميتاً الآن لو كانت نفسه طامعة ولو كان بلا أخلاق ، العربي بلا أخلاق يمكن أن يكون أسوأ من إبليس ، ولكنه بالأخلاق يلتزم هذا العهد والوعد عندما قال أنا اكتفي بما اتفقت به مع الرجلين فأخذ القليل مهما كانت الأجرة كثيرة في مقابل المائة جمل ستكون قليلة ومع ذلك أخلاق العروبة جعلته يلتزم بالعقد ويحمي من التزم معه بخلاف ما يجري اليوم على صعيد السياسة في تضارب المصالح لأنه خالفني فعقوبات اقتصادية وعقوبات اجتماعية وسياسية يا أخي كن كعبد الله ابن اريقط مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المخالف له في المعتقد لم يفرض عليه عقوبة ولم يأسره ليسلمه إلى العدو أبي جهل ليكسب المال للأسف يريدون أن يسلموا بلدنا بلاد الشام إلى عدو يسيطر ويحكم أكثر فأكثر ويمزق أكثر فأكثر ، هلا قرؤوا عبد الله ابن اريقط ، نحن الآن نعتز بهذه العروبية عند ذلك الرجل الدليل السياحي والعرف والخبير بالطرق المؤدية إلى المدينة المنورة كذلك في المقابل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأبوا بكر وصلا إلى المدينة بأمان فهل من الخلق والدين أن لا يعطيا عبد الله أجرى ، أنه نحن وصلنا لعند جماعتنا في المدينة المنورة واستقبلونا وما بدنا نعطيك الجر ، ينكرون عليه ويروح يبلط البحر ، لا المسألة ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮊ فإذا كان الوفاء من أصحاب الدين ومن أصحاب العروبة وما أجمل أن يكتمل هذا التمازج لما نسمع المقولة الشهيرة (( أن العروبة جسد والإسلام روح هذا الجسد )) ما أجمل أن نلتقي في دروس من الهجرة النبوية تعطينا هذا البعد الأخلاقي هذا البعد الاقتصادي هذا البعد الاجتماعي هذا البعد السياسي أننا عندما نتعامل مع الناس نتعامل على أساس الإنسانية .
المذيع : إذاً مجموعة قيم نحن بحاجة فعلاً في هذه المناسبة الكريمة أن نستذكرها وأنا نعود ونفعلها في نفوسنا في كل تصرف وفي كل سلوك وعلى مدار كل لحظة ، الآن هنا لابد من التوقف أيضاً بعد الوصول وهذا التعاضد والعلاقات التي نشأت ما بين المهاجرين من المسلمين والأنصار ، هذه القيم أيضاً الهامة الموجودة في سورية كيف أيضاً يجب أن نؤكد عليها لاستمراريتها .
الدكتور : أحسنت ؛ إذاً نحن الآن وصلنا إلى المدينة المنورة مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ماذا فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم غن أول فعله هو أن يجتمع الناس في المكان والزمان فكان المكان بناء المسجد وكان الزمان هذه الأخوة في المجتمع ، فإذا توقفنا عند المكان بحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أرض ليبني عليها مسجد وأيضاً درس اقتصادياً في هذا المنحة لمن هذه الأرض ، قالوا : لسهل وسهيل ابني عمر وهما يتيمان عند معاذ ابن عفراء فلآن إذا كانت المسالة تسلط الأقوياء على الضعفاء ؛ مال يتيم فليضم إلى المال العام ؛ فلتنشأ عليه هذه المؤسسة الاجتماعية ألا وهي المسجد ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان حريصاً على مال الأمة وعلى مال الأيتام بشكل خاص فدفع ثمن الأرض لليتيمين وقال كلمته (( اتجروا في أموال اليتامى )) هذا المال يا معاذ هذا للأيتام لا تأكله وإنما نمه وثمره ليبقى ذخيرةً إذا كبر اليتيم ليرى أن المال الذي تركه مورثه ما زال كما هو بل مع الزيادة ، إذاً الاهتمام بمال الأمة في أن يكون هذا المال للجميع دون استغلال لحاجة اليتيم لأنه ضيف هذا في المنحة في بناء المسجد والمنحة الأخرى أنه قام عليه الصلاة والسلام بالعمل