{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة 265، وآل عمران 156، والأنفال 72، والحديد 4، والممتحنة 3، والتغابن 2].
{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة 265، وآل عمران 156، والأنفال 72، والحديد 4، والممتحنة 3، والتغابن 2].
And Allah is Ever-Beholding of whatever you do.
- يقول الله تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة: 234، وآل عمران: 180، والحديد: 10، والمجادلة: 3، و11، والتغابن: 8]. And Allāh is [fully] Aware of what you do.
- يقول الله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود: 123، والنمل: 93]. And your Lord is not unaware of what you (people) do.
- يقول الله تعالى: {إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [هود: 92]. my Lord is encompassing of what you do.
- يقول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النحل: 19].
- يقول الله تعالى: {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129].
- يقول الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14].
- فهو أعلم بمن يستحق رحمته، ومن يستحق عذابه، وهو أعلم بنفوس العباد، فلذلك يعطي العباد ما يريد، يريد الله عز وجل بعبده الرحمة، ويريد الله عز وجل أن يجعله من أهل جنته، ويعلم أن هذا الإنسان لو كان غنياً فسيطغى في هذه الدنيا، فيجعله فقيراً ليرحمه سبحانه وتعالى. ويعلم أن فلاناً هذا لا يصلح له إلا الغنى؛ لأنه إذا أغناه الله سبحانه فهو يعطي وينفق في سبيل الله، فيعطيه الله وهو أعلم بعباده سبحانه، ويعلم من عباده أن فلاناً لو أغناه لصار ظالماً، ويريد الله شقاوته، والله أعلم بعباده، فيغنيه ويعطيه، ولو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى لهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، فإذا به يأخذ ما أغناه الله به وينفقه فيما حرمه الله سبحانه؛ لينال قضاءه وقدره الذي قسمه الله سبحانه وتعالى له، عمل المعصية وهو على علم وبينة أنه عصى الله سبحانه. لذلك نقول: الله أعلم بنفوس العباد حين يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وحين يضيق على من يشاء سبحانه، ولذلك إذا أعطاك الله عز وجل المال فاعلم أن هناك من يستحق، فأعط وأخرج زكاة مالك، وأخرج زكاة فطرك، وأخرج صدقة مالك، وأعط للقرابة، وأعط للجيران، وأعط للفقراء، وأنفق لله سبحانه وتعالى، ولا تنس الحقوق التي أمرك الله عز وجل أن تؤديها، وإذا ضيق الله عز وجل عليك فاحمد الله سبحانه وتعالى بشرط أن تأخذ بالأسباب، تذهب إلى عملك، وتتعب نفسك وتحاول، فإذا ضيق الله عز وجل عليك فهو أعلم سبحانه أن هذا هو القدر الذي ينفعك ويصلح لك، هو أعلم أنه لو أعطاك أكثر من ذلك لأطغاك فمنع الله عز وجل عنك ذلك، فهو أعلم سبحانه وتعالى ما الذي تستحقه وما الذي يدخره لك عنده يوم القيامة.
- أَيْ هُوَ بَصِيرٌ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَعْمَلُوهُ، وَبَعْدَ أَنْ عَمِلْتُمُوهُ. فَالْبَصِيرُ: أُرِيدَ بِهِ الْعَالِمُ عِلْمَ انْكِشَافٍ لَا يَقْبَلُ الْخَفَاءَ فَهُوَ كَعِلْمِ الْمُشَاهِدَةِ وَهَذَا إِطْلَاقٌ شَائِعٌ فِي الْقُرْآنِ لَا سِيَّمَا إِذَا أُفْرِدَتْ صِفَةُ بَصِيرٌ بِالذِّكْرِ وَلَمْ تُذْكَرْ مَعَهَا صِفَةُ «سَمِيعٌ». وَاصْطَلَحَ بَعْضُ الْمُتَكَلِّمِينَ عَلَى أَنَّ صِفَةَ الْبَصِيرَةِ: الْعَالِمُ بِالْمَرْئِيَّاتِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ تَعَلُّقُ الْعِلْمِ الْإِلَهِيِّ بِالْأُمُورِ عِنْدَ وُقُوعِهَا. وَالْحَقُّ أَنَّهَا اسْتِعْمَالَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ. وَبِهَذَا يَتَّضِحُ وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ مَا يَبْدُو مِنْ تَعَارُضٍ بَيْنَ آيَاتِ الْقُرْآنِ وَإِخْبَارٍ مِنَ السُّنَّةِ فَاجْعَلُوهُ مِثَالا يحتدى، وَقُولُوا هَكَذَا. هَكَذَا. وَهُوَ احْتِرَاسٌ مِنْ أَنْ يَتَوَهَّمَ مِنْ تَقْسِيمِهِمْ إِلَى فَرِيقَيْنِ أَنَّ ذَلِكَ رِضَى بِالْحَالِينِ كَمَا حُكِيَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ مَا عَبَدْناهُمْ [الزخرف: 20]. وَهُوَ اسْتِطْرَادٌ بِطَرِيقِ الْكِنَايَةِ بِهِ عَنِ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ.
