shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

معـالــم النهضة الفقهية المعاصرة

مجمع أبي النور الإسلامي

كلية الإمام الأوزاعي

للدراسات الإسلامية

قسم الدراسات العليا

 

معـالــم

النهضة الفقهية المعاصرة

 

علاء الدين محمود زعتري

 

 

 

1416 هـ   =  1996 م

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وحبيب رب العالمين، وعلى آله وأصحابه الغُرِّ الميامين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن الفقه الإسلامي هو المادة العملية في حياة المسلمين، إذ به تصحيح العبادات، والمعاملات، وسائر الأحوال والأنشطة التي تعرض للمسلمين في كل يوم.

وكسائر العلوم والفنون، سار الفقه الإسلامي عبر التاريخ، ضمن خط بياني متصاعد، بدأ بنزول الوحي من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتقى وارتفع وتبوأ مكانة مرموقة، حتى إذا انشغل المسلمون بدنياهم، وتركوا الاهتمام بدينهم، تراجع الفقه الإسلامي عن الساحة العلمية أولاً، مما أدى إلى بُعده عن الساحة الواقعية لحياة المسلمين.

ولقد نهض الغيورون على دينهم - في كل مرحلة من مراحل التاريخ - بعبء ثقيل نأتْ به كواهلهم، من خلال تعريف المسلمين بدينهم، وعرض التشريع الإسلامي عرضاً ميسراً مبرأ عن الشبهات، وحاولوا تذليل الصعوبات التي وقفت في طريق ازدهار الفقه لمدة من الزمن.

وقد ظهر جهد العلماء واضحاً في القرن الرابع عشــر الهجري، من خلال ما قدموه، فرادى وجماعات، وما أصدروه من فتاوى، وما أ لّفوه من كتب، وما أسـسـوه من مجامع فقهية، وما جمعوه في موسوعات، يرجى لها أن تحلق بالفقه الإسلامي لاستعادة مكانته المرموقة.

وفي هذا البحث عرض لواقع الفقه الإسلامي، وبيان لتاريخ التشريع في القرن الماضي، وما امتاز به عن أطوار تاريخ التشريع الإسلامي السابقة توضيحاً لما جرى، وشحذاً لهمة علماء الحاضر والمستقبل، ليستفيدوا من تجارب مَن سبقهم، ويتابعوا الدرب على منوال حسناتهم، وتجنب ما وقع من خلل.

وقد اتَّبعت في بحثي المنهج التاريخي، بنوعيه:

المنهج التاريخي الإنشائي؛ وذلك في عرض وسرد الأحداث.

والمنهج التاريخي العلمي؛ وذلك بتحقيق تلك الأحداث، ونقدها، والتعليق عليها، وأرجو أن أكون قد وُفقت لهذا.

وهنا أود أن أتقدم بجزيل الشكر للجنة العلمية بكلية الإمام الأوزاعي لقبولها تسجيل هذا البحث لديها، وأخص بالشكر الشيخ الفاضل الأستاذ الدكتور كامل موسى لتكرمه بقبول بحثي عنده، متجاوزاً مسؤولياته الجسيمة.

وألفت النظر إلى أن عنوان البحث كان: التشريع الإسلامي في القرن الرابع عشر الهجري، وقد وضعت العنوان الحالي، معالم النهضة الفقهية المعاصرة مستمداً إياه من عنوان محاضرة للأستاذ الدكتور محمد الزحيلي كان قد ألقاها في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي بدولة الإمارات.

ومما يجدر ذكره أن هذا البحث قد طُبع مُلحَقاً بكتاب تاريخ التشريع الإسلامي للسايس والسبكي والبربري.

والله أسأل أن يجعل هذا العمل خلصاً لوجهه الكريم.

إنه نعم المولى ونعم المجيب.

علاء الدين زعتري

عدد القراء : 1439