{قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة 256].
{قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة 256].
The right course has become distinct from the wrong.
- قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 146].
- يقول الله تَعَالَى: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42].
- الرشد سر الله تَعَالَى فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ لَا يطلع عَلَيْهِ إِلَّا الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام، والأولياء فَمن دونهم عجزوا عَن معرفَة كنهه فالرق برد الْقلب وخموده عَن حرارة حَيَاة الْقلب بِاللَّه تَعَالَى وَمَوْت الْقلب عَن الله تَعَالَى وَبرد النَّفس وخمودها عَن التَّحَلُّل للأركان فِي أَمر الله تَعَالَى فَظهر على الْقلب الجمود وَالْعجز وعَلى النَّفس الْقَهْر وَذَهَاب الْقُوَّة والكسل، فَكل من ملكه هَوَاهُ فقلبه مقهور ذليل لَا يعتز بِأَمْر الله وَلَا يَهْتَز لَهُ؛ لِأَن أَمر الله تَعَالَى ملكه وسلطانه وزينته وبهاؤه وحلاوته، فَإِذا وافى قلبه مأسوراً، وصدراً مظلماً بأشغال الدُّنْيَا قد خرَّبه الْهوى وصير صَدره مروجاً وغياضاً وآجاما يَخُوض فِيهَا الْخَنَازِير وتتردد فِيهَا الذئاب وَالسِّبَاع والأسد والثعالب لم يبْق هُنَاكَ للأمير سُلْطَان فَإِذا لم يكن للأمير مملكة وَلَا سُلْطَان فَلم تبرز زينته وبهاؤه وَلم تُوجد حلاوته فَلذَلِك لَا يجد صَاحب الْهوى طعم أَمر الله تَعَالَى وحلاوته وَلَا يرى بهاءه وسناءه وزينته فَإِذا عمل ذَلِك الْأَمر كَانَ كالمكره الَّذِي لَا يجد بدا أَو كَالَّذي يجر برجليه على مَوَائِد النعم وبساتين النزهة كَمَا تجر جيف الْميتَة لترمى وَلَا يجد طعم مَا حل بالموائد وَلَا يشم رياحين الْبَسَاتِين وَلَا يلتذ بنزهتها وَمن خلص من رق الْهوى فيوسم سمة الْأَحْرَار قعد على مَوَائِد النعم ونزهة السّنَن فَكَانَت الْأَعْمَال مَوَائِد غراسه وَالذكر بساتينه ونزهته فالرق يدنس الْقلب ويقهره فَإِذا صَار حرا تطهر الْقلب من الأدناس وَخرج من قهر الْهوى فاعتز بِاللَّه وَاسْتغْنى بِاللَّه
- تَبَيُّن الرشد من الغي بعدة طرق: أولاً: بالكتاب؛ فإن الله سبحانه وتعالى فرَّق في هذا الكتاب العظيم بين الحق، والباطل؛ والصلاح، والفساد؛ والرشد، والغي، كما قال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء} [النحل: 89]؛ فهذا من أقوى طرق البيان. ثانياً: بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنها بينت القرآن، ووضحته؛ ففسرت ألفاظه التي تشكل، ولا تعرف إلا بنص؛ وكذلك وضحت مجملاته، ومبهماته؛ وكذلك بينت ما فيه من تكميلات يكون القرآن أشار إليها، وتكملها السنة، كما قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44]. الطريق الثالث: هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وسلوكه في عبادته، ومعاملته، ودعوته؛ فإنه بهذه الطريقة العظيمة تبين للكفار، وغير الكفار حسن الإسلام؛ وتبين الرشد من الغيّ. الطريق الرابع: سلوك الخلفاء الراشدين؛ وفي مقدمتهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ؛ فإن بطريقتهم بان الإسلام، واتضح؛ وكذلك من كان في عصرهم من الصحابة على سبيل الجملة لا التفصيل؛ فإنه قد تبين بسلوكهم الرشد من الغي.
