shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

المخدرات وأثرها على المجتمع

 

يعاني العالم اليوم من مشكلات كثيرة، ومن أخطرها مشكلة انتشار المخدرات وتعاطيها خاصة بين الشباب بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، وظهور أنواع جديدة من المخدرات غير التقليدية المعروفة بالحشيش والأفيون، تتمثل في الهيروين الذي يستخلص بصورة مركزة من الأفيون – وكذلك المورفين- والكودايين – وظهور المنشطات كمصل الكوكايين والفيتامينات والقات.

وقد تعددت وسائل التعاطي، ما بين التعاطي بالفم – والتعاطي بالشم عن طريق الأنف – والتعاطي بالحقن تحت الجلد وبالوريد.

وانتشار هذه المواد جميعها في مختلف الأوساط الاجتماعية بدءاً من الأحياء الراقية وحتى الأحياء الفقيرة.

والمخدرات داء عضال يكاد يفتك بشباب مجتمعنا فيجعلهم جثثاً هامدة وعقولاً خاوية وقلوباً فارغة في الوقت الذي نحن قي أحوج ما نكون فيه إلى رجال يلبون نداء الوطن دفاعاً عن الأرض والعرض ويكونون لبنة أساسية في تنمية الوطن.

إذا أراد عدوّ أن يغدر بشعب فإنه يهاجم مواقع الإنتاج الرئيسية بالنسف والتخريب، فإذا لم يستطع فبالحيلة والغدر مستهدفاً جوهر العمل ذاته، وهو القوى البشرية وتفريغها من مضمون إرادتها وكفاءاتها ومهاراتها.

بالدعوة إلى هجرة أفضل العقول وأكفأ المهارات إلى مواقع إنتاجه من ناحية.

ومن ناحية أخرى إضعاف القوة الباقية في موطنها الأصلي.

فقد كشفت الأمم المتحدة في تقرير لها أن عدد الأشخاص الذين يتناولون المخدرات على مستوى العالم بلغ حوالي 185 مليون شخص خلال عام 2003م، مقابل 180 مليوناً في التسعينات.

تمثل تجارة المخدرات 8% من مجموع التجارة العالمية.

وأثبتت دراسة أجريت عام 1999 علاقة وثيقة بين الإدمان والإصابة بالإيدز وفيروس الكبد الوبائي.

تعريف المخدرات:

المخدر لغة: من الخدر، وهو الضعف والكسل والفتور والاسترخاء يقال: تخدر العضو إذا استرخى فلا يطيق الحركة.

وعرف الفقهاء المخدر، بأنه ما غيب العقل والحواس من غير نشوة ولا طرب.

وهذا التعريف مناسب لزمان سابق، أما مع واقع المخدرات اليوم، فيمكن تعريفها، بأنها:

ما يشوش العقل والحواس بالتخيلات والأهلاس بعد نشوة وطرب، وتؤدي بالاعتياد عليها الإذعان لها.

أسباب انتشار المخدرات:

لانتشار المخدرات أسباب مختلفة منها ما يتعلق بطبيعة هذه المواد، أو شخصية متعاطيها والظروف البيئة والحضارة والسياسية الاستعمارية في العالم المعاصر.

1 ـ أسباب سياسية: نعم.. لقد كان للاستخراب ومخططاته لاستعباد العالم الإسلامي والدول النامية عموماً أثر كبير في انتشار المخدرات على نطاق واسع من أجل السيطرة عليه بشل طاقات الأمة وقتل نفوس أفرادها، كما فعلت بريطانيا عندما شجعت على زراعة الأفيون في الهند ومصر.

2 ـ ولعل أهم الأسباب الاجتماعية: الظروف الصعبة في العمل، وانتشار البطالة، وكثرة انتشار الأفلام الهابطة التي تروج لها، والتقليد الأعمى الذي يسيطر على المراهقين، مع الفقر الذي يلجئهم للبحث عمن يعطيه أو يغنيه فيتلقفه أرباب الفساد وتجار الرذيلة، والفراغ عند المراهق الذي لا يقدر قيمة للوقت، وقرناء السوء من العوامل الهامة في الإدمان.

