ثوابت الإسلام
الحمد لله... وأشهد أن لا إله إلا الله...، اختار للأمة الإسلامية اسماً مباركاً، فقال تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ} [الحج: 78]. وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله...، قال عليه الصلاة والسلام مبيناً حقيقة الإسلام والإيمان ومن انتسب إلى الإسلام والإيمان، فقال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمن الناس بوائقه". أما بعد فيا أيها المؤمنون: اتقوا الله في السر والعلن، في الجهر والخفاء، في الليل والنهار. اتقوا الله فيما تقولون، واتقوا الله فيما تودون أن تسمعوه، واتقوا الله في علاقتكم مع إخوانكم من المؤمنين، بل ومع الناس أجمعين. يا عباد الله: الحديث في هذا الوقت، ينقسم إلى قسمين: حديث يتصل بفعل الأعداء، وحديث يتصل بما تفعله أنت أيها المؤمن. فعدوك عدوك، لن يصبح صديقاً، وإلا لتغير اسمه، ولم يعد عدواً، وبالتالي فقد حذرنا الإسلام من موالاة أعداء الله، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ} [الممتحنة: 1]. إذاً، يحذرنا القرآن من موالاة أعداء الله الذين يفعلون ما يشاؤون، فهل تكون ردَّات فعلنا استجابة لأفعالهم؟، وهل يكون انجراف البعض تبعاً لما يرمون ويهدفون؟. إن أعداء الأمة الإسلامية، بل أعداء الإنسانية {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} [التوبة: 10]، يرضونكم بالقول، وما نخفى صدورهم أكبر، ولكن حقيقة الأمر أنّ العدو يبقى عدواً، ويفتعل ويمهد لما يريد أن يصل إليه بأساليب شتى. فإذا كان الأجداد قد عرفوا من العدو احتلالاً عسكرياً وخراباً للديار وللبلاد، فإنا نشهد أن أعداء اليوم تخلَّو عن الاحتلال العسكري، ولجؤوا إلى ما يسمى بالغزو الفكري والثقافي، حيث يزرعون بذور الشقاق والخلاف بين أبناء الأمة الواحدة؛ ليسهل استعمارهم، وكلمة الاستعمار هنا غير مناسبة؛ لأن الطلب للعمارة فعل حميد، وما يفعلونه لا يمت إلى العمارة بصلة. أعداء الأمة يعلنون أنهم أتوا إلى المنطقة بما أسموه الفوضى الخلاقة، بأن يعادي المسلم أخاه، وبأن يتناحر المواطن مع المواطن؛ بنعرات مذهبية طائفية عصبية؛ لتبقى الأمة في حالة من الفوضى غير مستقرة، فهل فعل العدو يمكن إيقافه من قبل العدو؟، كلا. بل فعل العدو يمكن إيقافه إذا أدركنا نحن هذه المعاني، وعرفنا أنهم إنما يبغون الشقاق فيما بين أبناء الأمة. فمرة يتهجمون على رموز الأمة، على مقدساتها، على كتاب ربها، على رسولها، على زوجات رسولها، فما هو فعلك أيها المسلم؟ لأني أخاطبك أنت، والعدو لن أتحدث إليه؛ لأنه ليس أمامي لأقول له: توقف عما أنت فاعله، ولكن أنت أيها المسلم، ما حقيقة إسلامك؟ وأنت أيها المؤمن، ما حقيقة إيمانك؟ أرأيتم لو أن شخصاً يحمل اسم عائلة، هل يتخلى عن اسم عائلته؟ أرأيتم لو أن أباً جعل اسماً لأحد أبنائه، فهل يذهب ليغير اسمه؟ قد يلجأ البعض إلى تغيير اسم العائلة، إذا وجد أن الاسم غير مناسب لمركزه الاجتماعي، وقد يلجأ البعض إلى تغيير اسمه، إذا تيقن أن والده قد أخطأ في هذا الاسم. ولكن في عموم الأمر، لا يتخلى الإنسان عن اسمٍ حَمَلَه، ولا عن عائلته التي ينتمي إليها، فمن أنت أيها المسلم؟ ومن الذي أعطاك هذه التسمية؟ الجواب واضح صريح: الله عز وجل في علاه هو الذي أطلق عليك اسم الإسلام، فقال تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ}؛ بأنكم مسلمون، {وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78]، بأن الله قد أرسل إليهم رسلاً، وأنزل إليهم كتباً، فمن اتبع هدى ربه؛ سعد واستقر، ومن أعرض عن ذكر مولاه؛ عاش عيشة ضنكى. فالذي أعطاك الاسم: الله رب العالمين، فهل من المناسب واللائق أن تتخلى عن هذه التسمية؟، فتتخذ لنفسك اسماً أصغر من ذاك الاسم الكبير؟، بالطبع: لا. أنا مسلم في عقيدتي، فلا حاجة بعد ذلك؛ لأن تدخل في تفصيلات تبعاً لاختلافات فكرية، أو اختلافات فقهية، فإذا ما سئلت فتقول تصغيراً لشأنك: إني سني أو شيعي، أو حنفي أو شافعي. الأصل أن ترجع إلى القمة، {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ} [الحج: 78]. لم نرضَ لإنسان أن يغير تسمية والده له، أو أن يغير اسم عائلته، فكيف يرضى البعض لنفسه أن يغير تسمية رب العالمين له، {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء: 59]، وكلنا نؤمن بالله ورسوله، ونؤمن باليوم الآخر. فهل هناك حاجة لأن نَرُدَّ اختلافاتنا لكتب غير القرآن، أو لآراء غير أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ هل نحن بحاجة إلى أن نحكم على بعضنا بكلمات منثورة في كتب، عبر التاريخ؟ لسنا بحاجة إلى ذلك، وإلا إن رجعنا إلى هذه الكتب وبدأنا بالحكم على بعضنا، تفسيقاً وتكفيراً، فإننا نؤسس ونكرس هدف الأعداء بأن يسيطروا على هذه الأمة. تعال لأذكرك بما تعتقد، لأذكر نفسي وأذكر المسلمين أجمعين: أنت تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر من الله سبحانه وتعالى. أنت تعتقد أن الله تبارك وتعالى أرسل رسلاً من لدن آدم إلى نوح إلى إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين. تعتقد أن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين، قال الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]، وأنه عليه الصلاة والسلام أفضل الخلق أجمعين. فإذا ما رسم أحدهم رسماً، أو أساء إساءة، فما موقفك؟ اعتقادك لا يتغير بصدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وليفعل الأعداء ما شاؤوا، فإن كنت قوياً في فكرك، قوياً في إرادتك وعزمك؛ تنتصر على ما يفعل الأعداء. أنت تعتقد أن لكل نبي زوجة أو أكثر ولا يليق بزوجة نبي أن تُخْدَش في حياءها أو في عفتها أوطهرها، حتى إن ما ورد في القرآن عن {اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} [التحريم: 10]. اتفق المفسرون على أن الخيانة هنا: خيانة الاعتقاد وعدم الإيمان، وليست الخيانة الزوجية والمعاشرة بالمعروف. لا يليق بزوجة نبي أن تُتَّهم في عرضها، وإلا هذا اتهام للنبي ذاته، والنبي معصوم عن الخطأ الدنيوي والديني. أنت تعتقد أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين بنص القرآن الكريم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]. المسلم الحق: هذا اعتقاده، المؤمن الحق: يرجع في الأمر إلى القرآن الكريم، وليس إلى قول هنا أو هناك، أو إلى كتاب مسطور في زمان له ظروفه، وإن كانت تلك الظروف لا تقبل. اعتقادك بأن رسول صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وفي رواية: "من سلم الناس من لسانه ويده"، وقال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه لا يحقره لا يخذله"، وقال: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر". أنت تعتقد أن "المؤمن من أمن الناس بوائقه"، أي شروره وآثامه. أنت تعتقد أن القرآن الكريم، كتاب رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تدليس فيه ولا تحريف. كتاب {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42]. كتاب تكفل الله بحفظه، فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] ، وفيه آيات في سورة النور تذكر ما جرى من حادثة الإفك، وفي الآيات تبرئة الله عز وجل للسيدة الفاضلة أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله تعالى عنها وعن أبيها. وأي اعتقاد يخالف اعتقاد أن القرآن محفوظ من التغيير والتحريف يُخْرِج عن الملة. وأي اعتقاد بأن أزواج النبي مطهرات يُخْرِج عن الملة. وأي اعتقاد بأن النبي له زوجة تفعل ما تفعل من الفحشاء والمنكر يُخْرِج عن الملة. ثوابت العقيدة والإيمان لا بد أن نتذكرها، وأن نذكر بعضنا والأجيال جيلاً بعد جيل؛ كي لا يخترق العدو هذه الثوابت، فيشغلنا بتفصيلات ما أنزل الله بها من سلطان. هل جعل الإسلام احتكامنا إلى حقبة تاريخية؟، قطعاً لا. هل جعل الإسلام احتكامنا للأشخاص؟، قطعاً لا. احتكامنا إلى القرآن الكريم وإلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام. فإذا قال قائل: جرى بين أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام خلاف. نعم، التاريخ أثبت وجود الخلاف، ولكن الجواب على أي خلاف سابق، بنص القرآن: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134]. يوم القيامة سيسألك رب العزة، ما قولك بكتاب أنزلته على رسولي؟ سيسألك ما قولك بأنبياء الله ورسله؟ سيسألك ما قولك بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟. لن يسألك عما جرى من خلاف بعده. سيسألك كيف تعالمت مع إخوانك، سيسألك كيف تصرفت مع جيرانك، سيسألك كيف كنت مع الأمة؛ مجمعاً أم مفرقاً؛ لأن القرآن يقول: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الأنبياء: 92]، والقرآن يقول: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ} في الماضي {أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}. [آل عمران: 103] حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التفرق، فقال: "فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". ما السبب؟ اختلافات. نتجاوز هذه الاختلافات إذا رجعنا إلى الأصل، وأما أؤلئك الذين قرأوا حقبة تاريخية من الخلاف، فليحذروا أن يقرأوا جزءاً ويتركوا قسماً آخراً، أن يقرأوا الحادثة دون أن يقرأوا ما وراءها. فإذا تعمقت في القراءة رأيت بين الأصحاب المختلفين: نبل الخلاف وعزة اللسان. فهذا سيدنا علي كرم الله وجهه، ورضي الله تعالى عنه، سلام الله عليه وعلى كل آل بيت النبوة، وعلى كل أنبياء الله وأتباعهم. سيدنا علي قال: (والله لأسلِّمَنَّ ما سلمت أمور المسلمين)، لأسلمن: ليست المسألة في أن أكون الرقم واحد، أو أكون المستشار، أو أكون القائد، أو أكون الجندي، فكان رضي الله تعالى عنه الأخ الناصح الأمين، حتى قال الخليفة: قضية ولا أبا حسن لها، ما أتى أمر إلا وكان سيدنا علي في استشارة ذاك الأمر الجلل. أدب في الخلاف، نبل في التعاطي، عزة في اللسان. وحصل ما حصل يوم الجمل. وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، ومعها طلحة والزبير رضي الله تعالى عنهما في مواجهة سيدنا علي رضي الله تعالى عنه. بعد موقعة الجمل ماذا حصل؟ يأتي سيدنا علي إلى جمل السيدة عائشة، ويقول لها بلطف الخلاف وأدبه: (أماه؛ ارجعي، غفر الله لك، فإن لك منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ,ارسل مَن يحميها ويصل بها إلى المدينة المنورة. ويأتي ويرى طلحة والزبير مجندلين بدمائهما، فيقول: والله ما كنت أرضى أن أراك في هذا، ولكن إلى الله أشكو عُجَري وبُجَري. مهما حصل، فهي قضية تاريخية، وأنت تعيش في هذا الزمان ومطلوب منك فعل: بحسن الصلة مع ربك، وبحسن المعاملة مع الناس من حولك. لنترك تلك القراءات التاريخية لأهل الاختصاص، دون أن نشوش على الناس عبر فضائيات مأجورة، وعبر تصرفات مدفوعة، تصب في نهاية الأمر في صالح العدو الذي يريد للمنطقة أن تعيش حالة من الفوضى الخلاقة، يضرب بعضكم رقاب بعض. أيها الأخوة والأحبة: ما كان حديثي إلا تذكيراً لثوابت الأمة؛ لننتبه إلى ما يجري، ولنعِ ما يدور حولنا. المسألة ليست مسألة أشخاص، قال فلان، ورد عليه فلان، المسألة أنك تُسأل يوم القيامة أنت، عن اعتقادك وسلوكك، تُسأل عن إيمانك وإسلامك. نسألك اللهم أن تجعلنا من المؤمنين حق الإيمان، وأن تجعلنا من المسلمين حق الإسلام، وأن تعف ألسنتا عن الخوض في أعراض المسلمين، وأن تعف حياتنا عن أن نخوض مع الخائضين، أوأن نسلك سبيل المفسدين. الخطبة الثانية: أيها المؤمنون: في إطار الحديث عن وحدة الأمة في قضاياها الكبرى، فإن وزارة الأوقاف تسعى لأن تكون بلادنا أمانة مستقرة، فلا نعطي آذاننا لقول أو فعل، تكون عاقبته سوءاً على بلدنا. وزارة الأوقاف بعد أيام عشرة، دعت للقاء عالمي لعلماء الأمة من شرقها إلى غربها؛ للحديث عن دور العلماء في وحدة الأمة الإسلامية، انطلاقاً من توجيهات القرآن الكريم الذي يريدنا أن نكون كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وألاّ نسرع بأشراط الساعة يوم يتكالب الأعداء على الأمة، فقالوا: أمِنْ قلة نحن يا رسول الله، قال: "لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل"، فحتى لا نكون كغثاء السيل، لا بد من اجتماعنا على وحدة الكلمة، وكلمة التوحيد، لا إله إلا الله محمد رسول الله، نلقى بها ربنا، نعيش بها في حياتنا. لا إله إلا الله محمد رسول الله، تجمع كل أبناء الأمة تحت راية الإسلام. اللهم وفقنا لما تحب من القول والعمل والقوة واليقين والاعتقاد. جميع الحقوق محفوظة © 2007 - 2010 موقع الدكتور علاء الدين زعتري |
عدد القراء : 1003