- ليتدبر الإنسان نعمة الإيمان، وما تمنحه للإدراك البشري من تصور ناصع واضح، وما تمنحه للقلب البشري من طمأنينة وسلام، وما تثيره في النفس البشرية من اهتمامات رفيعة ومشاعر نظيفة، وما تحققه في المجتمع الإنساني من نظام سليم قويم دافع إلى تنمية الحياة وترقية الحياة.. ما يتدبر الإنسان نعمة الإيمان على هذا النحو حتى يجد فيها الرشد الذي لا يرفضه إلا سفيه، والسفيه هو الذس يترك الرشد إلى الغي، ويدع الهدى إلى الضلال، ويؤثر التخبط والقلق والهبوط والضآلة على الطمأنينة والسلام والرفعة والاستعلاء!
- أي في الإيمان والكفر تبين الحق من الباطل، والرشد من الضلال، فالحق هو الإسلام والباطل ما عداه، فهو عام مخصوص، إذ ليس الرشد من الغي واضحاً في كل شيء، بل الأمور كلها إما أمر تبين رشده أو أمر تبين غيه، فهذان طرفان واضحان أو أمر اشتبه رشده بغيه، وهو واسطة بينهما فحكمها أن يستعمل فيها النظر والاستدلال، ولا بد معه من مساعدة التوفيق والهداية الربانية.
- هناك رشد، وغيّ؛ وهدى، وضلال؛ فـ؛ «الرشد» معناه حسن المسلك، وحسن التصرف: بأن يتصرف الإنسان تصرفاً يحمد عليه؛ وذلك بأن يسلك الطريق الذي به النجاة؛ ويقابل بـ «الغي» كما هنا؛ والمراد بـ {الرشد} هنا الإسلام؛ وأما «الغي» فهو سوء المسلك: بأن يسلك الإنسان ما لا يحمد عليه لا في الدنيا، ولا في الآخرة؛ والمراد به هنا الكفر.
- الرشد: الاستقامة على طريق الحق، مصدر رشد يرشد ويرشد أي اهتدى. والمراد هنا: الحق والهدى. والغي ضد الرشد. مصدر من غوى يغوى إذا ضل في معتقد أو رأى، ويرى بعض العلماء أن نفى الإكراه هنا خبر في معنى النهى، أي: لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح في دلائله وبراهينه، فمن هداه الله له ونور بصيرته دخل فيه على بصيرة، ومن أضله وأعمى قلبه لا يفيده الإكراه على الدخول فيه.
- بان الشيء واستبان وتبين إذا ظهر ووضح، ومنه المثل: قد تبين الصبح لذي عينين، والإيضاح والتعريف إنما سمي بياناً لأنه يوقع الفصل والبينونة بين المقصود وغيره، والرشد في اللغة معناه إصابة الخير، وفيه لغتان: رشد ورشد والرشاد مصدر أيضاً كالرشد، والغي نقيض الرشد، يقال غوى يغوي غياً وغواية، إذا سلك غير طريق الرشد.
- أي: تميز الحق من الباطل، والإيمان من الكفر، والهدى من الضلالة بكثرة الحجج والآيات الدالة، ومعنى {قَد تَّبَيَّنَ الرشد} أي: إنه قد اتضح وانجلى بالأدلة، ومعنى {تَّبَيَّنَ} انفصل وامتاز، فكأن المراد أنه حصلت البينونة بين الرشد والغي بسبب قوة الدلائل وتأكيد البراهين.
- يقال: بَانَ الشيءُ وأَبَانَ واستبان وَبيَّنَ: إذا ظهر وَوَضَح، ومنه المثل: قد بَيَّنَ الصُّبْح لذي عينين، ويقال: تبَيَّن. والرُّشْدُ معناه في اللغة: إصابةُ الخير، والغيُّ: نقيض الرُّشد، يقال: غوى يغوي غيًا وغوايةً، إذا سلك خلافَ طريقِ الرشد.
