{وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة 263].
{وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة 263].
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: الغني الذي كمل في غناه، والحليم الذي قد كمل في حلمه.
- {والله غني} أي عن غيره؛ فهو سبحانه لا يحتاج إلى أحد؛ وكل مَن في السموات والأرض محتاج إلى الله؛ هو غني بذاته عن جميع مخلوقاته؛ فله الغنى المطلق من جميع الوجوه. {حليم}؛ «الحلم» تأخير العقوبة عن مستحقها؛ وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصيان. وجمع الله في هذه الآية بين «الغِنى» و«الحِلم»؛ في سياق الصدقة، ليبين أن الصدقات لا تنفع الله؛ وإنما تنفع مَن يتصدق؛ والآية في سياق مَن أتبع الصدقة أذى ومِنّة؛ وهذا حري بأن يعاجَل بالعقوبة، حيث آذى المسكين الذي أعطاه المال لله؛ ولكن الله حليم؛ يحلم على عبده لعله يتوب من المعصية.
- {غَنِيٌّ} له الغنى المطلق من جميع الوجوه لكماله وكمال صفاته، وقد أخبر أنه غني عن صدقة العباد، وإنما أمر بها ليثيبهم {حَلِيمٌ} الحلم: الصفح وتأجيل العقوبة. فالله عز وجل له الحلم الكامل الذي وسع جميع خلقه حيث يمهلهم بالعقوبة ليتوبوا، ولو شاء لأخذهم بذنوبهم، لأن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبة العاجلة، ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى إمهالهم وقد ختم الله سبحانه وتعالى بهذين الاسمين؛ لأن الآية في مقام الإنفاق، فالله هو الغني يخلف على المنفق نفقته التي أنفقها، ولكمال غناه يتجاوز عمن أساء وذلك بمغفرة ذنوبه.
- اقتران الغني بالحليم: جمع الله بين هذين الاسمين في هذه الآية: وذلك ليبين للأغنياء أنه غني عنهم لن يستفيد شيئاً منهم: وإنما الحظ الأوفر لهم أنفسهم: فالصدقة نفعها عائد عليهم: فكيف يَمُنُّون بنفقاتهم على ربهم: ويؤذون بها عباده مع غناه عنهم، وعن كل ما سواه: وهو مع هذا حليم؛ إذ لا يعاجل المنان منهم بالعقوبة. وهذا وعيد ضمني وتحذير قوي، وقد يكون المعنى أن الله سبحانه وتعالى مع غناه التام من كل وجه هو الموصوف بالحلم والتجاوز عن الذنب مع واسع عطائه وكمال نعمائه، فكيف يؤذي أحدكم غيره بمنه وأذاه مع قلة ما يعطي مهما بلغ في غناه.
- في ذلك تنبيه للقادر الذي حَرَم الفقير، وكأنه يقول له: إنما حرمت نفسك أيها القادر من أجر الله. إنك أيها القادر حين تحرم فقيراً، فأنت المحروم؛ لأن الله غني عنك، وهو سبحانه يقول: {هَا أَنتُمْ هؤلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ والله الغني وَأَنتُمُ الفقرآء وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يكونوا أَمْثَالَكُم} [محمد: 38] إن الله غني بقدرته المطلقة، غني وقادر أن يستبدل بالقوم البخلاء قوما يسخون بما أفاء الله عليهم من رزق في سبيل الله. فالذي يمسك عن العطاء إنما منع عن نفسه.
- غني عن الصدقة المؤذية. حليم يعطي عباده الرزق فلا يشكرون، فلا يَعْجَلُهم بالعقاب ولا يبادرُهم بالإيذاء، وهو معطيهم كل شيء، فليتعلم عباده من حلمه سبحانه؛ فلا يعجلوا بالأذى والغضب على مَن يعطونهم جزاء مما أعطاه الله لهم. حين لا يروقهم منهم أمر، أو لا ينالهم منهم شكر! وما يزال القرآن يذكِّر الناس بصفة الله سبحانه ليتأدبوا منها بما يطيقون، وما يزال أدب المؤمن تطلعاً لصفة ربه، وارتقاء في مصاعدها، حتى ينال منها ما هو مقسوم له، مما تطيقه طبيعته.