3 ـ أسباب شخصية: كما أن هناك بعض الأمراض النفسية؛ كالاكتئاب، والفصام اللذين يعدان من العوامل المؤهبة للإدمان، كما أن ضعف الوازع الديني من العوامل الهامة في إحداث الإدمان.

عوامل انتشار المخدرات، وأسباب تعاطيها:

الفراغ الديني عند الشباب وعدم قيام المسجد بدوره، فالمسجد هو الحضن التربوي الطاهر، والتدين والالتزام بمنهج الله جل وعلا هو عنصر الأمان والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ]فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[ [طه: 123 ـ 124].

الإعلام المدمر للقيم والأخلاق.

المناهج التعليمية الحديثة: فإنها تحسن أن تعلم الجيل المعارف والعلوم، ولكنها لا تحسن أن تعلم عينه الدموع ولا قلبه الخشوع.

مجالس السوء: رفقاء السوء إذا كان فكرهم خالياً من الإيمان بالله والخلق السليم، وكذلك ضغوط الجماعة وتأثر الشبان بعضهم ببعض.

التربية المنزلية الفاسدة: بسبب الخلافات الزوجية، وتعاطي الأب للمخدرات والمسكرات، وإهمال الأطفال، وتفكك الأسرة وضعف الإشراف.

الإخفاق في الحياة: بسبب العجز عن مواجهة ظروف الحياة ومسؤولياتها، وتسلل اليأس إلى الشخص الأمر الذي يدفعه إلى الهروب فيتجه إلى المخدرات، والشعور بالسلبية في المجتمع والهامشية الاجتماعية يدفع الشباب لتعاطي المخدرات.

البطالة: وعدم توفر فرص العمل المناسبة، بغرض الهروب من الواقــع والشعور بالإحباط.

التقليد والمحاكاة والتفاخر: بين الشباب في سن المراهقة المتأخرة وبداية سن الشباب حيث تبين أغلب الدراسات الاجتماعية وضبطيات رجال مكافحة المخدرات أن أغلب المتعاطين من الشباب بغرض حب الاستطلاع والتجريب.

الهجرة: وما يتبعها من ضغوط في الحياة الجديدة، أو التأثر بالحضارة الجديدة مما يدفع البعض إلى تعاطي المخدر؛ إما بغرض الاسترخاء، أو بغرض مجاراة المجتمع الجديد.

التعاطي القسري: على المعتقلين والمعارضين.

الإغواء عن طريق التعاطي: تستدرج الفتيات إلى تجربة التعاطي لتحويلهن لاحقاً إلى مواضيع جنسية.

العلاجات الطبية: يعتبر من بين أسباب تعاطي المخدرات استخدام بعض الأدوية دون استشارة طبّيّة أو التشخيص الطبي الخاطئ الذي قد ينتج عنه وصف علاج طبي بأحد العقاقير المخدرة وبالتالي خلق حالة إدمان لدى المريض.

 

 

حكم الدين في المخدرات

 

تمهيداً للحديث عن الحكم الشرعي في مسألة المخدرات، أعرض عناية الإسلام بالإنسان والحياة:

حيث جعل الإسلام مقصود الشريعة حفظ وصيانة وتنمية مقومات الحياة الخمس وهى: الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وذلك بجلب المنافع لها، ودرء المفاسد عنها مشيراً إلى أن المخدرات من أهم مصادر الفساد التي تؤثر على تلك المقومات.

وإذا كان من الضروريات التي حرص الإسلام على المحافظة عليها حفظ النفس وحفظ العقل، فإنه في سبيل هذا حرم الموبقات والمهلكات المذهبات للعقل والمفسدات له، فإن أحداً من الناس لا يشك في أن سعادة الإنسان رهينة بحفظ عقله؛ لأن العقل كالروح من الجسد، به يعرف الخير من الشر والضار من النافع، وبه رفع الله الإنسان ففضله وكرمه على كثير من خلقه وجعله به مسئولاً عن عمله، ولما كان العقل بهذه المثابة فقد حرم الله كل ما يوبقه أو يذهبه حرمة قطعية.

فلسفة التحريم: جاءت الشريعة الإسلامية لحفظ مقاصد تُشكل كينونة الإنسان المادية والمعنوية، وهذه المقاصد هي: الدين والنفس والعقل والنسل والمال.

فالمخدرات تفسد على الإنسان دينه لارتكابه ما نهى الله تعالى عنه.

كما تفسد عليه نفسه بالأمراض المتعددة في جسمه والتوتر والقلق النفسي.

وتفسد عليه عقله بتغييبه وتعطيله عن التفكير السليم.

كما تفسد العرض والنسل لأن المخدرات باب لارتكاب الزنا، كما أنها تورث الذرية الأمراض إضافة إلى إفساد المال باستخدامه في غير نفع الإنسان.

العقل أهم مقصد من هذه المقاصد، وهو أُسّها:

فالدين من غير عقل طقوس وهرطقات.

والنفس من غير عقل حركة فوضوية.

والنسل بدون عقل نَزوٌ تائه.

والمال دون عقل فساد ودمار.

الحكم الشرعي: لا يفرق علماء الشريعة في الحكم بين الخمر والمخدّر، لتماثلهما في العلة، فالتحريم قطعي؛ في قوله تعالى: ]يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون [ [المائدة: 90 ـ91]، وقوله تعالى: ]ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً[ [النساء: 29]، وقال رسول الله r: "لا ضرر ولا ضرار"([1]).

ومن أجل هذا حرم الإسلام تعاطي ما يودى بالنفس وبالعقل من مطعوم أو مشروب، ومن هذا القبيل ما جاء في شأن أم الموبقات والخبائث الخمر.

وأمر باجتنابها بمعنى البعد عنها، بحيث لا يقربها المسلم فضلاً عن أن يلمسها أو يتصل بها، بل فضلاً عن أن يتناولها.

وسجلت الآية آثار الخمر السيئة في علاقة الناس بعضهم مع بعض؛ إذ يؤدي إلى قطع الصلات وإلى انتهاك الحرمات وسفك الدماء.

كما يؤدي إلى الضرر الروحي إذ تنقطع بها صلة الإنسان بربه، وتنزع من نفسه تذكر عظمة الله عن طريق مراقبته بالصلاة الخاشعة، مما يورث قسوة في القلب ودنساً في النفس.

هذا عدا الأضرار الاقتصادية التي تذهب بالأموال سفهاً وتبذيراً فيما يضر ولا ينفع.

وإذا كانت الشريعة إنما أقامت تحريمها للخمر على دفع المضار وحفظ المصالح؛ فإنها تحرم كل مادة من شأنها أن تحدث هذه الأضرار أو أشد، سواء كانت مشروباً سائلاً أو جامداً مأكولاً أو مسحوقاً أو مشموماً.

واسم الخمر يشمل كل (ما خامر العقل وستره) فهو شامل للمخدرات بكافة أسمائها وأنواعها.

وإذا كانت المخدرات؛ كالحشيش والأفيون والكوكايين وغيرها من المواد الطبيعية المخدرة، وكذلك المواد المصنعة المخدرة تحدث آثار الخمر في الجسم والعقل بل أشد؛ فإنها تكون محرمة بحرفية النصوص المحرمة للخمر وبروحها وبمعناها، والتي استمدت منها القاعدة الشريعة (دفع المضار وسد ذرائع الفساد).

وفى إنتاج المخدرات والاتجار فيها وتهريبها وزراعة أشجارها إعانة على تعاطيها، والرضا بالمعاصي معصية محرمة شرعاً قطعاً، والله سبحانه نهى عن التعاون في المعاصي قال سبحانه: ]وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان[ [المائدة: 2].

كما أن الربح الناتج عن التعامل في المواد المخدرة من الأصول المرعية في تحريم بعض الأموال، قال الله تعالى: ]يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل[ [النساء: 29]، أي: لا يحل لأحدكم أخذ وتناول مال غيره بوجه باطل، كما لا يحل كسب المال من طريق باطل أي محرم

والتحريم يشمل التصدق بالأموال الناتجة عن التعامل في المواد المخدرة، قال الله تعالى: ]يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم[ [البقرة: 267].

