{وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: 255]. And He feels no fatigue in guarding and preserving them.
{وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: 255].
And He feels no fatigue in guarding and preserving them.
- يقول الله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [هود: 57]، ويقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [سبأ: 21].
- الله عزَّ وجلَّ هو الحافظ وحده لا شريك له، فهو الذي خلق الكون، وهو الذي تكفل بحفظه: {إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [هود: 57]. والمحفوظ هو ما حفظه الله سبحانه، وشاء له أن يُحفظ ويبقى، وما شاء الله له أن يضيع ويهلك، فإنه ضائع هالك لا محالة. وقد تكفل الله بحفظ السموات والأرض وما فيهما، والعرش، والكرسي، والقرآن، فهي باقية بحفظ الله: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 32].
- أي: لا يشق عليه سبحانه ولا يثقله، ولا يَكْرِثُهُ حفظ السماوات والأرض، وحمايتهما من الفساد والتغير، وإمساكهما {وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج: 65]، {رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: 2] {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَواتِ والأَرْضَ أَن تَزُولا..} [فاطر: 41].
- معناه ولا يثقل عليه حفظ الكرسي وما فيه السموات والأرض وما في أنفسهما في قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 41].
- يشبه قول الله عز وجل: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38]، واللغوب هو التعب.
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} قَالَ: «لَا يَثْقُلُ عَلَيْهِ حِفْظُهُمَا».
- عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} يَقُولُ: «لَا يَضُرُّ بِهِ، أَوْ يَكْرِثُهُ حِفْظُهُمَا»
- عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} قَالَ: «لَا يَثْقُلُ عَلَيْهِ شَيْءٌ»
- عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} «لَا يَثْقُلُ عَلَيْهِ لَا يُجْهِدُهُ حِفْظُهُمَا».
- عَنِ السُّدِّيِّ: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} قَالَ: «لَا يَثْقُلُ عَلَيْهِ».
- عَنِ الرَّبِيعِ، قَوْلُهُ: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} يَقُولُ: «لَا يَثْقُلُ عَلَيْهِ حِفْظُهُمَا».
- قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} قَالَ: «لَا يَعُزُّ عَلَيْهِ حِفْظُهُمَا».
- الله حفيظ لمخلوقاته يبقيها على حالها لغاياتها، وينظم ترابط العلل بمعلولاتها، يحفظ الأشياء بذواتها وصفاتها، وقد ذكر أبو حامد الغزالي أن الحفظ في ذلك على وجهين: الوجه الأول: إدامة وجود الموجودات وإبقاؤها، ويضاده الإعدام، والله تعالى هو الحافظ للسماوات والأرض والملائكة والموجودات التي يطول أمد بقائها والتي لا يطول أمد بقائها، مثل الحيوانات والنبات وغيرهما. الوجه الثاني: أن الحفظ صيانة المتقابلات المتضادات بعضها عن بعض، كالتقابل بين الماء والنار، فإنهما يتعاديان بطباعهما، فإما أن يطفئ الماء النار، وإما أن تحيل النار الماء إلى بخار، وقد جمع الله عز وجل بين هذه المتضادات المتنازعة في سائر العناصر والمركبات، وسائر الأحياء كالإنسان والنبات والحيوان، ولولا حفظه تعالى لهذه الأسباب وتنظيم معادلاتها، وارتباط العلل بمعلولاتها، لتنافرت وتباعدت وبطل امتزاجها واضمحل تركيبها، وهذه هي الأسباب التي تحفظ الإنسان من الهلاك وتؤمن له بحفظ الله الحياة.
- أي: لا يكلفه ولا يثقله ولا يتعبه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما؛ لأن الحفظ ليس فقط لجرم السماء وجرم الأرض، بل حفظه جل وعلا لمن في السماء ومن في الأرض. ومن تمام الحفظ الرزق فإنه لا يقوم الحفظ إلا بالرزق؛ فلذلك كان جل وعلا رازقاً بلا مئونة، ويدل على ذلك أيضاً ما في صحيح مسلم (8/ 16)، 6737 - عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ « يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِى أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِى أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِى أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِى إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِى أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِى إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّى فَتَضُرُّونِى وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِى فَتَنْفَعُونِى يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِى مُلْكِى شَيْئًا يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِى شَيْئًا يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِى فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِى إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِى إِنَّمَا هِىَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ»، فملك الله جل وعلا لا ينفد، ولا ينقصه سؤال السائل، ولا إعطاء الداعي، فهو جل وعلا رازق بلا مئونة، أي: بلا كلفة.
- معنى قوله تعالى: (ولا يئوده حفظهما)، قال الله {وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة:255] أي: لا يتعبه حفظهما، فيحفظ كل نجم من المليارات التي لا تعد، يحفظها في مكانها، تجري وتدور، ويأتي مولدها وتأتي نهايتها فيما يعلمه الله سبحانه، أحصى كل شيء عدداً، أحصى أنفاس العباد فيعلم كم عددها، أحصى عدد قطر المطر الذي ينزل من السماء، وعدد أشجار أوراق الشجر، {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن:28] سبحانه وتعالى العليم العظيم. قال الله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255] العظيم صاحب العظمة صاحب الملك والملكوت ذو الجلال والإكرام سبحانه وتعالى.
