بحضور سماحة المفتي العام أول حفل عرس جماعي في حلب
أقامت دائرة الإفتاء والتدريس الديني في حلب حفل العرس الجماعي الأول في مسجد أبي حنيفة النعمان لـ 54 عريساً وذلك مساء يوم الجمعة 14 تشرين الثاني بمشاركة ودعم عدد من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية ومجموعة من المتطوعين أطلقت على نفسها اسم "دعوة إلى الخير".
وقد تميز هذا الحفل بحضور عدد من المسؤولين وعدد من أصحاب الفعاليات الاقتصادية في المحافظة وعلى رأسهم كل من سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية رئيس مجلس الإفتاء الأعلى والدكتور المهندس تامر الحجة محافظ حلب واللواء حسين وحود قائد شرطة المحافظة والدكتور محمد نزار عقيل رئيس جامعة حلب والدكتور أحمد قدور مدير أوقاف حلب وعدد من أعضاء مجلس الشعب وحشد من السادة العلماء وطلاب العلم.
وفي كلمته خلال الحفل أكّد سماحة المفتي العام للجمهورية أن هذا الحفل هو عبارة عن اجتماع لبناء الأسرة في ظل محاولات لتفكيكها من خلال ما يسمى بالعولمة أو السحق الثقافي ، وقد اعتبر سماحته أن ركن الحج في الإسلام هو ركن الأسرة بالكامل ، فعلاقة سيدنا إبراهيم مع زوجته وابنه والتربية التي كانوا عليها أثمرت لنا ماء زمزم، وأثمرت لنا الطواف بالبيت والسعي في الصفا والمروة.
وأشار سماحته أننا في بلاد الشام وبدعاء رسولنا صلى الله عليه وسلم لها بالأمن والأمان نعيش حالة من الأمن والاستقرار مما أفرز لنا الكثير من المظاهر الاجتماعية التي ترتكز على القيم والمبادئ الإنسانية التي نادت بها رسالات السماء .
وفي ختام كلمته شكر سماحته كل الفعاليات الاقتصادية والجمعيات وهيئات المتطوعين والذين أغنوا هذا المشروع بمشاركتهم مؤكداً أن بناء الأسرة الصالحة المتماسكة يعزز بناء المجتمع وعلاقاته الإنسانية فيما بين أفراده.
من جانبه بيّن السيد المحافظ أن ظاهرة الأعراس الجماعية في سورية تساهم في تخفيف أعباء الكثير من أبناء الوطن وهي تنسجم مع مشاريع الدولة التي خصت الشباب بمشاريع سكنية واسعة في جميع المحافظات السورية .
بدوره نوه سماحة الدكتور إبراهيم سلقيني مفتي حلب المشرف العام على العرس بجهود المساهمين والمعنيين لإنجاح هذا الحفل الذي جاء منسجماً مع التعليمات الشرعية الهادفة إلى تنظيم حياة الفرد والمجتمع وتوفير المناخ الأفضل لتحقيق سعادته في كنف أسرة مستقرة في مجتمع آمن مؤكداً أن الدين الحنيف ينظر إلى شعوب البشرية كأنها أسرة واحدة لافتاً إلى أن الشريعة الإسلامية أقامت نظام التكافل الاجتماعي وجسدت احترام الإنسان وتماسك الأسرة والعمل على تحقيق كفايتها .
من جانبه أوضح الدكتور بلال صفي الدين عميد كلية الشريعة سابقاً رئيس اللجنة التنظيمية أن فكرة العرس الجماعي انطلقت من خلال حوار بين طلاب الكلية لإقامة مشروع اجتماعي مفيد حيث لقيت هذه الفكرة قبولاً واهتماماً من المعنيين بالمحافظة وأصحاب الخير حيث تمت مراعاة عدم الإسراف في النفقات مشيراً إلى أنه تم تقديم المساعدات اللازمة للانطلاق بحياة جديدة بمساهمة مشكورة من عدد من الشركات والفعاليات الاقتصادية وأصحاب الخير .
هذا وقد استغرق الإعداد للحفل ثلاثة شهور ، تم تقديم أثاث منزلي لكل عريس بقيمة إجمالية 175 ألف ليرة سورية ، كما تم تقديم مبلغ /25000/ ل س لكل عريس أثناء الحفل.
اللافت للنظر في هذا العرس الجماعي أن عدداً من العرسان قد شاركوا في العرس الجماعي لمجرد الفكرة فقط رافضين المساعدة لأن أحوالهم ميسورة وأكد المسؤول عن شؤون تنظيم العرس أنه بعد خفض تكاليف العرس الجماعي الأول في مدينة حلب استطاع المنظمون إقامة عرس ثانٍ في مدينة منّبج بتكلفة إجمالية وصلت إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية.
عدد القراء : 1234