وفى الحديث الشريف عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ]يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً[ [المؤمنون: 51]، وقال: ]يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون[ [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب له"([2]).

وفى الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده في النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث"([3]).

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خرج الحاج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز (ركاب من الجلد) فنادى: لبيك اللهم لبيك؛ نادى مناد من السماء لبيك وسعديك، زادك حلال وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة (أي المال الحرام) فوضع رجله في الغرز، فنادى لبيك، ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام وحجك مأزور غير مبرور"([4]).

ومن كل ما سبق جاء الإجماع من الفقهاء على تحريم إنتاج المخدرات وزراعتها وتجارتها وترويجها وتعاطيها طبيعية أو مصنعة، وعلى تجريم من يقدم على ذلك، فالشريعة الإسلامية إذا حرمت شيئاً على المسلم حرمت عليه فعل الوسائل المفضية إليه، وكذا تحريم كل الوسائل المؤدية إلى ترويج المخدرات محرمة سواء كانت زراعة أو إنتاجاً أو تهريباً أو اتجاراً.

كما أنه لا ثواب ولا مثوبة لما ينفق من ربحها.

ولا يحل التداوي بالمحرمات إلا عند تعينها دواء وعدم وجود مباح سواها وبقدر الضرورة حتى يزول هذا الإدمان وبإشراف الأطباء المتقنين لمهنتهم.

وعلى الكافة إرشاد الشرطة المختصة لمكافحة تجارة هذه السموم القاتلة والقضاء على أوكارها، وهذا الإرشاد هو ما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان"([5]).

وفي هذا دعوة إلى مكافحة المنكرات ومنها هذه السموم (المخدرات) بعد أن بان ضررها وشاع سوء آثارها وكانت عاقبة أمرها خسراً للإنسان وللمال وللأوطان.

فمن كان له سلطة إزالة هذه المخدرات والقضاء على أوكارها وتجارها كان لزاماً عليه بتكليف من الله ورسوله أن يجد ويجتهد في مطاردة هذه الآفة.

ومن لم يكن من أصحاب السلطة فإن عليه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيبين للناس آثارها المدمرة لنفس الإنسان وماله، ومن الأمر بالمعروف إبلاغ السلطات بأوكار تجارها ومتعاطيها، فالتستر على الجريمة إثم وجريمة في حق الأمة وإشاعة للفحشاء فيها، وجميع الأفراد مطالبون بالأمر بالمعروف وبالإرشاد عن مرتكبي هذه المنكرات ومروجي المخدرات.

أرقام:

تكلف الإجراءات الدولية والمحلية لمكافحة انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وعلاج المدمنين حوالي  120 مليار دولار سنوياً.

تشير إحصائيات مكتب المخدرات في الأمم المتحدة إلى أن حجم تجارة المخدرات يبلغ حاليا" حدود الـ 350 مليار دولار سنوياً وأنه مرشح للزيادة إلى 450 مليار دولار سنوياً العام 2006، قارن مع المبلغ الذي خصص للعام 2000 (بوصفه عام مكافحة المخدرات) والذي حدد ب 6 مليارات دولار فقط.

المزارع لا يحصل سوى على نسبة 5% من الثمن الذي يدفعه المدمن لتتوزع الـ95% الباقية على تجار المخدرات بدرجاتهم المختلفة.

آثار ضارة على أركان الاقتصاد: إنتاج، واستهلاك، وتمويل، وتخصيص موارد، وادخار، وميزان مدفوعات.

تأثيراتها الضارة على أغلى الموارد - وهو الإنسان - في عقله وجسمه.

ما يمثله إنتاج وتجارة المخدرات من إهدار للموارد الاقتصادية، وسوء تخصيصها، والتأثير الضار على ميزان المدفوعات، والضغط على العملة المحلية التي تفقد قوتها الشرائية أمام العملات الأجنبية.

الأضرار الاقتصادية

المدمن يصاب بخمول وكسل وكراهية للعمل.

كثيراً ما يفقد مورد رزقه بسبب هبوط كفاءته العقلية والجسمية.

