shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

جواهر الدرر في مواجهة أعداء البشر

 

ماذا بعد نجاح السفاح (شارون) في الوصول إلى سدة الحكم، وهو المعروف بدمويته، وشرهه في امتصاص دماء غير اليهود، هل سنبقى بانتظار تقديم قربان لليهود، ليرضوا عنه، بالإقدام على مجزرة جديدة، تكون عربون الوفاء منه إلى ناخبيه؟، أم لا بد من عمل وطني وقومي متكامل؛ نحافظ فيه على ماء وجوهنا من الذل والعار اللاحق بالأمة العربية والإسلامية على حد سواء؟.

وللأسف كل ما نراه أو نحسنه، قمم متعاقبة، واجتماعات متلاحقة، والنتيجة متكررة، والقرارات منسوخة عن بعضها، والاحتجاجات محفوظة للجميع، عبارات من الشجب والتنديد، وألفاظ من الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ما هذا الوضع المأساوي للعالم العربي والإسلامي!!!.

ألا نستطيع أكثر من ذلك، ألا نقدر على غير هذا!!!، أم أننا غثاء كغثاء السيل!!!.

إلى متى بالذل والهوان، وأفراد مسلمون في بلد إسلامي، بل جماعات، يهددون بالقتل والتدمير، وتمارس ضدهم شتى ألوان العذاب، وأصناف الاضطهاد وأشكال القهر، وضروب التهجير.

إن ما يجري هذه الأيام في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليدمع العين، ويدمي القلب، ويحزن الفؤاد، ويبكي الصخر: أطفال في مقتبل أعمارهم، يستخدمون الحجارة للدفاع عن أهلهم وأرضهم ومقدساتهم، بدل الذهاب إلى المدارس لتلقي العلوم والمعارف التي هي من أهم الحقوق الواجبة لهم؛ دينياً واجتماعياً وعالمياً.

ولكن ماذا يفعلون، والمتكبر الظالم واقف بالمرصاد لكل تحرك منهم، أمام المدارس، وعلى نواصي الشوارع، وفي مداخل الحواري والأزقة، يقاتلهم خلف ترسانته الحديدية، ومن وراء جُدُر، ومن خلف المساتر، يكيل عليهم وابل من الرصاص الحي ويدعي أنه مطاطي ليغطي جرائمه، يقنص منهم العين الناظرة، واليد الفاعلة، والصدر المملوء بحب الاستشهاد، فلقد غيَّر العدو من خطته في المواجهة: من تكسير العظام إلى الإصابات المباشرة في المقتل.

أطفال ولكنهم أبطال، يعبرون عن إرادتهم ومشاعرهم، ويفعلون ما يميله عليهم إحساسهم المرهف، وشعورهم الدقيق؛ غضة أبدانهم، قوية قلوبهم، أسلحتهم ضعيفة، وإرادتهم قوية مدمرة، ترهب عدو الله وعدوهم.

وأمام عدسات الكاميرات العالمية تم إخراج فيلم وثائقي ضخم عنوانه (درة أمام رصاصة)، قصير في مدة عرضه، طويل في مضمونه، عميق الجذور في مدلوله، فيلم من إنتاج العدو الصهيوني الغاشم، وبرعاية أمريكية، ودعوات لإيقاف العنف الفلسطيني، وصمت عالمي (أوروبي)، وتبريرات غير منطقية ظهرت هنا وهناك، ومماطلة وتسويف من قادة العالمين العربي والإسلامي.

ولكن الموقف الشعبي العربي والإسلامي كان له شأن آخر، مسيرات غضب واحتجاج، وعبارات سخط، ولافتات تنديد، هذا ما استطاعه الرأي الشعبي، وهو لا يملك أكثر من ذلك، وانتظر المواقف الرسمية من حُكَّامه، في القمم الرسمية المتعاقبة؛ القمة العربية بمصر، ثم القمة الإسلامية بقطر، والموقف الواقعي في أرض فلسطين ما زال على حاله، بل ازداد خطورة وتدهوراً، فالصلف الإسرائيلي يزداد تعنتاً، والاستكبار العالمي يزداد تصلباً، والشعب الجريح بانتظارٍ وأملٍ في مخلص وملجأ.

وريثما يحين الوقت المناسب للتحرير الكامل، ويجيء الزمن الملائم للزحف الشامل، والتخلص من العدو الغاشم الغاصب، هناك بضع كلمات أحببت أن أذكرها؛ ليتذكر أولى الألباب:

اثبتوا أيها الأبطال، جاهدوا في سبيل الله، قاوموا في سبيل الحق، دافعوا عن أهلكم، اصمدوا في وجه أعدائكم، والشعب العربي والإسلامي معكم، واعلموا أنه مهما تكن إرادة الحكام فإن إرادة الشعوب تظل هي الأقوى، مهما طال الزمان واستطال الليل والظلام، فإن الفرج قريب وإن الصبح لآتٍ.

نهيب بأبنائنا، بشيوخنا، بشبابنا، بأطفالنا، برجالنا، بنسائنا، بكل فرد عربي حر أَبِيٍّ، وبكل مسلم غيور وَفِيٍّ، نهيب بالكل أن نعتصم بحبل الإيمان ولا نتفرق، أن نستمسك بحبل الدين ولا نتباغض، أن نتثبت بحبل الله المتين جميعاً، وأن نتعاون في الإطار الوطني والقومي ولا نتنافر؛ من أجل أن نكون يداً واحدة على العدو الآثم، ومن ورائه الاستكبار العالمي البغيض.

هذا، وإن لنا في تاريخنا العريق، وحضارتنا التليدة، ومن تعاوننا السابق عبر العصور، في خدمة الدين والعروبة، ما يحتم علينا الآن - أكثر من أي وقت مضى - أن نحافظ على عرى الود والأخوة والتعاون؛ لإنقاذ شعبنا، والحفاظ على أمتنا، والإبقاء على الكرامة الإنسانية مصونة الجانب،عزيزة الموقف، ضمن ما أراد الله I لحياة الإنسان في هذا الوجود.

تاريخنا المجيد حافل بالتعاون والتضامن، زاخر بالوفاء والتآخي، فالمسيحيون العرب هللوا للمسلمين العرب الفاتحين المخلِّصين لهم من الاستعمار الروماني، والتسلط الأجنبي الدخيل، استبشروا خيراً بوصول طلائع المسلمين إلى أرض الشام المباركة، وإلى مدينة القدس الشريفة، وقدَّموا مفاتيح المدينة ومفاتيح مقدساتها - المسيحية آنذاك - للخليفة المسلم العادل عمر بن الخطاب t عربون ولاء، وصلة تعاون، وضمان محبة.

وقد صان المسيحيون هذه العهود، وحافظوا على المواثيق، وأبدوا مشورتهم بشأن صلاح البلاد والعباد، واستكتبوا العهدة العمرية: بأن يبقى لهم دينهم، وتبقى لهم مقدساتهم، وبادلهم المسلمون الولاء بالولاء، والحب بالحب، والتعاون بالتعاون، والإخاء بالإخاء، ((لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين)).

وصلى الخليفة عمر t خارج كنيسة القيامة؛ لئلا يطالب المسلمون من بعده بجعل المكان الذي صلى فيه عمر t مسجداً لهم، وإنما فعل أمير المؤمنين ذلك حفاظاً منه على مقدسات الديانات السماوية المعتمدة، ورعاية لحرمة الأخوة الدينية الشاملة.

