العفة والشرف ومكارم الأخلاق
العفة والشرف ومكارم الأخلاق
تقوى الأمم بالعلم، وتنهض بالعمل، وتحيا بالأخلاق.
وتضعف المجتمعات بالجهل، وتكبو بالكسل، وتنهار بالفواحش والرذائل.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "عليك بالعفة" [ابن ماجه]. أي الكف عن الوقوع في الحرام.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه الحياء والعفاف من الإيمان" [الدارمي].
وقال: "أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفةٌ في طهر". [أحمد].
وروى عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمنْ لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا أؤتمنتم، واحفظوا فروجكم وغضوا من أبصاركم، وكفوا أيديكم". [أحمد].
وفي حديث السبعة الذين هم في ظل إلا ظله "ورجل دعته امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين" [البخاري ومسلم].
في ظل التخبط الكبير الذي تعيشه المجتمعات في هذه الأيام، ومعاناتها من الخلل في الأخلاق والسلوك، نوجه دعوة للمساهمة في نشر ثقافة العفة، سواء كانت عفة في النفس أو في المال أو في اليد أو في اللسان أو في الفرج، أو في البعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
ما هي العفة:
هي ضبط النفس عن الشهوات.
ولا يصل الإنسان إلى العفة الكاملة حتى يكون عفيف اللسان واليد والسمع والبصر والبطن والفرج.
وقد وردت مادة العفة في القرآن في أربعة مواضع:
- قال تعالى: " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.." البقرة / 273.
- قال تعالى: " ومن كان غنياً فليستعفف ". النساء / 6.
- قال تعالى: " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً ". النور / 33.
- قال تعالى: " و أن يستعففن خير لهن ". النور / 60.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حث على خلق العفة في مواضع كثيرة، ومن أبرزها قوله فيما يرويه الطبراني عن ابن عمر – رضي الله عنهما - : " برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم".
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: " اللهم إني أسألك الهدى والتقى و العفاف والغنى ".رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود.
ومن أهم فوائد العفة: نظافة المجتمع من المفاسد، وحفظ الأعراض عن الإساءة والتعدي عليها..كما أن العفة دليل كمال النفس وعزتها، ورجاحة العقل وتوازنه، ونزاهة النفس وطهارتها..
وقد ضرب القرآن الكريم نموذجاً من عفة الشباب والبنات من خلال قصة سيدنا موسى عليه السلام مع بنات شعيب عليه السلام بأبلغ تعبير وأدق تصوير، قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ} [القصص: 23-27].
وفي هذا النص القرآني من معاني العفة والطهارة ما يحرص على نقاء المجتمع من المفاسد، وطهارته من الأدران.
عدد القراء : 817