- أَيْ: رَقِيبٌ عَلَيْكُمْ، شَهِيدٌ عَلَى أَعْمَالِكُمْ حَيْثُ أَنْتُمْ، وَأَيْنَ كُنْتُمْ، مِنْ بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ، فِي لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، فِي الْبُيُوتِ أَوِ الْقِفَارِ، الْجَمِيعُ فِي عِلْمِهِ عَلَى السَّوَاءِ، وَتَحْتَ بَصَرِهِ وَسَمِعِهِ، فَيَسْمَعُ كَلَامَكُمْ وَيَرَى مَكَانَكُمْ، وَيَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَنَجْوَاكُمْ، كَمَا قَالَ: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هُودٍ: 5]. وَقَالَ {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرَّعْدِ: 10]، فَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ وَلَا رَبَّ سِوَاهُ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ قَالَ لِجِبْرِيلَ، لَمَّا سَأَلَهُ عَنِ الْإِحْسَانُ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ".
- أي: بما تعملون من الأعمال كلها بصير، وهل البصر هنا بصر علم أم بصر رؤية؟ يشمل هذا وهذا، فهو بصير بصر رؤية يرانا عز وجل، ولا نخفى عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: (حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) هذا بصر رؤية. أما بصر العلم: فمن المعلوم أن أعمالنا قد تكون مرئية كالحركات، وقد تكون مسموعة كالأقوال، المسموعة لا ترى بالعين، لكنها تسمع، فرؤية المسموع علم، وعلى هذا نقول: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد:4] يشمل العلم والبصر بالرؤية.
- فيجازيكم عليه ثوابا وعقابا وهو عبارة عن عن احاطته بأعمالهم فتأخيره عن الخلق لما ان المراد ما يدور عليه الجزاء من العلم التابع للمعلوم لا لما قيل من أن الخلق دليل على العلم فبالخلق يستدل على العلم والدليل يتقدم على المدلول وفي الآية إيقاظ للغافلين وتنشيط للمتيقظين ودلالة لهم على الخشية والحياء من رب العالمين واشارة لهم الى ان أعمالهم محفوظة وانهم مجزيون بها ان خيرا فخيروان شرا فشر قال بعض الكبار والله بما تعملون بصير لانه العامل بكم وفيكم ولا بد لكل عامل أن يبصر عمله وما يتعلق به.
- إذا كان الله جل وعلا معنا يسمع كلامنا ويبصر أعمالنا {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة الحديد] ويسمع كلامنا، ويرانا أين ما كنا، وهو معنا أين ما كنا، فلا بد أن نراقبه، لا بد من أن نراقب الله جل وعلا في جميع أعمالنا، وهذه مرتبة الإحسان التي هي: أن تعبد الله جل وعلا كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. في قول الشاعر: إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل... خلوت ولكن قل عليَّ رقيب وإذا خلوت بريبة في ظلمة... والنفس داعية إلى الطغيان فاستحِ من نر الإله وقل لها... إن الذي خلق الظلام يراني.