ولو عدنا إلى التاريخ نستقصي الشواهد على مثل هذا التعاون لطال بنا المقام، وحسبنا أن نقول هو تعاون مسيحي إسلامي عربي، فما لنا - نحن إخوة العروبة - لا نجد اليوم مثل ذلك التعاون، ومثل هذه النُصْرة، والنجدة، والحمية، كان العربي يستصرخ أهله وعشيرته، ويستغيث بقبيلته، فيَهُبّ الجميع هبة رجل واحد، حاله في ألف رجل خير من ألف مقال واحتجاج وتنديد في رجل واحد!!!.

إذا أردنا أن تظل القدس عربية، وفلسطين عربية، فلا بد من التعاون والتآزر بين العرب جميعاً؛ مسلميهم ومسيحييهم، وإلا فإن الرئيس الأمريكي الجديد سينفذ تعهده للصهاينة - الذي أوصله لسدة الحكم والرئاسة - بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

وبدون هذا التلاحم العربي (إسلاماً ومسيحيين) ومن ورائه الدعم الإسلامي ستتم لليهود مخططاتهم في هدم المسجد الأقصى، وسينفذ الصهاينة ما يحلمون به.

ولقد أدرك العدو الصهيوني هذه الحقيقة المدمرة له: التحام المسلمين والمسيحيين، فراح يقصف المدن والقرى المسيحية بفلسطين، وينشر في الصحف أن الفاعل هو المسلمون، ويفعل العكس، فيقصف المدن والقرى الإسلامية ويدعي أن المسيحيين هم الفاعلون.

فلنصحُ من غفلتنا، ولنفق من سباتنا، ولنتهيأ لليوم الموعود، يوم انطلاقة الشرارة الكبرى للتحرير الكامل والشامل، وما يجري اليوم في فلسطين إنما هو بداية الشرارة.

فلقد أشعل فتية الحجارة من جديد مصباح الأمل في نفوس العرب والمسلمين، وهم يذودون عن المسجد الأقصى، ويقفون في مواجهة آلة القمع الصهيونية المدججة بالسلاح الأمريكي.

وقفوا يدافعون وينافحون عن قدس الأقداس، مدينة السلام والمحبة، وسلاحهم الوحيد: الإيمان بالله I، وبأيديهم حجارة تفعل فعل حجارة سجيل، يتناولونها من أرض مباركة، ويقذفون بها أعداء الله والأوطان والإنسانية، فتجعلهم كعصف مأكول.

ولكن ماذا قدمنا - نحن معاشر العرب والمسلمين - لهم؟!!.

إن مسؤولية تحرير القدس لا تقع على عاتق الشعب الفلسطيني وحده، أو على الشعب العربي وحده، ولكنها مسؤولية المسلمين في كل مكان، وواجب الجميع أن يدافع عن المقدسات؛ كل بما يستطيع ويقدر، يقول الله I: } وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ{[الأنفال:60].

فلن تعيد المسجدَ الأقصى بياناتُ الاحتجاج.

ولن تحرر القدسَ قراراتُ الأمم المتحدة.

فالقدس لن تعود إلا التلاحم والتعاون و الجهاد، بكل ما في هذا الكلمات من معنى.

يا قدس إنا قادمون، يا مسجدنا الأقصى المبارك إنا زاحفون.

نتوجه إلى الله U بألسنة صادقة، وقلوب خاشعة، وأعمال صالحة، أن يلهم حكام العرب والمسلمين التمسك بكتابه العزيز والعمل بسنة نبيه الكريم محمد r، ليكونوا قدوة لأبناء شعبهم، فينهضوا بأعباء الأمة وأثقالها، ويعيدوا الحقوق والكرامة للشعب المستضعف المظلوم، قال الله تعالى: } وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ{ [القصص:5].

عدد القراء : 993

A PHP Error was encountered

Severity: Notice

Message: fwrite(): write of 34 bytes failed with errno=122 Disk quota exceeded

Filename: drivers/Session_files_driver.php

Line Number: 253

Backtrace:

A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: session_write_close(): Failed to write session data using user defined save handler. (session.save_path: /home/alzatari/public_html/system/cache)

Filename: Unknown

Line Number: 0

Backtrace: