shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

الإشارات الاقتصادية في الآيات القرآنية (3)

قال الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ

فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].

{فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152].

ومن نعمه سبحانه سعة ذات اليد فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافاً في جسده،

عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"([1]).

ومن مظاهر كفران النعم ما نراه أحياناً من ممارسات خاطئة.

فالذي يقود سيارته بسرعة جنونية ولا يتورع عن القيام بحركات بهلوانية.

والذي يستغل الهاتف – وهو من النعم العظيمة – في إيذاء خلق الله.

والذي يؤتيه الله مالاً فلا يخرج حقه وزكاته، ولا يتطوع بفضوله.

والذي يسرف في مأكله ومشربه فيلقي بفضولها في الطرقات والشوارع يمثل نوعاً من كفر النعم، إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد كسرة ملقاة فأخذها ومسحها ثم أكلها وقال: "يا عائشة أكرمي كريماً، فإنها ما نفرت عن قوم قط فعادت إليهم"([2]).

 

ولا ننسى مظاهر الإسراف في المفروشات والسفريات والحفلات وفي إقامة البيوت القصور والعمارات، وقد ضرب الله لنا مثلاً بليغاً لقوم يتفكرون، {وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة} [النحل: 112] الآية.

                         

وقد يظن الجاهل أن تقلبه في نعم ربه دليل رضاه عليه، وإن أسرف وعصاه، وليس كذلك، يقول سبحانه: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} [القلم: 44].

قال بعض المفسرين في هذه الآية: (أي نَصُبُّ عليهم النعم ونمنعهم الشكر).

وقال آخرون: (كلما أحدثوا ذنباً أحدثتُ لهم نعمة).

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا رسول الله {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] ([3]).

 

ومن أعظم نعم الله علينا أن جعل لنا بيوتا نسكنها ونستقر فيها ونستريح ونستظل من الحر ونستدفيء من البرد ونستتر فيها عن أنظار الناس ونحرز فيها أموالنا ونتحصن بها من عدونا.

يقول سبحانه ممتنا علينا بهذه البيوت: {والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم}.

 

وفى الآيات التالية الحمد على نعمائه: قال تعالى: {الحمد لله الذى وهب لى على الكِبَـر إسماعيل واسحاق} إبراهيم 39.

وقوله {فقال الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين} المؤمنون 28.

وقوله {وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض} الزمر 74.

أما فى الآيات التالية: قال تعالى {الحمد لله فاطر السموات والأرض} فاطر 2.

وقوله تعالى {وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولياً ولم يكن له شريك فى المُلك}.

الإسراء 111.

ملحوظة: إن المدح والحمد لغةً يشتركان فى نفس الحروف ولكن بترتيب مختلف وتبايُن فى المعنى، وهذا يسمى فى اللغة (إشتقاق أوسط).

والمدح أعم من الحمد.

الشكر شرعاً: هو الثناء على المحسن بما أعطاك وأولاك فتكون شكرته وشكرت له، والثانى أفصح.

وهو الوصف الجميل على جهة التعظيم والتبجيل على النعمة من اللسان والجنان والأركان.

وهو فعل يُشعر بتعظيم المُنعم بسبب كونه مُنعماً.

والشكر نصف الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "الإيمان نصفان: نصف صبر ونصف شُكر" أخرجه البيهقى فى شُعب الإيمان عن أنس رضى الله عنه.

 

الرب: هو المالك المتصرف

 

([1] ) أخرجه البخاري في الأدب المفرد حديث رقم (300) وأخرجه الترمذي في سننه: كتاب الزهد، باب في التوكل على الله 4/ 574.

([2] ) أخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب الأطعمة، باب النهي عن إلقاء الطعام 2/112. وفي رواية لابن أبي الدنيا: حسن جوار نعم الله عز وجل الشكر، ص 12.

([3] ) أخرجه أحمد في المسند 4/ 145.

عدد القراء : 1050