رقم الفتوى : 163
عنوان الفتوى : حكم رجوع الوالد بهبته لولده
السؤال :
هل يجوز للأب أن يرجع في هبته لولده الذكر من الناحية الشرعية لا سيما وأن الفقرة /2/ من المادة الأولى من القانون المدني السوري الصادر بالمرسوم التشريعي 84 تاريخ 18/5/949 وتعديلاته قد نصت على ما يلي: "فإذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه حكم القاضي بمقتضى الشريعة الإسلامية". لا سيما وأن أحكام الهبة منقولة حرفياً وتحديداً لجهة أسباب الرجوع فيها عن كتاب الأحكام الشرعية لقدري باشا. وبالتالي فهي منقولة عن مصدر يتوجب اعتماده قانوناً.
الفتوى :
حكم رجوع الوالد بهبته لولده
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وآله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وبعد:
فجواباً على نص سؤالك الآتي:
هل يجوز للأب أن يرجع في هبته لولده الذكر من الناحية الشرعية لا سيما وأن الفقرة /2/ من المادة الأولى من القانون المدني السوري الصادر بالمرسوم التشريعي 84 تاريخ 18/5/949 وتعديلاته قد نصت على ما يلي: "فإذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه حكم القاضي بمقتضى الشريعة الإسلامية".
لا سيما وأن أحكام الهبة منقولة حرفياً وتحديداً لجهة أسباب الرجوع فيها عن كتاب الأحكام الشرعية لقدري باشا.
وبالتالي فهي منقولة عن مصدر يتوجب اعتماده قانوناً.
نقول، وبالله التوفيق:
يجوز للواهب إذا كان والداً أن يرجع في هبته التي منحها لولده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَرْجِعُ الْوَاهِبُ فِي هِبَتِهِ، إلَّا الْوَالِدُ فِيمَا يَهَبُ لِوَلَدِهِ" أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد والدارقطني والطبراني.
ويشهد لهذا فعل صحابي رجع في هبته لولده، بعد أن سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً، فَقَالَتْ لَهُ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لاَ أَرْضَى حَتَّى يَشْهَدَ يَشْهَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنَ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، وَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟، قَالَ: لاَ قَالَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ، قَالَ : فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ. أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
ونسأل الله أن يديم فضله ونعمته على الناس، وأن يوفق الآباء للإحسان إلى أبنائهم، وأن يعين الأبناء على البر بآبائهم.
عدد القراء : 721