- في الآية معنيان: الأول: أن الله غني عنكم لن يستفيد شيئاً من صدقاتكم، وإنما الحظ الأوفر لكم أنتم، فنفع الصدقة عائد عليكم، فكيف تَمُنُّون بنفقاتكم على ربكم، وتؤذون بها عباده مع غناه عنكم، وعن كل ما سواه، ومع هذا فهو حليم؛ إذ لا يعاجل المنان منكم بالعقوبة، وهذا وعيد ضمني، وتحذير قوي لِمَن عاد في ذلك. أما المعنى الآخر: فالله سبحانه وتعالى مع غناه التام من كل وجه، هو الموصوف بالحلم، والتجاوز عن الذنب، مع واسع عطائه وكمال نعمائه، فكيف يؤذي أحدكم غيره بِمَنِّهِ وأذاه، مع قلة ما يعطي مهما بلغ غناه.
- وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ وفيه معنيان: أحدهما: إن الله غني عنكم لن يناله شيء من صدقاتكم وإنما الحظ الأوفر لكم في الصدقة فنفعها عائد عليكم لا إليه سبحانه وتعالى فكيف يمن بنفقته ويؤذي مع غني الله التام عنها وعن كل ما سواه ومع هذا فهو حليم إذ لم يعاجل المان بالعقوبة. وفي ضمن هذا: الوعيد والتحذير. والمعنى الثاني: أنه سبحانه وتعالى مع غناه التام من كل وجه فهو الموصوف بالحلم والتجاوز، والصفح مع عطائه وصدقاته العميمة، فكيف يؤذي أحدكم بمنه، وأذاه مع قلة ما يعطي ونزارته وفقره.
- والله غني بذاته عن جميع مخلوقاته، وكلها مفتقرة إليه بالذات في جميع الحالات والأوقات، فصدقتكم وإنفاقكم وطاعاتكم يعود مصلحتها إليكم ونفعها إليكم، {والله غني} عنها، ومع هذا فهو {حليم} على من عصاه لا يعاجله بعقوبة مع قدرته عليه، ولكن رحمته وإحسانه وحلمه يمنعه من معاجلته للعاصين، بل يمهلهم ويصرّف لهم الآيات لعلهم يرجعون إليه وينيبون إليه، فإذا علم تعالى أنه لا خير فيهم ولا تغني عنهم الآيات ولا تفيد بهم المثلات أنزل بهم عقابه وحرمهم جزيل ثوابه.
- وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ: تربية للسائل والمسؤول، فتربية السائل: أن يستغني بالغنيِّ الكبير عن سؤال العبد الفقير، ويكتفي بعلم الحال عن المقال، وتربية المسؤول: أن يحلم عن جفوة السائل فيتلطف في الخطاب، ويحسن الرد والجواب. قال في شرح الأسماء: والتخلق بهذا الاسم- يعني الحليم- بالصفح عن الجنايات، والسمح فيما يقابلونه به من الإساءات، بل يجازيهم بالإحسان، تحقيقاً للحلم والغفران. هـ.
- تربية للسائل والمسؤول: فتربية السائل: أن يستغني بالغنيِّ الكبير عن سؤال العبد الفقير: ويكتفي بعلم الحال عن المقال: وتربية المسؤول: أن يحلم عن جفوة السائل فيتلطف في الخطاب: ويحسن الرد والجواب. قال في شرح الأسماء: والتخلق بهذا الاسم - يعني الحليم - بالصفح عن الجنايات: والسمح فيما يقابلونه به من الإساءات: بل يجازيهم بالإحسان: تحقيقاً للحلم والغفران.
- غني عن الصدقة المؤذية. حليم يعطي عباده الرزق فلا يشكرون: فلا يعجلهم بالعقاب ولا يبادرهم بالإيذاء؛ وهو معطيهم كل شيء: فليتعلم عباده من حلمه سبحانه فلا يعجلوا بالأذى والغضب على من يعطونهم جزءاً مما أعطاه الله لهم. حين لا يروقهم منهم أمر: أو لا ينالهم منهم شكر!
- {والله غني} عنها، ومع هذا فهو {حليم} على من عصاه لا يعاجله بعقوبة مع قدرته عليه، ولكن رحمته وإحسانه وحلمه يمنعه من معاجلته للعاصين، بل يمهلهم ويصرّف لهم الآيات لعلهم يرجعون إليه وينيبون إليه، فإذا علم تعالى أنه لا خير فيهم ولا تغني عنهم الآيات ولا تفيد بهم المثلات أنزل بهم عقابه وحرمهم جزيل ثوابه.
- أى والله تعالى غنى عن إنفاق المنفقين وصدقات المتصدقين. وإنما أَمَرَهم بهما لمصلحة تعود عليهم. أو غنى عن الصدقة المصحوبة بالأذى فلا يقبلها. حَلِيمٌ فلا يعجل بالعقوبة على مستحقها، فهو سبحانه يمهل ولا يهمل. والجملة الكريمة تذييل لما قبله مشتملة على الوعد والوعيد، والترغيب والترهيب.
- تذكير للمحسنين بأنهم إنما يحسنون بما أحسن الله به إليهم، وأن غناهم مستمد من غنى الله، والله الذي أعطاهم هذا العطاء يغفر لهم الكثير، ويتجاوز لهم عن الكثير، حلما منه وفضلا وكرما، فليغفروا هم لمن أحسنوا إليهم، ثم قابلوا الإحسان بالإساءة.
- وفي هذه الجملة سلوة للفقراء، وتعليق لقلوبهم بحبل الرجاء بالله الغنى الحليم، وتهديد للأغنياء وإنذار لهم بألا يغتروا بحلم الله وإمهاله إياهم، وعدم تعجيل العقوبة على كفرهم بنعمته تعالى، إذ من وهبهم المال فإنه يوشك أن يسلبه منهم.
- لِلتَّذْكِيرِ بِصِفَتَيْنِ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى لِيَتَخَلَّقَ بِهِمَا الْمُؤْمِنُونَ وَهُمَا: الْغِنَى الرَّاجِعُ إِلَيْهِ التَّرَفُّعُ عَنْ مُقَابَلَةِ الْعَطِيَّةِ بِمَا يُبَرِّدُ غَلِيلَ شُحِّ نَفْسِ الْمُعْطِي، وَالْحِلْمُ الرَّاجِعُ إِلَيْهِ الْعَفْوُ وَالصَّفْحُ عَنْ رُعُونَةِ بَعْضِ الْعُفَاةِ.
- أي والله غنى عن صدقة عباده، فلا يأمرهم ببذل المال لحاجة إليه، بل ليطهرهم ويزكيهم ويؤلف بين قلوبهم ويصلح شئونهم الاجتماعية، ليكونوا أعزاء، بعضهم لبعض ناصر ومعين.
- (غني) عن المتبجحين بصدقاتهم، الذين يبذلونها كارهين مسيئين، (حليم) على الذين يبذلونها بحلم وكرم وإغضاء عن جفاء الفقير المضطر، إن بدرت منه بادرة قلق.أَيْ غَنِيٌّ عَنِ الصَّدَقَةِ، حَلِيمٌ بِتَأَخُّرِ الْعُقُوبَةِ، وَقِيلَ: غَنِيٌّ لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَى مُنْفِقٍ يَمُنُّ وَيُؤْذِي، حَلِيمٌ عَنْ مُعَاجَلَةِ الْعُقُوبَةِ. وَهَذَا سُخْطٌ مِنْهُ وَوَعِيدٌ.
