المرأة بين تغيب العقل وتكريس الجسد
المرأة بين تغيب العقل وتكريس الجسد
رغم إنجازات المرأة المعترف بها في كثير من مجالات الحياة على المستوى العلمي الثقافي والإبداعي، لكن ظلت المرأة عبر التاريخ مسجونة داخل مفهوم الشكل والجسد، وأن حواء هي الرمز الأول للغواية والخطيئة والمكر.
وتفشى مفهوم قصور العقل لدى المرأة في منظومة المجتمعات العربية والإسلامية.
وساعد ذلك وجود الأمثال المتداولة والتي تصب في خانة تعزيز الجمال على العقل.
عقل المرأة في جمالها
وجمال الرجل في عقله.
وانحسر العقل بالرجل، والجمال بالمرأة.
المجتمع غيب عقل المرأة وكرس الجسد مستفيدا على مستوى المافيات التي تتجار بالرقيق الأبيض.
والدلائل تؤكد أن تجارة النساء ثالث تجارة بالعالم بعد تجارة الأسلحة والمخدرات.
فهذه المافيات تعزز الفقر والاحتياج لدى النساء حتى يسهل الاتجار بهم واليوم نشهد اكبر استخدام للمرأة كجسد من خلال الخطط النفعية والاستهلاكية التي توظف كل وسائل التكنولوجيا الحديثة ابتداء من الفضائيات والإعلانات والكلبات والسينما والصحافة الصفراء من أجل تعرية وتسليع المرأة، والتي تهدف منها الربح الفاحش على حساب كرامة المرأة فضلا عن تغيب وعي المرأة والرجل.
فالمرأة تحتاج إلى الوعي بثقافة الجسد والوعي بالسماسرة الذين يعززون المرأة الجسد.
وعلى المرأة أن تؤمن بقدراتها العقلية والذهنية على العمل والانجاز، وأن العمل وفق قدراتها يساعدها على تجاوز محنة العوز والفقر بالإضافة إلى تغير مفاهيمنا في التربية، وتعزيز الثقة لدى المرأة منذ الطفولة لذلك نحتاج إلى تدريب مكثف للمرأة والرجل.
نحن بحاجة إلى رد اعتبار لعقل المرأة بتغير نظرتنا لجسد المرأة، ومعاملتها على أنها إنسان كامل العقل، وليس أداة للمتعة.
عدد القراء : 788