النفس جهاد وتزكية
حاسب نفسك في خلوتك، واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك وانظر: هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك لقد سعد من حاسبها وفاز والله من حاربها وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها.
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين}.
"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني".
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وطالبوا بالصدق في الأعمال قبل أن تطالبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غداً وتزينوا للعرض الأكبر، قال الله تعالى: {يَومَئِذٍ تُعرَضُونَ لَا تَخفَى مِنكُم خَافِيَةٌ}.
فجهاد النفس هو الضمانة الحقيقية للسعادة في الدنيا، وللنجاح في الآخرة، وبدون جهاد النفس يهزم أمام أهواءه وأمام مغريات الدنيا، ويصبح أسيراً لشهواته وغرائزه وأوهامه.
وتستولي عليه مساوئ الأخلاق؛ فيصاب بالغرور والتكبر والأنانية، ويتورط بالظلم أو الغش أو الاكتناز أو البخل أو الرشوة أو سرقة الأموال العامة، أو غيرها من الآثام التي لا تحصى.
عدد القراء : 1081