البيع بالتقسيط أو الآجل
البيع بالتقسيط أو الآجل
قال الله تعالى: (وأحل الله البيع وحرم الربا)
كثير من الناس يشتبه عليه ربا الجاهلية مع بيع التقسيط
فيظن أن الزيادة في المبلغ عن السعر العاجل هو يشبه الزيادة في الديّن بسبب تأخير السداد وهذا خطأ
فالسلعة يجوز في حق صاحبها أو مالكها أن يبيعها بالسعر الذي يعجبه
ويحق له أن يبيعها بالنقد وبالتقسيط وهو غير ملزَم بسعر معين أو ربح معين
لكن معلوم أن العرض والطلب له أثر في سعر السلع في السوق
فلو باعها بالآجل أو بالتقسيط وبسعر محدد فهذا جائز
لكن لا يجوز له أن يزيد في ثمن البضاعة إذا تأخر المشتري في التسديد
فالزيادة هنا هي التي تشبه ربا الجاهلية فانتبه لهذا
فالربا هو:
إما أن تسدد في الوقت المحدد لك أو أزيد عليك في مبلغ الديّن أو القرض بعد ثبوته بالعقد، وليس عند المساومة وقبل الاتفاق.
فإذن يجوز البيع بالتقسيط وبما يتفق عليه البائع والمشتري
هو نقداً بكذا وبآجل بكذا
لكن بشرط أن يتفرقا على أحد الرقيمن إما بنقد أو بأجل
روى ابن ابي شيبة في مصنفه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
" لاَ بَأْسَ أَنْ يَقُولَ لِلسِّلْعَةِ: هِيَ بِنَقْدٍ بِكَذَا، وَبِنَسِيئَةٍ بِكَذَا، وَلَكِنْ لاَ يَفْتَرِقَا إلاَّ عَنْ رِضًا."
وروى عبد الرزاق في مصنفه عن طَاوُسٍ [وطاوس تلميذ ابن عباس] قال:
" لَا بَأْسَ بِأَنْ يَقُولَ: أَبِيعُكَ هَذَا الثَّوْبَ بِعَشَرَةٍ إِلَى شَهْرٍ أَوْ بِعِشْرِينَ إِلَى شَهْرَيْنِ،
فَبَاعَهُ عَلَى أَحَدِهِمَا قَبْلَ أَنْ يُفَارِقَهُ فَلَا بَأْسَ بِهِ "
وجاء في مسائل الإمام أحمد برواية ابنه أبي الفضل صالح (1/ 378)
سأل صالح ابن الامام أحمد أباه فقال:
(قلت: الرجل يَبِيع الْمَتَاع، فَيَقُول أبيعك بِالنَّقْدِ بِأَلف، وَإِلَى شهر بِأَلف وَمِائَة
وَإِلَى شَهْرَيْن بِأَلف وَمِائَتَيْنِ
قَالَ هَذَا مَكْرُوه إِلَا أَن يُفَارِقهُ على أحد الْبيُوع).
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن شعبة، قال:
(سَأَلْتُ الْحَكَمَ، وَحَمَّادًا عَنِ الرَّجُلِ يَشْتَرِي مِنَ الرَّجُلِ الشَّيْءَ فَيَقُولُ:
إِنْ كَانَ بِنَقْدٍ فَبِكَذَا، وَإِنْ كَانَ إِلَى أَجَلٍ فَبِكَذَا،
قَالَ: "لَا بَأْسَ إِذَا انْصَرَفَ عَلَى أَحَدِهِمَا"
قَالَ: شُعْبَةُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَمُغِيرَةَ،
فَقَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ: لَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا إِذَا تَفَرَّقَ عَلَى أَحَدِهِمَا.
اللهم إنا نسألك رزقا طيبا وعملا صالحا متقبلا
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عدد القراء : 541