shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة 282].

{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة 282].

 

 

 

 

  • يقول الله تعالى {وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151]، ويقول الله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5].
  • واتقوا الله واعلموا، واتقوا الله واسمعوا، واعلم أن من عمل بعلم أو نطق به فأصاب الحقيقة عند الله تعالى فله أجران، أجر التوفيق وأجر العمل - وهذا مقام العارفين، ومن نطق بجهل أو عمل به وأخطأ الحقيقة فعليه وزران - وهذا مقام الجهال، ومن قال أو عمل بعلمه وأخطأ الحقيقة فله أجر لأجل العلم وهذا مقام علماء الظاهر، ومن قال بجهل أو عمل عملاً وأصاب الحقيقة فعلية وزر لتركه طلب العلم وهذا مقام جهلة العابدين، ومَثَلُ العالم مَثَلُ الحاكم وقد قسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحكام ثلاثة أقسام فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "القُضَاةُ ثَلاَثَةٌ: قَاضِيَانِ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ فِي الجَنَّةِ، رَجُلٌ قَضَى بِغَيْرِ الحَقِّ فَعَلِمَ ذَاكَ فَذَاكَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ لاَ يَعْلَمُ فَأَهْلَكَ حُقُوقَ النَّاسِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ قَضَى بِالحَقِّ فَذَلِكَ فِي الجَنَّةِ. [الترمذي، 1322]، ومن أحسن ما سمعت في قوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 26]، قيل اللباس: العلم، وريشاً قيل: اليقين، ولباس التقوى أي: الحياء.
  • العمل الصالح هو الذي يورث نور القلب، وانشراح الصدر، وسكينة النفس، وحدة الذهن، وقوة الحافظة، وسلامة الجوارح؛ فإن الله جلا وعلا يمنُّ على من استخدم جوارحه في طاعته ومرضاته، وسخر بدنه وملكاته فيما يحب الله ويرضى.. يمنُّ الله جلا وعلا عليه بحفظ حواسه وسلامتها له ويزيده فيها ما يميزه عن غيره بإذن الله عز وجل وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: "إن العبد ليحرم العلم بالذنب يصيبه"، وكما قال الله جلا وعلا: {واتقوا الله ويعلمكم الله}؛ فإن من أراد أن يتهيأ لحفظ القرآن، وطلب العلم، ومعرفة الحق والاستزادة من الفقه في الدين فإن طريقه أن يطهر قلبه ويزكي نفسه بإصلاح العمل وإصلاح القصد لله سبحانه وتعالى.
  • التقي هو الذي أدى جميع ما افترضه الله عليه واجتنب جميع ما حرّمه الله عليه، فمن ترك هذا العلم الضروري الذي فرضه الله على المكلف لا يكون مندرجا تحت قوله تعالى: ويعلمكم الله لأن الوارد في الآية وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ معناه اتقوا الله بأداء الواجبات واجتناب المحرمات، وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ يعني بعد أن تتموا ما أورده الله في أول الآية من أمر التقوى يفيض الله على قلوب بعض الصالحين منكم علما لدنيّا أي علما غير مكتسب لا يؤخذ من الكتب ولا من ألسنة المشايخ، انّما هو إفاضة من الله عز وجل على قلب من شاء من عباده الأتقياء.
  • العلم هبة من الله، والفهم عطية منه، والفقه مادته منه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يهبها لمن يشاء، والله ربط العلم والفهم بالتقوى، فقال عز من قائل: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ} [البقرة:282] وإذا أعطى الله العلم صاحبه، أو علمه حديثاً أو آية أو قضية، أو بصره، أو رده عن خطأ ولم يتعظ؛ سلب الله العلم منه، وأطفأ نوره وشهابه ومصباحه، فجعله في الدنيا في ظلمات، ثم أوعده بظلمات في الآخرة فأهل الظلمات على الصراط إنما هووا على وجوههم في النار؛ لأنهم ما وجدوا نور الطاعة في الدنيا، ولأن ظلمات المعاصي أحاطت بهم.
  • من أهم ما يُكافأ به المتقي أنه يُعطى العلم النافع من جرّاء التقوى {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282]، فيعلمكم الحلال والحرام ومصالحكم وحفظ أموالكم وما أمركم وما نهاكم عنه ويعلمكم كل ما تحتاجون إليه، ومن أسباب نقصان العلم ونقص الحفظ وذهاب المسائل وعدم انفتاح النفس للعلم وعدم الحماسة للعلم؛ المعاصي فهي تصد النفس عن العلم. ومن أسباب تحصيل العلم وانفتاح الذهن والقلب والحماس له؛ التقوى.
  • رتّب العلم على التقوى.. لأن حقيقة العلم نور يقذفه الله في الصدور، وليس هو مجرد حفظ مدونات السطور. وكرر لفظ الجلالة.. مع أن المعهود في التكرار إذا خلا عن سبب وجيه.. خروج عن البلاغة، وإملال للأذن.. فلو قال أحد: واتقوا الله ويعلمكم؛ لم يلحن في ذلك. ولكنه سبحانه كرر اسمه الشريف.. تنبيهاً على علاقة العلم بالتقوى.
  • أي: اتقوا لله في جميع ما أمركم به ونهاكم عنه، وهو يعلمكم ما فيه قيام مصالحكم وحفظ أموالكم وتقوية رابطتكم، فإنكم لولا هدايته لا تعلمون ذلك، وهو سبحانه العليم بكل شيء، فإذا شرع شيئًا فإنما يشرعه عن علم محيط بأسباب درء المفاسد وجلب المصالح لمن تبعه شرعه، وكرر لفظ الجلالة لكمال التذكير وقوة التأثير.