- تميز الإِيمان من الكفر بالآيات الواضحة، ودلت الدلائل على أن الإِيمان رشد يوصل إلى السعادة الأبدية، والكفر غي يؤدي إلى الشقاوة السرمدية، والعاقل متى تبين له ذلك بادرت نفسه إلى الإِيمان؛ طلباً للفوز بالسعادة والنجاة، ولم يحتج إلى الإِكراه والإِلجاء.
- يقال بَانَ الشيء واستبان وتبيَّن وبيّن إذا وضح وظهر ومنه المَثَل: قد تبين الصبح لذي عينين. والرشد إصابة الخير، والغي نقيضه. أي: تميز الحق من الباطل، والإيمان من الكفر، والهدى من الضلال، بكثرة الحجج والبينات ووفور الدلائل والآيات.
- هذا دين الله الذي يجب أن تخضع له النفوس، وتؤمن به القلوب - ولا حق لها في اتباع غيره - ومع هذا فقد ترك للرأي حريته وحكمه وقوله، وللإقناع سبيله، لم يمنع المخالف له من الاحتفاظ برأيه ولو خالف الحق والواقع والجمهور.
- تميز الرشد وهو الحق، من الغي وهو الباطل، والإنسان الذي عنده عقل وعنده تفكير يوازن بين الحق والباطل، سيهديه تفكيره إن كان سليماً وسالمًا من الهوى والدوافع، سيهديه تفكيره السليم إلى قبول الحق بدون أن يُكْرَه.
- أي: ظهر بالآيات البينات أنّ الإيمان رشد يوصل إلى السعادة الأبدية، وأنّ الكفر غيّ يؤدّي إلى الشقاوة السرمدية، والعاقل متى تبين له ذلك بادرت نفسه إلى الإيمان، طلباً للفوز بالسعادة والنجاة، فلم يحتج إلى الإكراه والإلجاء.
- الرُّشْدَ نَقِيضُ الْغَيِّ قَالَ تَعَالَى: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [الْبَقَرَةِ: 256] والغي هُوَ الضَّلَالُ وَالْفَسَادُ، قَالَ تَعَالَى: {وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى} [طه: 121] فَجَعَلَ الْعَاصِيَ غَوِيًّا، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرُّشْدَ لَا يَتَحَقَّقُ إِلَّا مَعَ الصَّلَاحِ فِي الدِّينِ.
- أهل اللغة قالوا في معنى الرشد: إنه إصابة الخير، والمفسد في دينه لا يكون مصيبًا للخير. وأيضًا فإن الرشد نقيض الغي، قال الله تعالى: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256]، والغي: هو الجهالة والبطالة والفساد.
- أي ظهر بالآيات البينات الواضحات أن الإيمان رشد، والكفر غي، والرشد والرشاد: الهدى وكل خير، وضده الغي أي الضلال في الاعتقاد أو الرأي. أما الجهل فهو كالغي إلا أنه في الأفعال لا في الاعتقاد.
- أي: ظهر وتميز الحق من الباطل، والإيمان من الكفر، والهدى من الضلال، بالآيات والبراهين الدالة على ذلك، فإذا تبين الرشد من الغي فإن كل نفس سليمة لابد أن تختار الرشد على الغي.
- أي: ظهر الإيمان من الكفر، والهدى من الضلالة، بكثرة الحجج والآيات الدالة. والرشد: إصابة الحق، ويراد ههنا: الإيمان، من الغي يقال: غوى يغوي غيا وغواية، إذا سلك خلاف طريق الرشد.
- قوله تعالى: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} بمثابة العلة لنفى الإكراه على الدخول في الدين، أي: قد ظهر الصبح لذي عينين، وانكشف الحق من الباطل، والهدى من الضلال.
- الرشد ضد الغي. فمن لم يكن رشيدًا، فهو إما غاوٍ، وإما ضال. كما قال تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}. فالغاوي من تعمد خلاف الحق، والضال من لم يتعمد.
- الغيُّ: هو العصيان: قال تعالى: {وعصى ءَادَمُ رَبَّهُ فغوى} [طه: 121] يكون نقضيه هو الرشد، وقال تعالى: {وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} [هود: 97].
- الإيمان هو الرشد الذي ينبغي للإنسان أن يتوخاه ويحرص عليه. والكفر هو الغي الذي ينبغي للإنسان أن ينفر منه ويتقي أن يوصم به.
- الرشد هنا الإيمان، والغي الكفر أي قد تميز أحدهما من الآخر، وأصل الغي بمعنى الجهل إلا أن الجهل في الاعتقاد والغي في الأعمال.
- والحق من الباطل والهدى من الضلال والإيمان من الكفر، فيقال لمن أصاب ووفق رشد وفاز، ولمن خاب وخسر ضل وغوى.
- يعني: ظهرت الدلائل ووضحت البينات، ولم يبق بعدها إلاَّ طريق القسر والإلجاء وليس بجائز لأنه ينافي التكليف.
- أي؛ قد تَميَّز الحق من الباطل، والإيمان من الكفر، والهدى من الضلالة؛ بكثرة الدلائل، والبراهين الساطعة.
- الرشد: هو الهدى الموصل إلى سعادة الدارين. والغي معناه: الضلال المفضي بالعبد إلى الشقاء والخسران.
- الرُّشد هنا: الإسلام والهداية، وضده الغيِّ الذي هو الكفر، ويطلق الرُّشد بمعنى صلاح النظر في الدنيا.
- الرشد وسبيل الرشد سبيل الحق والصواب والهدى، فهذا استعمال الرشد بمعنى الخير والسداد.
- {الْغَي} هو الضلال أي: تبين الحق من الباطل، والإيمان من الكفر، والهدى من الضلال.
- أي قد ظهر أن في هذا الدين الرشد والفلاح، وأن ما خالفه من الملل الأخرى غيّ وضلال.
- أي قد تميز الحق من الباطل والإيمان من الكفر والهدى من الضلالة بكثرة الدلائل.
- سمي الرشد رشداً؛ لأن الإنسان يصيبه فيه القوام والسداد في أموره المتعلقة بدينه.
- إذا تبين الرشد من الغي فإن كل نفس سليمة لا بد أن تختار الرشد على الغي.
- الرُّشْدُ هُنَا: الْإِيمَانُ، وَالْغَيُّ: الكفر، أي: قد تميز أحدهما من الْآخَرِ.
- لم يبق لأحد عذر ولا حجة إذا رده ولم يقبله ولا منافاة بين هذا المعنى.
- قد تبين أن الإسلام رشد وأن الكفر غي فلا يفتقر بعد بيانه إلى إكراه.
- الرشد هنا الإيمان والغي الكفر: أي قد تميز أحدهما على الآخر.
- قد ظهر الكفر من الإيمان والهدى من الضلالة والحق من الباطل.
- القرآن يأمر المسلمين بالاعتدال وبأن لا يبدؤوا بالاعتداء.
- الرشد هو الصلاح والخير، والغي هو الغواية والضلال.
- الرشد ضد الغي، فمن لم يكن رشيداً، فهو: إما غافل، أو ضال.
- ظهر الإِيمان من الكفر والهدى من الضَّلالة بكثرة الحجج.
- الرُّشد هنا: الإسلام والهداية، وضده الغيِّ الذي هو الكفر.
- يعني قد تبين الإسلام من الكفر باللَّه فلا تكرهون على ذلك.
- أَيْ ظَهَرَ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَات أَنَّ الْإِيمَان رُشْد وَالْكُفْر غَيّ.
- الرشد: هو الإيمان، والغي: هو الكفر والباطل.
- قد تميز الإيمان من الكفر بالدلائل الواضحة.
- فإن الحجج لائحة، والبراهين ظاهرة واضحة.
- أَي: الْحق من الْبَاطِل، وَالْإِيمَان من الْكفْر.
- أَيِ: الْإِيمَانُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ.
- قَدْ تبين الضلالة من الهدى.
- الغي هو الضلال والفساد.
عدد القراء : 897