shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

من أدلة تحريم الرشوة بنصوص القرآن

من أدلة تحريم الرشوة بنصوص القرآن

جاء نص تحريم الرشوة في سورة المائدة، عقب تشريع (حدِّ السرقة)، وعقب تسلية (من السلوان) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حزنه من الذين يسارعون في الكفر من المنافقين واليهود، ثم جاء وصفهم بـ (أكل السحت)، وهي الصفة العاشرة من الصفات الذميمة؛ إذ يقول الله تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة: 42].

ما هو السحت؟، إنه الرشوة.

علناً؛ الآية واضحة في أن مَن يأكل الرشوة، مَن يأخذ المال الحرام؛ فإنه يعمل عمل يهود، ويتصف بصفات المنافقين.

وفي سورة المائدة أيضاً، توجيه خطاب صريح إلى أهل الكتاب، وهو أظهر في اليهود لمجيئ صفاتهم الكاشفة بعد النداء، قال الله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ * قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ * وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ * وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: 59 - 63].

وأشارت الآيات إلى القضية ليست مقتصرة على مَن أخذ المال الحرام، بل أيضاً في الذي أدَّاه وأعطاه، وأيضاً في الذي رأى الخطأ ولم يشر إليه، وألقى اللوم على (الربانيين) على العلماء بالكتاب، لماذا لا تنهونهم عن أكل الحرام؟، لماذا لم تمنعوهم عن أخذ السحت؟

وقال الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79].

فقضية تحريم الرشوة ليست فقط، في الراشي أو المرتشي، بل القضية في التحريم تشمل مَن يعلم وجود الرشوة ولم ينبه عليها، وتشمل مَن هو قادر على منعها ولم يمنعها.

القضية في المجتمع كله، كلٌّ يتحمل مسؤوليته في موضعه.

عدد القراء : 637