  • بالعلم يصحُّ العمل، وبالعمل تُنالُ الحكمة، وبالحكمةِ يقومُ الزُّهد، وبالزُّهد تُعرفُ الدنيا، ومن عرفَ الدنيا رغِبَ في الآخرة، ومن رغِبَ في الآخرة نالَ المنزلة، والتوفيقُ خيرُ قائدٍ، ومن رضِيَ بقضاء الله لم يُسخِطه أحد، ومن قنِع بعطاء مولاه لم يدخُله حسَد، ومن فُتِح له بابُ خيرٍ فليُسرِع إليه؛ فإنه لا يدري متى يُغلَقُ دونَه.
  • من تقواك لله جل وعلا أن تسلك سبيل العلم، واعلم أنك لن تصل إلى الله جل وعلا إلا عن طريق العلم، فالسائر على غير علم كالسائر على غير طريق، والذي يعبد الله جل وعلا على غير علم يفسد أكثر مما يصلح، فقليل مع العلم خير من كثير بغير علم.
  • وَعْدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِأَنَّ مَنِ اتَّقَاهُ عَلَّمَهُ، أَيْ يَجْعَلُ فِي قَلْبِهِ نُورًا يَفْهَمُ بِهِ مَا يُلْقَى إِلَيْهِ، وَقَدْ يَجْعَلُ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ ابْتِدَاءً فُرْقَانًا، أَيْ فَيْصَلًا يَفْصِلُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً".
  • نتيجة عملية تلقائية لأن القلب يشرق حينئذٍ بنور الإيمان، والنفس تطمئن إلى ما حباها الله عز وجل من السكينة والطمأنينة فيتهيأ الإنسان حينئذٍ لهذا العمل العظيم حفظ القرآن الكريم.
  • إن نور العلم من نور الله، ونور الله لا يشرق في القلوب المظلمة بمعاصيه. شكوت إلى وكيع سوء فهمي فأرشدني إلى ترك المعاصي وذاك لأن علم الله نور ونور الله لا يهدى لعاص.
  • العلم ثمرة التقوى التي هي أصل الأعمال، وترجمة جميعها أو كلها، وأثروا عن مالك: ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما هو نور يضعه الله في قلب من يشاء.
  • ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وأعجب مالك بذكاء الشافعي وحفظه قال له يا شافعي: (إني أرى الله قد جعل في قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية).
  • كلٌّ من تعليمِ الرَّبِّ وتقوَى العبدِ يُقارِنُ الآخَرَ، ويُلازمُه، ويقتضيه، فمتَى علَّمه اللهُ العِلمَ النَّافِعَ؛ اقترنَ به التَّقوَى بحسب ذلك، ومتَى اتَّقاه؛ زادَه مِنَ العلمِ.
  • إن التقوى أجلُّ سبب إلى حصول العلوم النافعة، {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة:282] ومن اتقى الله وعمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم.
  • وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ، فهو ثمرة التقوى والإخلاص، ولا ينال هذا العلم من كان في قلبه بدعة أو كبر أو حب للدنيا أو ميل إلى المعاصي.
  • اجعلوا أنفسكم في وقاية وحرز من عقاب الله: بامتثالكم ما أمركم به أو نهاكم عنه. ويعلمكم الله أحكامه المتضمنة لمصالحكم.
  • وعد من الله بأن من اتقاه علمه وجعل في قلبه نورا يفهم به ما يلقى إليه. وقد يجعل في قلبه فرقانا وفيصلا بين الحق والباطل.
  • المتقون يمنُّ الله تعالى عليهم بنور البصيرة لبعدهم عن المعاصي والذنوب التي تجعل قلب صاحبها مظلما قاسيا منكوسا.
  • دعوة صريحة إلى المؤمنين بتقوى الله، فهو الذي يعلمهم ويرشدهم، وأن تقواه تفتح قلوبهم للمعرفة، وتهيئ عقولهم للتعلم.
  • من اتقى الله رزقه الله علم ما لم يعلم، ومن اتقى الله وعمل بما قدر عليه فتح الله عز وجل له أبواب ما لا يقدر عليه.
  • التقوى ملازمة للعلم، والعلم ملازم لها، بل إن من ثمرة التقوى أن يعلمك الله تبارك وتعالى العلم الشرعي النافع.
  • التقوى هي الوسيلة إلى العلم وزيادة العلم ولأن العلم واسع ولا حصر له ولذلك فإن فوق كل ذي علم عليم.
  • وقال عمر بن عبد العزيز: إنما قصر بنا عن علم ما جهلنا تقصيرنا في العمل بما علمنا.
  • العلم أحق ما تصرف فيه الأوقات، ويتنافس في نيله ذوو العقول، فبه تحيا القلوب وتزكو الأعمال.
  • العلم ليس بالمؤسسات ولا بالشهادات ولا بالجامعات، العلم تقوى الله، العلم من الحي القيوم.
  • عبد الله بن مسعود (يقول: إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد عَلِمَه بالذنب يعمله)
  • المعنى: اجتنبوا معصية الله يعرفكم طرقَ فلاحِكم. تلخيصه: من راقب الله، أرشده.
  • مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ عَلَّمَهُ اللَّهُ مَا لَمْ يَعْلَمْ. رواه أبو نعيم من حديث أنس. ضعيف.
  • تقوى الله عز وجل هي سبب كل خير وصلاح وفلاح في الدنيا والآخرة.
  • إن مَن اتقى الله فتح الله عليه، وسهَّل له أموره، وحفَّظه ما تعلم.
  • أن تقوى الله وسيلة إلى حصول العلم، كما أن العلم سبب للتقوى.
  • العلم نور يضَعُه الله في قلْبِ الخائف.
  • التقوى مؤثرة في تحصيل العلم.
  • إذا اتقيت الله فتح لك السبل.

عدد القراء : 495