رقم الفتوى : 413
عنوان الفتوى : التربية والقدوة
السؤال :
شيخنا انا اول ما وعيت عالدنيا بدال ما اهلي يخلوني اوعى ع محبة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم اهملوني وحبيت شخص كتير لدرجة انو لما وعيت اكتشفت انو محبتي لرسولي قليلة جداً بس بحبو كتير وحلمي زور قبرو الف صلاة عليه وسلام بس المحبة العندي ما بتكفي ليرضا علي ربي وانا ما بدي ربي يغضب علي شو اعمل؟ ربي يجزيك الخير لا تواخذني طولت عليك بس كتير حترت بهلموضوع
الفتوى :
التربية والقدوة
شيخنا انا اول ما وعيت عالدنيا بدال ما اهلي يخلوني اوعى ع محبة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم اهملوني وحبيت شخص كتير لدرجة انو لما وعيت اكتشفت انو محبتي لرسولي قليلة جداً
بس بحبو كتير وحلمي زور قبرو الف صلاة عليه وسلام بس المحبة العندي ما بتكفي ليرضا علي ربي وانا ما بدي ربي يغضب علي
شو اعمل؟
ربي يجزيك الخير لا تواخذني طولت عليك بس كتير حترت بهلموضوع
الجواب:
إن تربية الأولاد على الأخلاق مهمة جليلة، بل هي المهمة الأساس التي تُناط بالآباء، فليس أحد أقدرَ من الوالدينِ على ترسيخ الأخلاق في فؤاد الأبناء.
مما يحتاجه الناس في كل زمان القدوة الحسنة.
نقتدي بهم في أبواب الخير المختلفة.
نحن بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في التعبد والزهادة في الدنيا والإقبال على الآخرة
بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في حسن الخلق، في التعامل مع الناس، والصبر عليهم، واحتمال إساءتهم
بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر
بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في باب البذل، والعطاء، وإيثار الآخرين
بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في صدق الحديث والوفاء بالوعد
نحن بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في سائر أبواب الخير.
ومن أكمل أساليب التربية: التربية بالقدوة.
والقدوة نظرية بتعريف الأبناء بسير العظام.
وقدوة عملية من خلال فعل الوالدين والمربين أمام الأبناء.
القدوة" "الرموز الشخصية" "المثل الأعلى" جميعها مفاهيم ذات أهمية وتأثير قوي تسهم في بناء الفرد أو تدميره.
- القدوة الحسنة، وهي قسمان:
أ. قدوة حسنة مطلقة: متمثلة في الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
قال الحق تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ.. ﴾ [الممتحنة: 4]،
وقال تبارك وتعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الممتحنة: 6].
وقال سبحانه: ﴿ لقد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
وتأمل هذا المعنى العميق في قوله جلّ وعلا: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 90].
ب. قدوة حسنة مقيّدة، وتتمثل في العلماء الربانيين والهداة الصالحين والمربين، وعموم العلماء والمصلحين.
إن القدوة الصالحة من أعظم المعينات على بناء العادات والأخلاق والسلوكيات الطيبة لدى الخاضع للتربية،
ولقد كان صلى الله عليه وآله وسلم قدوة للناس في واقع الحياة.
يرونها في بشرٍ مثلهم؛ فتتحركُ لها نفوسهم، وتهفو لها مشاعرهم، ويحاولون أن ينهلوا منها، ويتبعوها.
كل بقدر ما يطيق أن يستفيد وينهل، وكل بقدر ما يأخذ ويحتمل.
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظمُ قدوة للبشرية في تاريخها الطويل.
فهو المربي والهادي بسلوكه الشخصي قبل أن يكون بكلامه اللفظي.
فعن طريقه صلى الله عليه وآله وسلم أنشأ الله هذه الأمة، التي يقول فيها سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
جعله الله القدوة الرائدة للبشرية يتربون على هديه، ويرون في شخصه الكريم الترجمة الحية للقرآن، فيؤمنون بهذا الدين على واقع تراه أبصارهم محقَّقاً في واقع الحياة.
في مسند أحمد، (43/ 15)، 25813 عَنِ الْحَسَنِ (البصري) قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: " كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ".
هو صلى الله عليه وآله وسلم قدوة؛ جعلها الله متجددة لإصلاح الإنسان في كل زمان ومكان، على مر العصور والأزمان.
والله سبحانه يعرض علينا هذه القدوة لنحققها في ذوات أنفسنا، وذوات من نقوم على تربيتهم.
ونقول للأخت السائلة: وفقك الله، وأعانك على الخير، واعملي بما يلي:
أكثري من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
اقرأي حياته الشريفة وسيرته العطرة، وشمائله الحميدة، وخصاله المجيدة.
ابحثي عن صحبة الصالحين، لتستفيدي منهم حبهم للرسول الكريم.
استمعي وتابعي مجالس العلم النافع.
عدد القراء : 766