الأكل مع اليتامى
032 الأكل مع اليتامى
في الطبقات الكبرى، لابن سعد (1/ 95)
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ قَبَضَهُ إِلَيْهِ جَدُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَضَمَّهُ وَرَقَّ عَلَيْهِ رِقَّةً لَمْ يَرِقَّهَا عَلَى وَلَدِهِ. وَكَانَ يُقَرِّبُهُ مِنْهُ وَيُدْنِيهِ. وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ إِذَا خَلا وَإِذَا نَامَ. وَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِهِ فَيَقُولُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِذَا رَأَى ذَلِكَ: دَعُوا ابْنِي إِنَّهُ لَيُؤْنِسُ مُلْكًا.
وَقَالَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: احْتَفِظْ بِهِ فَإِنَّا لَمْ نَرَ قَدَمًا أَشْبَهَ بِالْقَدَمِ الَّتِي فِي الْمَقَامِ مِنْهُ. فقال عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لأَبِي طَالِبٍ: اسْمَعْ مَا يَقُولُ هؤلاء. فكان أبو طالب يحتفظ به. وقال عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لأُمِّ أَيْمَنَ. وَكَانَتْ تَحْضُنُ رَسُولَ الله. ص: يَا بَرَكَةُ لا تَغْفَلِي عَنِ ابْنِي فَإِنِّي وَجَدْتُهُ مَعَ غِلْمَانٍ قَرِيبًا مِنَ السِّدْرَةِ. وَإِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَزْعُمُونَ أَنَّ ابْنِي هَذَا نَبِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ. وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لا يَأْكُلُ طَعَامًا إِلا قَالَ: عَلَيَّ بِابْنِي. فَيُؤْتَى بِهِ إِلَيْهِ. فَلَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَبَا طَالِبٍ بِحِفْظِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحِيَاطَتِهِ.
كفالة اليتيم من أفضل الأعمال
كرم الله اليتيم في السماء والأرض، ورفع شأن البيت الذي يكفل فيه يتيم، وجعل رعايته واجبة شرعاً.
والمجتمع كله مسؤول إذا أوذي يتيم في ماله أو صحته.
ومن كرم الله على الأيتام أن اختار رسول هذه الأمة وخاتم أنبيائه يتيماً؛ بقوله سبحانه لرسوله: (ألم يجدك يتيما فآوى)
لهذا كان توجه القرآن الكريم إلى رسوله الذي شاء الله أن يختاره يتيما حتى يشعر بالأيتام ويكون أسوة لهم على مر الأزمان نبيهم ورسولهم كان يتيماً فيكون هذا دافعا لهم على التقدم والسعي والعمل الجاد دون يأس، وفيه بيان لرسوله وإشارة بالأمر فأما اليتيم فلا تقهر بعد أن حن الله عليه وقال: ألم يجدك يتيما فآوى.
فاليتيم له حق مادي وحق معنوي.
الحق المادي بالكفالة المطلقة من تعليم وعلاج وطعام وشراب وكسوة.
والله سبحانه وتعالى حض على البر باليتيم
فقال تعالى: أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم (فجعل سبحانه عدم إعطاء اليتيم حقه ومنعا من حقوقه جعله تكذيب بحقوق الإسلام كلها.
ومن هذا المنطلق نقول:
إن الاسلام جعل كفالة اليتيم ركنا من أركانه وأساسا من أساسياته لا يصح التقصير فيه.
ويكفي إشادة بفضل اليتيم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ويشير الرسول بإصبعيه السبابة والوسطى)
وامرأة تحبس نفسها تربيهم فهي مع النبي صلى الله عليه وسلم رفيقة له في الجنة.
فالبيت الذي يكرم فيه اليتيم هو بيت يمتلئ بالرحمة والعطف والحنان.
والبيت الذي يهان فيه اليتيم هو بيت يسكن فيه الشيطان.
عدد القراء : 611