- أي: بما تعملون من الأعمال كلها بصير، والبصر هنا يشمل بصر الرؤية قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» [أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله عليه السلام: إن الله لا ينام وفي قوله حجابة النور... (رقم 179).] ويشمل بصر العلم، فمن المعلوم أن أعمالنا قد تكون مرئية الحركة، وقد تكون مسموعة كالأقوال، فرؤية المسموع العلم.
- ختم سبحانه وتعالى هذه الآية بتلك الجملة السامية ليعلم الناس عظيم مراقبته سبحانه وتعالى لأحوالهم، واطلاعه على خفايا نفوسهم، فيراقبوه سبحانه في أفعالهم وأقوالهم، كما يراقبهم سبحانه، فتمتلئ قلوبهم عند العمل بعظمته، فيعملوا ما يعملون محسين بأنه مطلع على ما تخفي صدورهم، فتتجه القلوب - تحت تأثير هذه الرقابة المسيطرة العليمة التي لَا تغادر صغيرة ولا كبيرة - إليه سبحانه وحده، ولا تتجه إلى سواه.
- أي: بما تعملون من الأعمال كلها بصير، والبصر هنا يشمل بصر الرؤية قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» ويشمل بصر العلم، فمن المعلوم أن أعمالنا قد تكون مرئية الحركة، وقد تكون مسموعة كالأقوال، فرؤية المسموع العلم.
- وهو سبحانه لا يحجب عنه سماء سماء ولا أرض أرضا، ولا جبل إلا ويعلم ما في وعره ولا بحر إلا ويعلم ما في قعره، يعلم عدد ما في الجبال والتلال والرمال والبحار والقفار والأشجار، وفي ذكر عدم غفلته عزّ وجل عن الخلق في هذا السياق تقرير لكونه يعلم ما يصلح الخلق وما يحفظه.
- أَيْ رَقِيبٌ عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ عَلَى أعمالكم حيث كنتم وأين كنتم برا أو بحرا، فِي لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فِي الْبُيُوتِ أَوِ الْقِفَارِ، الْجَمِيعُ فِي عِلْمِهِ عَلَى السَّوَاءِ وَتَحْتَ بَصَرِهِ وَسَمِعِهِ فَيَسْمَعُ كَلَامَكُمْ وَيَرَى مَكَانَكُمْ، وَيَعْلَمُ سركم ونجواكم كما قال تعالى: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ [هُودٍ: 5].
- (والله بما تعملون) أيها الناس، في نفقاتكم التي تنفقونها =(بصير)، لا يخفي عليه منها ولا من أعمالكم فيها وفي غيرها شيء، يعلم مَنِ المنفق منكم بالمنّ والأذى، والمنفق ابتغاء مرضاة الله وتثبيتًا من نفسه، فيُحصي عليكم حتى يجازيَ جميعكم جزاءه على عمله، إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًّا فشرًّا.
- يقول: والله بما تعملون فيما أمركم ونهاكم من ولاية بعضكم بعضًا، أيها المهاجرون والأنصار، وترك ولاية من آمن ولم يهاجر ونصرتكم إياهم عند استنصاركم في الدين، وغير ذلك من فرائض الله التي فرضها عليكم = (بصير)، يراه ويبصره، فلا يخفى عليه من ذلك ولا من غيره شيء.
- أي أن الله تعالى عليم عِلْم من يرى ويبصر بأعمالكم التي تعملونها، يعلم البواعث والنتائج ويعلم الحقائق والوقائع، فلا تذهب أنفسكم حسرات على الماضي، واستعدوا، وقد بين سبحانه أن الله غافر ما كان منكم من خطأ في ماضيكم، ومجازيكم بخير مما ينال هؤلاء.
- من عمل الإخلاص والرياء لا يخفى عليه شىء وهو ترغيب في الإخلاص مع تحذير عن الرياء ونحوه فعلى العاقل ان يعبد الله تعالى على الإخلاص ويكون دائما في رجاء الخلاص عن الطاغوت الخفي وهو الشرك الخفي فان الخلاص يبتنى على الإخلاص.