ينتهي الأمر بالمدمن أن يكون عالة على المجتمع وعبءً ثقيلاً على أفراد أسرته.

تعاطي المخدرات: يقلل من التركيز الدائم وحضور الذاكرة ويعرض المهارات الميكانيكية للضياع، ويقلب الأمزجة، ويقلل من النشاط ويضعف من المهارات الآلية النفسية.

العمل والبطالة على طرفي نقيض، فالعمل يقوي من إرادة البناء والبطالة تثبّط من همته، والعمل عصب التنمية والإنتاج وهو بدوره السبيل إلى التقدم والرخاء.

أضرار المخدرات على الإنتاج:

إذا كانت المخدرات (تزرع في أراضي المجتمع) التي تستهلك فيه؛ فإن ذلك يعني إضاعة قوى بشرية عاملة وإضاعة الأراضي التي تستخدم في زراعة هذه المخدرات بدلاً من استغلالها في زراعة محاصيل يحتاجها واستخدام الطاقات البشرية في ما ينفع الوطن ويزيد من إنتاجه.

أما إذا كانت المخدرات تهرب إلى المجتمع المستهلك للمواد المخدرة؛ فإن هذا يعني إضاعة وإنفاق أموالاً كبيرة ينفقها أفراد المجتمع المستهلك عن طريق دفع تكاليف السلع المهربة إليه بدلاً من أن تستخدم هذه الأموال في ما يفيد المجتمع كاستيراد مواد وآليات تفيد المجتمع للإنتاج أو التعليم أو الصحة.

كما تسبب الظاهرة إضراراً باقتصاد الدول:

فتنفق المبالغ الطائلة؛ رواتب أفراد أجهزة المكافحة، وإنشاء السجون، والمحاكم، والمستشفيات، والمصحات، وكل هذه المبالغ كان يمكن الاستفادة منها في رفع إنتاجية المجتمع.

الأضرار الاجتماعية

المدمن يعيش حياة قلقة مضطربة.

يهمل شؤون أسرته.

يهمل تربية أبنائه التربية الصحيحة.

ينفق جزءاً كبيراً من دخله للحصول على المخدرات ومستلزماتها مما يؤثر على الحالة المعيشة للأسرة من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية والأخلاقية.

ينشأ أبناء المدمن عديمي المسؤولية نحو الأسرة؛ يلجأون للبحث عن مصدر رزق غالباً ما يكون عن طريق غير مشروع؛ كالتسول، أو الدعارة، أو السرقة.

وقد يندفع الأبناء لارتكاب الجرائم لتوفير المال اللازم لشراء المخدرات.

من طرق الوقاية والعلاج

فتح باب التوبة: واستقبال التائبين برفق وود ]قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحم الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم[ [الزمر: 53]. 

توعية الناس وتقوية الوازع الديني، ومراقبة الله، وتربية النشء تربية صالحة.

توفير الحياة الآمنة والمستقرة.

تدعيم الترابط الأسري: للقضاء على العزلة والفراغ.

دور وسائل الإعلام في توعية الجماهير بالأضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية الناتجة عن الإدمان.

قيام الدول بمنع دخول المخدرات مهما كلفها ذلك من جهد ومال وبشر وتجنيد أجهزتها العلمية والعملية في نشر الوعي الصحي.

سعي الدول لعلاج المتعاطين؛ بإنشاء المصحات العلاجية.

تشجيع المدمن مادياً وعلاجياً وترغيبه في العلاج.

 

([1])  رواه مالك، (1234).

([2])  رواه مسلم، (1686).

([3])  رواه أحمد في مسنده، (3490).

([4])  رواه الطبراني في المعجم الكبير، (1299)، والمعجم الأوسط، (5386).

([5])  رواه مسلم.

عدد القراء : 1371

A PHP Error was encountered

Severity: Notice

Message: fwrite(): write of 34 bytes failed with errno=122 Disk quota exceeded

Filename: drivers/Session_files_driver.php

Line Number: 253

Backtrace:

A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: session_write_close(): Failed to write session data using user defined save handler. (session.save_path: /home/alzatari/public_html/system/cache)

Filename: Unknown

Line Number: 0

Backtrace: