الحرص على الصحة
039 الدرس التاسع والثلاثون 18 7 2019
تنبيه:
لا يُنْكِر الإسلام وجود أمراض معدية، فإذا تعرَّض إنسان لمرض مُعْدٍ، فعليه أن يحرص على عدم وجود سؤره بين يدي غيره، كما إن عليه عدمَ مخالطة الناس؛ كراهية انتقال المرض إلى الآخرين؟.
ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باجتناب المرض المعدي، فقال: "وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ"([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ"([2]).
بل لقد بيَّن الإسلام ما يسمى في العصر الحاضر بـ (الحجر الصحي)، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْض فَلاَ تَدْخُلُوهاَ، وَإِذَا وَقَعْ بِأَرْضِ وَأَنْتُمْ بِها فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهاَ"([3]).
ومن المعلوم أن مرض الطاعون مرض معد، ففي الحديث: التنبيه على كل مرض معد، تبعاً للزمان والمكان والتشخيص المخبري.
وهذا لا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ، وَلا صَفَرَ"([4]).
فالمسلم يوقن بأن الله تعالى هو مسبب المرض، وليس الشخص الآخر المصاب.
فقد تنتقل الكمية نفسها من الميكروبات إلى أناس آخرين فيصاب أحدهما، ويَسْلم الآخر.
ومن أسباب ذلك اختلاف قوة جهاز مناعة أحدهما عن الآخر.
فقوله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى" يفيد أن العدوى لا تتحقق بمجرد وجود موجباتها وأسبابها، بل ذلك راجع إلى مسبب الأسباب سبحانه وتعالى، وهذا مما يجب على المسلم اعتقاده.
وأما دليل عدم إبقاء سؤر المريض لغيره، وعدم ذهابه إلى المسجد، والأماكن العامة؛ لئلا ينقل المرض إلى غيره من المصلين والناس، أن المرض ضرر، (والضرر يزال)([5])، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ"([6]).
([1]) رواه البخاري (5707)، ومسلم (2220).
([5]) الأشباه والنظائر، عبد الرحمن بن أبي بكر، السيوطي دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1403هـ، 1/7، و1/83 المادة رقم (2) من مجلة الأحكام العدلية، ودرر الحكَّام شرح مجلة الحكام، علي حيدر، 1/27، وقواعد الفقه، محمد عميم الإحسان المجدي، رقم القاعدة (169)، 1/88.
([6]) رواه ابن ماجه (2340) وأحمد في مسنده (2862).
عدد القراء : 652