- رقيب عليكم شهيد على أعمالكم حيث كنتم وأين كنتم، من بر أو بحر، في ليل أو نهار، في البيوت أو في القفار، الجميع في علمه على السواء، وتحت بصره وسمعه فيسمع كلامكم ويرى مكانكم ويعلم مكانكم ويعلم سركم ونجواكم.
- لِيُذَكِّرَنَا بِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ الْمُخْلِصُ مِنَ الْمُرَائِي تَحْذِيرًا لَنَا مِنَ الرِّيَاءِ الَّذِي يَتَوَهَّمُ صَاحِبُهُ أَنَّهُ يَغُشُّ النَّاسَ بِإِظْهَارِهِ خِلَافَ مَا يُضْمِرُ. فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا تَنْطَوِي عَلَيْهِ سَرِيرَتُكَ أَيُّهَا الْمُنْفِقُ فَعَلَيْكَ أَنْ تُخْلِصَ لَهُ.
- أي وهو البصير بمن هو مستعد للهداية لصفاء نفسه، وزكاء روحه، فيعطيه ما هو له أهل ومن خبثت طويته، وفسدت سجيته، ودسّى نفسه بكبائر الذنوب والآثام، وسيجزى بما هو به حقيق من العذاب الأليم فى جهنم.
- أي أن الله العلي الكريم الغالب على كل شيء مطلع كما يطلع ذو البصر على ما تعملون، ومكافئكم عليه، وقدَّم "بما تعملون" على "بصير" لمزيد الاهتمام، والحساب على مقتضى علمه سبحانه وتعالى بما يعملون.
- زيادة بيان؛ لأنه بصير بكل عمل نعمله، والبصير مبالغة في العلم فهو يبصره بعد علمه المحيط به، ويعرف ويعلم حقيقته، وهل هو عمل صالح قد خلصت به النية أو أن النية قد انطوت على أمر آخر يفسد العمل؟
- لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْهُ، فَعَلَيْكُمْ أَنْ تَقِفُوا عِنْدَ حُدُودِهِ فِيهِ لِئَلَّا تَقَعُوا فِي عِقَابِ الْمُخَالَفَةِ لَهُ، وَأَنْ تُرَاقِبُوهُ وَتَتَذَكَّرُوا اطِّلَاعَهُ عَلَى أَعْمَالِكُمْ وَتَتَوَخَّوْا فِيهَا الْحَقَّ وَالْعَدْلَ وَالْمَصْلَحَةَ وَتَتَّقُوا الْهَوَى الصَّادَّ عَنْ ذَلِكَ.
- يَقُولُ: وَاللَّهُ بِأَعْمَالِكُمُ الَّتِي تَعْمَلُونَهَا مِنْ حَسَنٍ وَسَيِّئٍ، وَطَاعَةٍ وَمَعْصِيَةٍ، ذُو بَصَرٍ، وَهُوَ لَهَا مُحْصٍ، لِيُجَازِيَ الْمُحْسِنَ مِنْكُمْ بِإِحْسَانِهِ، وَالْمُسِيءَ بِإِسَاءَتِهِ، يَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.
- يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَاللَّهُ بِأَعْمَالِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ ذُو عِلْمٍ وَبَصَرٍ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ، هُوَ بِجَمِيعِهَا مُحِيطٌ، وَهُوَ مُجَازِيكُمْ بِهَا إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَاحْذَرُوهُ.
- أي أنه سبحانه عليم بأحوال عباده لا تخفى عليه خافية، وسيجازي المخلصين بما يرضيهم كما سيجازي المنانين والمرائين بما يستحقون. ففي الجملة الكريمة ترغيب وترهيب ووعيد.
- وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَا يَحجبُ عَنْهُ سَمَاءٌ سَمَاءً، وَلَا أَرْضٌ أَرْضًا، وَلَا جَبَلٌ إِلَّا يَعْلَمُ مَا فِي وَعْره، وَلَا بَحْرٌ إِلَّا يَعْلَمُ مَا فِي قَعْره، يَعْلَمُ عَدَدَ مَا فِي الْجِبَالِ وَالتِّلَالِ وَالرِّمَالِ، وَالْبِحَارِ وَالْقِفَارِ وَالْأَشْجَارِ.
