{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281، وآل عمران: 161]
{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281، وآل عمران: 161]
- في صحيح البخاري، تحقيق محمد زهير الناصر، (16/ 384)، 6537 - حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا هَلَكَ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُنَاقَشُ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا عُذِّبَ". ونقرأ في القرآن الكريم: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [آل عمران: 25]، وقوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30].
- عَنِ مُحَمَّد بِنْ إِسْحَاقَ: {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281] «ثُمَّ يُجْزَى بِكَسْبِهِ غَيْرَ مَظْلُومٍ وَلَا مُعْتَدًى عَلَيْهِ». ونقرأ في القرآن الكريم: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ} [يونس: 30]، وقوله تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [إبراهيم: 51].
- وما دام سبحانه سيوفي كل نفس ما كسبت، فكل سيأخذ قدر ما فعل، فلا ظلم، فلو ترك الأمر بلا حساب لكان هذا هو الظلم، وحاشا لله أن يظلم أحداً. {توفىَّ} أي: تعطى؛ والتوفية بمعنى الاستيفاء؛ وهو أخذ الحق ممن هو عليه؛ فـ {توفى كل نفس} أي تعطى ثوابها، وأجرها المكتوب لها؛ إن كان عملها صالحاً، أو تعطى العقاب على عملها؛ إن كان عملها سيئاً. قوله تعالى: {ما كسبت} أي ما حصلت عليه من ثواب الحسنات، وعقوبة السيئات. قوله تعالى: {وهم لا يظلمون} والمعنى: لا يُنْقَصون شيئاً من ثواب الحسنات، ولا يزاد عليهم شيئاً من عقوبة السيئات. ونقرأ في القرآن الكريم: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [النحل: 111]، وقوله تعالى: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} [طه: 15].
- أي: ثم تعطى كل نفس جزاء ما كسبت بكسبها، وافيًا غير منقوص ما استحقته واستوجبته من ذلك "وهم لا يظلمون"، أي: لا يُفعَل بهم إلا الذي ينبغي أن يفعل بهم، من غير أن يُعتدى عليهم فيُنْقَصوا عما استحقوه. ونقرأ في القرآن الكريم: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ} [الزمر: 70]، وقوله تعالى: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: 17].
- أي: ثم تعطى كل نفس يوم القيامة جزاء ما كسبت من خير أو شر وافياً تاماً، وهم لا يظلمون شيئاً، لأن الحاكم بينهم هو ربك الذي لا يظلم أحداً. ونقرأ في القرآن الكريم: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الجاثية: 22]، وقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18].
- فكنتم في لذات السَّاخرة واغلين، وعن أعمال الآخرة متشاغلين، فالآن ظهر النبأ، لا ظلم اليوم إنَّ الله قد حكم بين العباد. ونقرأ في القرآن الكريم: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38].
- ثم تعطَى فيه كل نفس جزاءَ ما كسبته - وافيًا كاملًا - وهم لا يظلمون بنقص ثواب، أو زيادة عقاب على ما اكتسبوه.
- أي: ثم تعطى كل نفس جزاءها وافيا دون أن تنقص شيئا، فكل يعطى جزاءه على قدر كسبه، والله ذو فضل.
- يومذاك تعطى كل نفس جزاء ما علمت وافيا تاماً، لا تلقى ظلماً بنقصان في الثواب او زيادة في العقاب.
- يَعْنِي: لَا ينقصُونَ؛ يَعْنِي: الْمُؤمنِينَ يُوفونَ حسناتهم يَوْم الْقِيَامَة.
- يوم يحاسب فيه كل على ما قدم، ويجزي عليه الجزاء الأوفى.
- يعني لا ينقصون يعني المؤمنين يوفون حسناتهم يوم القيامة.
- يعني من خير أو شر وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ أي في ذلك اليوم.
- لأن العمل فيه جار على قانون العدل الحقيقي.
- ثم توفى كل نفسٍ حسابها وأنتم لا تظلمون.
- بنقصِ ثوابٍ، وتضعيفِ عقاب.
- تعطى جزاؤها وافياً.
عدد القراء : 513