- اقتران الغني بالحليم أفهم منه أنه سبحانه مع غناه المطلق الذي لا يحتاج به إلى أحد من خلقه؛ فإنه حليم عليهم حين يعصونه، والمعهود في عرف الناس أن الغني منهم - وغناه محدود - لا يحلم على عبده لو عصاه، لكن الله جل وعلا - وله المثل الأعلى - مع غناه المطلق حليم بعباده العاملين.
- أي: والله تعالى غني عن إنفاق المنفقين وصدقات المتصدقين. وإنما أمرهم بهما لمصلحة تعود عليهم. أو غنى عن الصدقة المصحوبة بالأذى ففلا يقبلها. {حَلِيم} فلا يعجل بالعقوبة على مستحقها: فهو سبحانه يمهل ولا يهمل.
- والله حليم يعطي عباده الرزق فلا يشكرون، فلا يعاجلهم بالعقوبة وهو معطيهم كل شيء، فعلى الناس أن لا يعجلوا بالغضب والأذى على من يعطونهم من مال الله، حين لا يروقهم منهم أمر، ولا ينالهم منهم شكر.
- تذييل للتذكير بصفتين من صفات الله تعالى ليتخلّق بهما المؤمنون وهما: الغِنَى الراجع إليه الترفّع عن مقابلة العطية بما يبرد غليل شحّ نفس المعطي: والحلمُ الراجع إليه العفو والصفح عن رعونة بعض العُفاة.
- وما يزال هذا القرآن يذكر الناس بصفة الله سبحانه ليتأدبوا منها بما يطيقون؛ وما يزال أدب المسلم تطلعاً لصفة ربه: وارتقاء في مصاعدها: حتى ينال منها ما هو مقسوم له: مما تطيقه طبيعته.
- أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ غِنَاهُ الْمُطْلَقِ أَنَّهُ غَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ الْعِبَادِ، وَإِنَّمَا أَمَرَ بِهَا لِيُثِيبَهُمْ، وَأَخْبَرَ عَنْ حِلْمِهِ بِأَنَّهُ لَا يُعَاجِلُ بِالْعُقُوبَةِ مَنْ مَنَّ وَآذَى بِصَدَقَتِهِ.
- أي: غني عن الصدقة. حليم بتأخر العقوبة. غني لا حاجة به إلى منفق يَمُنُّ ويؤذي، حليم عن معاجلة العقوبة.
- وَاللَّهُ غَنِيٌّ عن طلب صدقة لعبيده مع الأذى لهم أو المنّ عليهم حَلِيمٌ عن معاجلة من يمنّ ويؤذي بالعقوبة.
- فهو غنى عن صدقة يتبعها منّ أو أذى، لأنه لا يقبل إلا الطيبات، حليم لا يعجل بعقوبة من يمنّ أو يؤذي.
- فالله غنى عن هذه الصدقة المتبوعة بالأذى، وحليم لا يعجل العقوبة، فربما ارتدع هذا المتصدق المؤذى.
- وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ أي غني عما عندكم من الصدقة حليم، حيث لم يعجل العقوبة على من يمن بالصدقة.
- {والله غَنِىٌّ} لا حاجة له إلى منفق يمن ويؤذي {حَلِيمٌ} عن معاجلته بالعقوبة وهذ وعيد له.
- أي غني عما عندكم من الصدقة حليم: حيث لم يعجل العقوبة على من يمن بالصدقة.
- وَاللَّهُ غَنِيٌّ لا حاجة له بمنفق يمن ويؤذى. حَلِيمٌ عن معاجلته بالعقوبة.
- أي: مستغن عن الخلق حليم لا يعاجل بالعقوبة من يخالف أمره.
- {والله غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [ البقرة: 263 ] يعطي ولا يمن بالعطاء.
- أي: غني عن خلقه في سلطانه، حليم عن سيئ فعالهم.
- والله غني عن صدقات العباد، حليم لا يعاجلهم بالعقوبة.
- وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ يُعْطِي وَلَا يَمُنُّ بِالْعَطَاءِ.
عدد القراء : 506