دلالة الصيغة على الزمان وأثرها في العقد
954 دلالة الصيغة على الزمان وأثرها في العقد 15 6 1443 18 1 2021
المادة 6- يكون الإيجاب والقبول في الزواج بالألفاظ التي تفيد معناه لغة أو عرفاً.
الألفاظ التي ينعقد بها الزواج.
دلالة الصيغة على الزمان وأثرها في العقد:
ذهب الفقهاء إلى أن الزواج ينعقد بالإيجاب والقبول بصيغة الماضي، كقول الولي للزوج: زوجتك ابنتي، أو أنكحتك ابنتي، فيقول الزوج: قبلت نكاحها أو زواجها، أو رضيت؛ لأن الماضي أدل على الثبوت والتحقيق دون المستقبل([1]).
وينعقد الزواج بالإيجاب بصيغة الأمر، كقول الولي للزوج: تَزَوَّجْ ابنتي، فيقول الزوج: تزوجتها([2]).
أما لو قال الزوج للولي: زوجني ابنتك، فقال الولي: زوجتك ابنتي؛ فإن الزواج ينعقد عند الجمهور، أما عند الحنابلة في المذهب فلا ينعقد هذا النكاح؛ لأن الأصل عندهم أن يتقدم الإيجاب على القبول؛ فإذا تقدم القبول فلا ينعقد النكاح، والإيجاب عندهم يكون من ولي الزوجة وليس من الزوج، وإنما كلام الزوج يعتبر قبولاً([3]).
أما لو كانت الصيغة بالمضارع فقد قال الحنفية: المضارع المبدوء بهمزة كقول الزوجة: أتزوجُكَ - بفتح الكاف - أو قول الزوج: أتزوجُكِ - بكسر الكاف - والمضارع المبدوء بالنون كقول ولي الزوج: نزوجكِ من ابني، والمضارع المبدوء بتاء كقول الزوج: تزوجيني نفسك، فإن الزواج ينعقد بهذه الصيغ، لكن يشترط أن لا يقصد في المضارع المبدوء بالتاء الاستقبال أي طلب الوعد. فالمضارع كالماضي في انعقاد النكاح به([4]).
وصرح الحنفية والشافعية([5]): بأن الزواج ينعقد بصيغة اسم الفاعل، كـ (أنا متزوجُك).
وأما صيغة الاستفهام:
فقال الحنفية([6]): لو صرح بالاستفهام اعتُبِر فهم الحال، فلو قال: هل أعطيتَنيها؟ فقال أعطيتُ. إن كان المجلس للوعد فوعد، وإن كان للعقد فنكاح.
وقال الشافعية([7]): لو قال الولي: تتزوج ابنتي؟ لا يجزئ؛ لأنه استفهام، لكنهم قالوا: لو قال الزوج أتزوجني ابنتك؟، فقال الولي: زوجتك؛ لم ينعقد إلا أن يقول الخاطب بعده: تزوجت.
ويرى الحنابلة([8]): أنه إذا تقدم الإيجاب بلفظ الاستفهام فإنه لا يصح.
([1]) الدر المختار وحاشية ابن عابدين 2/262، 263، والشرح الكبير مع الدسوقي 2/220، 221، ونهاية المحتاج 6/209، والمغني 6/532.
([3]) الدر المختار وحاشية ابن عابدين 2/263، والشرح الكبير وحاشية الدسوقي 2/221، والشرح الصغير 2/350، ونهاية المحتاج 6/209، وكشاف القناع 5/40.
([4]) حاشية ابن عابدين مع الدر المختار 2/264، حاشية الدسوقي 2/220، 221.
([5]) الدر المختار وحاشية ابن عابدين 2/264، 265، وحاشية الرملي بهامش أسنى المطالب 3/119.
([6]) الدر المختار 2/264، 265.
([7]) أسنى المطالب 3/119، وروضة الطالبين 7/39.
عدد القراء : 749