- قال جل ثناؤه:"والله بما تعملون بصيرٌ"، يقول: إن الله يرى ما تعملون من خير وشر، فاتقوه أيها المؤمنون، إنه محصٍ ذلك كله، حتى يجازي كل عامل بعمله على قدر استحقاقه.
- فلا يخفى عليه شىء مما تكنّون فى أنفسكم من المعتقدات التي لها أثر فى أقوالكم وأفعالكم، فاجعلوا نفوسكم طاهرة من وساوس الشيطان حتى لا يصدر منها ما يصدر من الكفار.
- أَي: وهو سبحانه بأَعمال خلقه عليم علمًا تامًّا محيطًا لا يعتريه قصور ولا تشوبه شائبة من نقص؛ بل يجازي كلًّا بما يناسب ما قدّم في دنياه إِن خيرًا فخير وإِن شرًا فشر.
- أي والله بأعمالكم ذو بصر بها، لا يخفى عليه شىء منها، فهو محيط بها جميعها، ومجازيكم عليها، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فاتقوا الله فى أنفسكم واحذروه.
- أى: والله تعالى لا تخفى عليه خافية من أعمالكم، وسيحاسبكم عليها يوم القيامة، وسيجازى الذين أساءوا بما عملوا، ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى.
- يَقُولُ: وَاللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ بَصِيرٌ بِأَعْمَالِكُمْ عَالِمٌ بِهَا، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَهُوَ مُجَازِيكُمْ بِهَا، فَاتَّقُوهُ أَنْ تُخَالِفُوهُ فِي أَمْرِهِ أَوْ نَهْيِهِ، فَيَسْطُوَ بِكُمْ.
- وَالْمُرَادُ مِنَ الْبَصِيرِ الْعَلِيمُ، أَيْ هُوَ تَعَالَى عَالِمٌ بِكَمِّيَّةِ النَّفَقَاتِ وَكَيْفِيَّتِهَا، وَالْأُمُورِ الْبَاعِثَةِ عَلَيْهَا، وَأَنَّهُ تَعَالَى مُجَازٍ بِهَا إِنْ خيراً فخير وإن شرًّا فشر.
- فهو يجازى كلّا من المخلص والمرائي بما هو أعلم به، وفي ذلك تحذير من الرياء الذي يظن صاحبه أنه يغشّ الناس بإظهاره خلاف ما يضمر.
- يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَرَى مَا تَعْمَلُونَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، فَاتَّقُوهُ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، فَإِنَّهُ مُحْصٍ ذَلِكَ كُلَّهُ، حَتَّى يُجَازِيَ كُلَّ عَامَلٍ بِعَمَلِهِ عَلَى قَدْرِ اسْتِحْقَاقِهِ.
- أي: والله تعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، بل هو مطلع عليها اطلاعا تاما وسيجازيكم يوم القيامة بما تستحقونه من ثواب أو عقاب.
- فعليكم أن تقفوا عند حدوده، وأن تراقبوه وتتذكرو اطلاعه على أعمالكم، وتتوخّوا فيها الحق والعدل وتتقوا الهوى الذي يصد عن ذلك.
- أي: هو تعالى بصير بما يصدر منكم من الأعمال، وما صدرت عنه تلك الأعمال، من بر وفجور، فمجازيكم عليها، وحافظها عليكم.
- تذييل قصد به الترغيب فى طاعة الله، والتحذير عن معصيته. أى: والله تعالى مطلع على كل أعمالكم فأطيعوه، ولا تخالفوا أمره.
- أي: والله الذي خلقكم بصير بأعمالكم، لا يخفى عليه منها شيء، فيجازيكم بها، فاتقوه فيما أمركم به وما نهاكم عنه.
- أي: إن الله مطلع على جميع أعمالكم، فالزموا حدوده، ولا تخالفوا أمره، ولا تتجاوزوا ما حدّه لكم، كيلا يحل بكم عقابه.
- أي: وهو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلال، وهو شهيد على أعمال عباده، وسيجزيهم بها أتم الجزاء.
- وهو عليم بكم محيط بشئونكم فى أى مكان كنتم، والله بما تعملون بصير، مطَّلع لا يخفى عليه شئ من ذلك.
- فهو رقيب على هذا الإنسان فيما يعمل، بصير بحقيقة نيته واتجاهه، فليعمل إذن وليحذر هذا الرقيب البصير.
- بل هو أقرب شىء إلى الإنسان، يعلم خلجات نفسه، ويدرك أسراره وخواطره لا يغيب عنه منها شىء.
- لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وأقوالكم ونياتكم «لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ».
- فيجازيكُم بذلكَ فاختارُوا منه ما يجديكُم من الإيمانِ والطاعةِ وإياكُم وما يُرديكم من الكفرِ والعصيان.
- أى: والله تعالى لا يخفى عليه شيء من أقوالكم أو أفعالكم.. بل هو مطلع عليكم اطلاعا تاما.
- فكل عملكم تحت بصره سبحانه يرى مداخله ومخارجه، ومقدماته ونتائجه، وبواعثه وآثاره.
- {والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} أي: إليه ترد الأمور يوم القيامة فيقضي بين خلقه بحكمه وعدله.
- أي عالمٌ بأحوالكم، مطَّلعٌ على أعمالكم، لا تخفى عليه خافية من شئونكم وسيجازيكم عليها.
- أى: يرى أعمالكم على إكثار وإقلال، ويعلم نياتكم وما فيها من رياء وإخلاص.
- أي: هو تعالى بصير بما يصدر منكم من الأعمال، وما صدرت عنه تلك الأعمال.
- أي: ذو علم وبصر بجميع أعمالكم، وهو مجازيكم عليه فاتقوا الله في أنفسكم.
- يعني أنه تعالى مطلع على ما تعملون من خير أو شر فيجازيكم به فاتقوه.
- لا يخفى عليه شئ منه وهو ترغيبٌ في الإخلاص مع تحذير من الرياء ونحوه.
- أَيْ: وَعِلْمُهُ وَبَصَرُهُ نَافِذٌ فِي جَمِيعِ خَلْقِهِ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أُمُورِهِمْ شَيْءٌ.
- لأنه العامل بكم وفيكم، ولا بد لكل عامل أن يبصر عمله، وما يتعلق به.
- أي بما تعملونه من حسن وسيّئ وطاعة ومعصية حتّى يجازيكم عليها.
- أي عالم علما متمكنا، من كل ما يعمل العاملون، من مؤمنين، وكافرين.
- هو سبحانه بصير بأعمالكم لا يخفى عليه شيء منها، وسيجازيكم بها.
- أي علمه وَبَصَرُهُ نَافِذٌ فِي جَمِيعِ خَلْقِهِ، لَا يَخْفَى عليه من أمورهم شيء.
- يرى أعمالكم على إكثار وإقلال ويعلم نياتكم فيهما من رياء وإخلاص.
- (بصير)، لا يخفي عليه منها ولا من أعمالكم فيها وفي غيرها شيء.
- فلا يخفى عليه حال المخلصين والمرائين، وسيجازي كلا بما يستحق.
- {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} أنه لا يخفي عليه شيء من أسرار العباد..
- يعلم ما أنتم عليه من الأحوال، فيشرع لكم من الأحكام ما يليق بكم.
- أي: بصير بأعمالكم يحصيها عليكم حتى يجازيكم بها يوم القيامة.
- فيعلم عمل كل عامل ومصدر ذلك العمل، فيجازيه عليه أتم الجزاء.
- فلا تخالفوا أمره، ولا تتجاوزوا ما حدّه لكم، كيلا يحل عليكم عقابه.
- لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَقْوَالِكُمْ وَأَفْعَالِكُمْ، فَهُوَ مُجَازِيكُمْ عَلَى ذَلِكَ.
- أي: والله تعالى مطلع على كل أعمالكم فأطيعوه، ولا تخالفوا أمره.
- فهو رقيب على المخلوقات فيما تعمل، فيجازيهم على أعمالهم.