- أي: لا يثقله ولا يكرثه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما ومن بينهما، بل ذلك سهل عليه يسير لديه، وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء، والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه سبحانه محتاجة وفقيرة إليه، وهو الغني الحميد، الفعال لما يريد، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو القاهر لكل شيء، الحسيب على كل شيء، الرقيب العلي العظيم، لا إله غيره ولا رب سواه.
- {ولا يئوده حفظهما} {يئوده} بمعنى: يثقله، {حفظهما} حفظ السموات والأرض بما فيهما من المخلوقات التي لا يحصى أجناسها إلا الله فضلًا عن أنواعها، فضلًا عن أفرادها، لا يثقل الرب عز وجل حفظ السموات والأرض لكمال علمه وكما قدرته، وكونه حافظًا فيه كمال الرحمة وكمال الإحسان، فهو لكمال العلم والقدرة والرحمة والإحسان يحفظ السموات والأرض ولا يثقله حفظهما.
- {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} بيان لعِظَمِ ملكه وكمال قدرته، وشمولها كلَّ شيء وأنَّه مدبِّر كلَّ شيء، وحافظ، ولا يشقُّ عليه ذلك، فإذن هو الغنيُّ لا يحتاج إلى معونة أحد من الملائكة أو غيرهم.
- إن حفظ السماوات والأرض ومن فيهما لا يقوم إلا بالله جل وعلا، ويدل عليه أيضاً اسم القيوم، فإنه مقيم لكل نفس، ومقيم لكل شيء، لا قيام لشيء إلا به سبحانه وتعالى.
- لَا يثقله ولا يتعبه حفظ السماوات والأرض وكلاءتهما، لأن ذاته العلية منزهة عن التعب، إذ هو من صفات الأجسام الحيوانية، والله سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة الحوادث.
- إِذَا كَانَ لَا يَئُودُهُ خَلْقُهُ وَرِزْقُهُ عَلَى هَذِهِ التَّفَاصِيلِ فَكَيْفَ يَئُودُهُ الْعِلْمُ بِذَلِكَ أَوْ سَمْعُ كَلَامِهِمْ أَوْ رُؤْيَةُ أَفْعَالِهِمْ أَوْ إجَابَةُ دُعَائِهِمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
- أي: لا يكرثه ولا يثقله، وذلك مستلزم لكمال قدرته وتمامها، بخلاف المخلوق القادر إذا كان يقدر على الشيء بنوع كلفة ومشقة، فإن هذا نقص في قدرته وعيب في قوته.
- {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ وَلَا يَثْقِلُهُ، يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ آدَنِيَ هَذَا الْأَمْرُ فَهُوَ يَئُودُنِي أَوَدًا وَإِيَادًا، وَيُقَالُ: مَا آدَكَ فَهُوَ لِي آئِدٌ، يَعْنِي بِذَلِكَ: مَا أَثْقَلَكَ فَهُوَ لِي مُثْقِلٌ.
- بيان لعِظَمِ ملكه وكمال قدرته، وشمولها كلَّ شيء وأنَّه مدبِّر كلَّ شيء، وحافظ، ولا يشقُّ عليه ذلك، فإذن هو الغنيُّ لا يحتاج إلى معونة أحد من الملائكة أو غيرهم.
- لا يثقله، ولا يكرثه، ولا يعجزه، ولا يتعبه، ولا يشق عليه حفظ السماوات والأرض ومن فيهن، فهو سهل يسير عليه سبحانه وتعالى.
- {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا}، وهذا دفع لما يتوهم أنه محتاج إلى من يعينه على حفظهما، وإنما يتوهم احتياجه في حفظهما إلى الملائكة.
- {وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} أي: لا يُثقله. يقال: آدَهُ الشيءُ يؤُودُهُ وآدَه يَئِيدُه، والوَأْد: الثّقل.
- يعني لا يتعبه ولا يشق عليه ولا يلحقه كلل ولا تعب ولا إعياء، وذلك لكمال القدرة.
- "لا يئوده" أَيْ: لَا يَكْرِثُهُ1 وَلَا يُثْقِلُهُ وَلَا يُعْجِزُهُ، فَهَذَا النَّفْيُ لِثُبُوتِ كَمَالِ ضِدِّهِ.
- أَيِ: السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، أَوْ يَحْفَظُ عَلَى الْعِبَادِ أَعْمَالَهُمْ وَأَقْوَالَهُمْ.
- أَيْ: لَا يُكْرِثُهُ وَلَا يُثْقِلُهُ وَلَا يُعْجِزُهُ، فَهَذَا النَّفْيُ لِثُبُوتِ كَمَالِ ضِدِّهِ.
- إشارة إلى صفة القدرة وتنزيهها عن الضعف والنقصان.
- {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا}، فإنه مستلزم لكمال قُدرته.
- "ولا يؤوده حفظهما"، ولا يشق عليه ولا يثقله.
- أي لا يُثْقِله حتى يَؤُودَه، أي يُميلَه.
- {وَلَا يَئُودُهُ} لَا يُثْقِلُهُ وَلَا يُكْرِثُهُ.
- أي: لا يُثقِله ولا يَشُقُّ عليه.
- أي: لكمال قدرته وقوته.
- أَيْ لَا يُكْرِثُهُ وَلَا يُثْقِلُهُ.
- لإثبات كمال قوته واقتداره.
عدد القراء : 558