ما يُعتبر نجساً وما لا يُعتبر
029 الدرس التاسع والعشرون 8 7 2019
مطلب: ما يُعتبر نجساً وما لا يُعتبر:
قسم الحنفية الأعيان النجسة إلى نوعين: النجاسة المغلظة، والنجاسة المخففة.
وقالوا: كل ما يخرج من بدن الإنسان؛ مما يوجب خروجه الوضوء، أو الغسل فهو مُغَلَّظ؛ كالغائط، والبول، والمني([1])، والمذي([2])، والودي([3])، والقيح، والصديد، والقيء إذا ملأ الفم، ودم الحيض والنفاس والاستحاضة، وكذلك بول الصغير والصغيرة أكلا أو لا، والخمر، والدم المسفوح، ولحم الميتة، وبول ما لا يؤكل، والروث([4])، وأخثاء البقر([5])، والعَذِرَة([6])، ونَجْو الكلب([7])، وخُرء الدجاج والبط والأوز، وخِراء السباع، والسَّنَوَّرِ([8])، والفأر، وخِراء الحية وبولها، فهذه الأعيان وأمثالها نجسة نجاسة غليظة.
وعَدُّوا من النجاسات المخففة بول ما يؤكل لحمه، وبول الفرس، وخِراء طير لا يؤكل.
أما أجزاء الميتة التي لا دم فيها إن كانت صلبة؛ كالقَرْنِ، والعظم، والسن، والحافر([9])، والخف([10])، والظلف([11])، والشعر، والصوف، والعصب، والإِنْفَحَّةُ الصلبة([12]) فليست بنجس؛ لأن هذه الأشياء ليست بميتة([13])، ولقوله تعالى {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل: 80].
وقال المالكية عند الكلام عن تمييز الأعيان الطاهرة عن النجسة:
أ - الجمادات كلها على الطهارة إلا المُسْكِر.
ب - الحيوانات كلها على الطهارة.
ج - الميتات كلها على النجاسة.
د - دودُ الطعام كلُّه طاهر، ولا يحرم أكله مع الطعام، وكل ما ليس له نَفْسٌ (دمٌ) سائلة؛ لا ينجس بالموت، ولا ينجس ما مات فيه من ماء أو مائع([14]).
وذهب الشافعية إلى أن الأصل في الأعيان الطهارة.
وفصلوا في ضبطها فقالوا: الأعيان جماد وحيوان.
فالجماد كله طاهر.
والحيوان - أي الحي - كله طاهر؛ إلا الكلبَ والخنزيرَ، وفَرْعَ كل منهما.
وجزء الحيوان كميتته.
والميتةُ كلُّها نجسةٌ؛ إلا السمك، والجراد، والآدمي، والجنين بعد ذَكَاة (ذبح) أمه، والصيد الذي لا تُدْرَك ذكاتُه.
والمنفصل عن الحيوان:
إما يرشح رشحاً؛ كالعَرَق، فله حكم حيوانه الحي.
وإما له استحالة في الباطن؛ كالبول فهو نجس، إلا ما استثني([15]).
([1]) ماء أبيض اللون ثخين، ذو رائحة، يخرج عند النشوة.
([2]) ماء رقيق شفاف، لا لون له، يخرج عند الشهوة قبيل النشوة.
([3]) ماء رقيق شفاف لا لون له، يخرج عقب البول، عند التعب الشديد.
([4]) من الحيوان بمنزلة الغائط من الإنسان.
([5]) بمنزلة الغائط من الإنسان.
([6]) اسم لما يخرج من الطعام بعد هضمه.
([7]) بمنزلة الغائط من الإنسان.
([9]) نهاية الأطراف من الدواب والحمير.
([10]) نهاية الأطراف من الإبل.
([11]) نهاية الأطراف من الغنم والبقر.
([12]) الإنْفَحَة بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة: كرش الحَمَل أو الجدي ما لم يأكل، فإذا أكل، فهو كرش.
([13]) الفتاوى الهندية 1/45 - 46، وبدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، الكاساني 1/60.
([14]) عقد الجواهر الثمينة، ابن شاس المالكي 1/11.
([15]) حاشية البرلسي مع قليوبي على شرح المحلي للمنهاج 1/68 - 69، وحاشية الجمل على شرح المنهج 1/168، وروضة الطالبين، النووي 1/13، والأشباه والنظائر،السيوطي ص 60، ومغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، الشربيني الخطيب 1/77.
عدد القراء : 642