- فهو رقيب على المخلوقات فيما تعمل، فيجازيهم على أعمالهم.
- ذييل قصد به الترغيب في طاعة الله، والتحذير من معصيته.
- أي: لا يخفي عليه من أعمال عباده الظاهرة والباطنة شيء.
- لا يخفى عليه شئ، فقفوا عند حدوده لئلا تقعوا فى عذابه.
- أي رقيب على أعمال العباد، مطلع على كل صغيرة وكبيرة.
- أي وهو رقيب عليكم، سميع لكلامكم، يعلم سركم ونجواكم.
- أي: فيجازيكم به، فآثروا ما يجديكم، وجانبوا ما يرديكم.
- أي هو بصير به من قَبل أن تعملوه، وبعد أن عملتموه.
- أي: عالم بأعمالكم فلا تخالفوا أمره ونهيه فيسطو بكم.
- أي: سيجازيكم به فآثروا ما ينفعكم، وجانبوا ما يهلككم.
- مبصر أعمالكم عالم بها، فيعاملكم بما يناسب أعمالكم.
- لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ خَافِيَةٌ، فَهُوَ مُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ.
- فراقبوه واحذروه فلا تخرجوا عن طاعته وطاعة رسوله.
- فلا تخفى عليه خافية من خفايا نفوسكم ومعتقداتكم.
- أي: عالم وبصير بكفركم وإيمانكم اللذين من عملكم.
- مطلع على العمل الظاهر والنية وراءه في الضمير.
- فيجازي كلّا من المخلص والمرائي بما هو أعلم به.
- إشارة إلى نفوذ علم الله إلى كل ما يجرى فى ملكه.
- يُبْصِرُ أَعْمَالَكُمْ وَيَرَاهَا، ولا يخفى عليه شي مِنْهَا.
- لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
- لا تخفى عليه خافية، فهو مجازيكم بأعمالكم.
- أي مطلع على أعمال العباد فيجازيهم عليها.
- أَيْ: لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ عِبَادِهِ شَيْءٌ.
- يعني: عليماً بما تعملون من الخير والشر.
- أي: لا يخفى عليه شيء من أسرار العباد.
- لا يخفى عليه شيء من أقوالكم وأعمالكم.
- ترغيب في الطاعة وترهيب عن المعصية.
- لا يخفى عليه شيء من أقوالكم وأعمالكم.
- تحذير عن الرئاء وترغيب في الإخلاص.
- يعني: لا يخفى عليه شيء من أعمالكم.
- تحذير عن الرياء وترغيب في الإخلاص.
- أي رقيب على أعمالكم فلا تخالفوا أمره.
- شاهد لا يخفى عليه الإخلاص والرياء.
- من الكفر والإيمان فيجازيكم على ذلك.
- تحذير عن تعدي حد الشرع الشريف.
- فاحذروا أن تتعدوا حدود ما شرع لكم.
- فلا تخالفوا أمرَه كيلا يحِلَّ بكم عقابُه.
- لا يخفى عليه مَن أوفى ومن نقض.
- بظواهرِه وبواطنهِ فيجازيكُم بحسبِه.
- فمجازيكم على ذلك بالخير والشر.
- لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْءٌ.
- أي يعلم ويرى كل ما تصنعون.
- فيها وعيد بأنه سوف يجازيهم.
- فيجازيكم على حسب أعمالكم.
- فيجازيكم بأعمالكم وتكذيبكم.
- فيعاملكم بما يناسب أعمالكم.
- عبارةٌ عن إحاطتِه بأعمالِهم.
- تحذير عن تعدي حد الشرع.
- تهديد لمن لم يتمثل بالأمرِ.
- فيجازي كل عامل بعمله.
- فلا تغفل عنه ولا تنسه.
- فيجازيكم على أعمالكم.
- مشاهد، فيجازي عليه.
- يعني: عالم بأعمالكم.
- فيعاملكمِ بما يناسبه.
- فيُجازي كلاًّ بعمله.
- تحذيرٌ عن الرياء.
- وهو بخلقه خبير.
- فيجازيكم عليه.
- ومشاهد له.
عدد القراء : 1860