بنفسه بناء المسجد ليس فقط إنه والله أحضروا الآخرين وأحضروا العمال والخبراء والمهندسين وأصحاب الكفاءات بل كان يقوم بالعمل بنفسه وكان ينشدُ ويرتجزُ ‘‘هناك كلمات تقال لمزيد من النشاط بالعمل ‘‘ ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فغفر للأنصار والمهاجرة ، أو ارحم الأنصار والمهاجرة )) إذاً كان يحمل الحجر على كتفيه ويأتي إلى المسجد ليبنيه ، ومن هنا نلاحظ مسالة وضع حجر الأساس مأخوذة من هذا العمل أن صاحب القرار يشارك ولو مشاركة رمزية ونأمل أن تكون مشاركة حقيقية في كل منحة من منح الحياة ، إذاً الدرس الاقتصادي عمل دءوب ، الدرس الاقتصادي إعطاء كل ذي حقٍ حقه حتى في بناء المسجد ، الدرس الآخر في الأخوة ، الأخوة الإنسانية ، الأخوة الإيمانية ، الآن كتب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم العهد وثيقة المدينة كيف يتعامل المسلم مع أخيه المسلم ؟ كيف يتعامل المسلمون مع غير المسلمون في البلد الواحد ؟
هذه الأخوة الاجتماعية برزت في أعلى صورها أجلى وأجمل تجلياتها ، لا أحقاد ؛ لا منافرات بل المحبة والمودة ، نأخذ مثالاً سعد ابن الربيع من الأنصار وعبد الرحمن ابن عوف من المهاجرين ترك تجارته وأمواله بمكة بفعل الضغط الاقتصادي والاجتماعي والظلم والقهر من قريش فجاء إلى المدينة المنورة ولا يملك شيئاً من المال يقول له ابن المدينة من الأنصار سعد ابن الربيع (( هذا مالي فهو بيني وبينك ، وهذا بيتي واسع أقسمه بيني وبينك )) ، هل هناك طمع في مال الآخرين نعود إلى ذات القصة مع سيدنا أبي بكر الترفع وعزة النفس العصامية ﮋ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ أي أشكالاً وألواناً هذا عند مال وهذا عنده صحة وهذا عنده علم وهذا عنده قوة ، كلٌ أعطاه الله مزية للتكامل لا للتنافر .
المذيع : على ضغط الحالة الاقتصادية في ذلك التوقيت وضنك العيش ، إلا أنهم كانوا يقسمون ما بينهم من أجل أن يساعدوا من قدم من مكة المكرمة ليصبح أيضاً ميسوراً ، ترك عياله وترك ماله وترك ..... ، الآن لفتني أنك ربطت الماضي بالحاضر الدكتور علاء إذا أردنا أن نربط الماضي مع ما يجري الآن في الدول العربية فمنهم من يمتلك الكثير من الموارد وخاصة الموارد النفطية وغير النفطية إلا أنها بكل بساطة تستخدم ذلك المال بدل أن تستخدمه من أجل مساعدة أهلينا ربما المستضعفين في أنحاء معينة في وطننا الحبيب أو لمساعدة بعض الدول .
الدكتور : إلا أنها تستخدم هذا المال بكل بساطة من أجل إيثار الفتنة وتقسيم البلاد تغير بزعمه نحو الأفضل والناس ينظرون إليه حقيقة أنه تغير نحو الأسوأ لنفق مظلم لا يدري الإنسان إذا دخله إلى أين يصل ، فإذاً الآن عندما نتحدث عن هذا الرغيف الذي يجب أن يقتسمه أبناء المجتمع الواحد بدل أن يقتسموه بالمحبة وغذ بالضعف يأتون إليه كلٌ يريد أن يأخذ النصيب الأكبر يتهافتون عليه يريد كلاٌ منهم أن يكون هو صاحب الحظوة بدل أن نقول ما دمنا أخوة (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) ، قال رسول الله (( ما آمن بي ساعة من نهار من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائعٌ )) ، فلآن قضية السبع والجوع ليس شبع وجوع المعدة بمقدار ما هو هذا الرفاه الاقتصادي أو هذا الاستقرار الاجتماعي عندما نقرأ حياة بعض العرب اليوم وقد تخلو عن دينهم وقد ابتعدوا عن مفهوم الهجرة النبوية بحقيقتها ، نقول أيها الناس اتقوا الله في أنفسكم في أموالكم ، اتقوا الله في إخوانكم ، أنظروا إلى أين تأخذون الناس وتجرونهم .
هنا أقول كلمة هل الذي يجري في المنطقة يمكن أن يجري في غير بلاد العرب والإسلام ، لماذا فقط يجب أن يتقاتل المسلمون في ما بينهم ، وأن يتقاتل العرب والأخوة في ما بينهم ؟
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له حديثان أحدهما يقول فيه (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) أنتم كنتم إخوة ﮋ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮊ فكيف بعد أن أصبحنا إخواناً بفعل الهجرة النبوية يأتي العدو فيبعد هذا عن الخط المستقيم وهذا عن المنحة الصحيح ويضرب العرب بعضهم بعضاً تنفيذاً لكلام غير المسلمين ، لكلام أعداء الأمة ، لكلام الغرب الذي لا يرعى في المؤمنين إلاً ولا ذمة ، وأن يستقوي بهذا العدو على أخيه ، هذا لم يجري لا في العروبة قبل الإسلام ولا في الإسلام في تاريخه القديم ، فمل الذي جرى للناس اليوم اتبعوا الشيطان الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحديث آخر (( إن الشيطان قد أيس أن يعبد في أرضكم ولكنه رضي في التحريش فيما بينكم )) .
إذاً في مسألة الأخوة الإيمانية والأخوة المواطنية والأخوة الاجتماعية نعود إلى سعد ابن الربيع من الأنصار وإلى عبد الرحمن ابن عوف من المهاجرين لما قاسمه كل ما يملك لم يطمع بماله بل قال له : (( بارك الله لك في مالك دلني على السوق )) ، أعطني خبرة الحياة ، أنا سأعمل بنفسي لن أنتظر الصدقة منك أو العطاء أو الهدية ، إذاً المسألة بأنا يجب أن نقرأ السيرة النبوية والهجرة النبوية قراءةً حياتية نستفيد منها في سلوكنا اليومي سواءً على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي لأن هذه الثقافة التي يعطينا إياها التاريخ ليست للمتاجرة بها إنما بتحويلها إلى سلوك عملي في كل يوم من حياتنا .
المذيع : فهي ليست فقط لنقرئها بل لنستفيد منها ، أعود لأستذكر ما ذكرته دكتور قلت أن العروبة جسد والإسلام هو روحها هم فقدوا الروح والجسد حقيقة هم فقدوا العروبة وأفقدوا الإسلام معانيه بكل بساطة عندما بدئوا يجسدون معانيه بهذه الطريقة الخاطئة ، شكراً جزيلاً لوجودك معنى في هذا الصباح المبارك ، ومرة أخرى إن شاء الله كل عام وأنت بألف خير دكتور علاء الدين زعتري أمين الفتوى في وزارة الأوقاف .
الدكتور : شكراً لكم وبارك الله فيكم وكل عام وأنتم بخير للأخوة المشاهدين وكل عام وأنتم بخير ، صباح الخير لبلدنا الجميل ، صباح الخير لسورية الغالية العزيزة التي مازالت أجنحة أو ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على بلاد الشام ، صباح الخير لسيد الوطن ‘‘ السيد الرئيس بشار الأسد ‘‘ وكل عام وأنتم بخير .
المذيع : شكراً جزيلاً دكتور .
الخط الأحمر : طريق القوافل .
الخط الأزرق : طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
مسجد قِباء : أول مسجد في الإسلام .
عدد القراء : 1187