shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

الاستنشاق في الوضوء

058 الدرس الثامن والخمسون 6 8 2019

مطلب: سنن الوضوء:

  • التسمية:
  • غسل اليدين إلى الرسغين:
  • المضمضة:
  • الاستنشاق:

الاسْتِنْشَاقِ؛ وَهُوَ أَنْ يَجْذِبَ الْمَاءَ بِأَنْفِهِ وَيَنْثُرَهُ بِنَفَسِهِ وَإِصْبَعَيْهِ([1]).

اختلف الفقهاء في حكم الاستنشاق في الوضوء([2]):

فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الاستنشاق في الوضوء سنة.

لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6]، فالوجه عند العرب: ما حصلت به المواجهة، وداخل الأنف ليس من الوجه.

ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ" وذَكَرَ صلى الله عليه وسلم منها "الْمَضْمَضَةَ وَالاِسْتِنْشَاقَ"([3])، والفطرة سنة.

وذكرُهُما من الفطرة يدل على مخالفتهما لسائر أفعال الوضوء.

ولقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: "تَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ"([4]).

وذهب الحنابلة إلى أن الاستنشاق في الوضوء فرض أو واجب.

لما روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الْمَضْمَضَةُ وَالاِسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لاَ بُدَّ مِنْهُ"([5]).

ولأن كل مَن وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَقْصِيًا أفعال الوضوء ذَكَرَ أنه استنشق.

وإن مداومة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاستنشاق تدل على وجوبه، لأن فعله صلى الله عليه وسلم بيان وتفصيل للوضوء المأمور به في كتاب الله([6]).

 

([1]) التوضيح في شرح المختصر الفرعي لابن الحاجب، المؤلف: خليل بن إسحاق بن موسى، ضياء الدين الجندي المالكي المصري، 1/118.

([2]) رَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) 1/102، والهداية، المرغيناني 1/13،16 ط مصطفى الحلبي، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير، الدردير 1/97، 136 ط دار الفكر، ونهاية المحتاج، الرملي 1/280 ط المكتبة الإسلامية، والمغني، ابن قدامة 1/118.

([3]) أخرجه الترمذي (1/223) من حديث عائشة رضي الله عنها.

([4]) أخرجه الترمذي (2/102) من حديث رفاعة بن رافع، وقال: حديث حسن.

([5]) أخرجه الدارقطني في السنن (1/84) من حديث عائشة، وصوب الدارقطني إرساله.

([6]) المغني، ابن قدامة 1/118 - 119 ط. الرياض، والمجموع 1/362، 363.

عدد القراء : 546