shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

الوفاء بالعهد

الوفاء بالعهد

العهود والمواثيق والوفاء بالوعد علامة المؤمنين، وخلف الوعد علامة المنافقين.

وقد اعتنى القرآن عناية شديدة بأمر العهود والمواثيق وحذر من الإخلال بها، نصت على ذلك نصوص مؤكدة منها ما هو عام ومنها ما هو خاص:

فمن العام:

قوله تعالى في أول سورة المائدة: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}.

وفي سورة النحل قوله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها..} الآية 90.

وقوله في سورة الإسراء: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً} الآية 34.

وأما الخاصة فمنها:

قوله تعالى في سورة براءة (التوبة) بعد أن أعلن البراءة من المشركين {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} الآية 4.

وقال في السورة نفسها بعد ذلك: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} التوبة: 7.

قال تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً}.

عن زيد بن أرقم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي فلم يف ولم يجيء للميعاد فلا إثم عليه" [رواه أبو داود والترمذي]. أي لم يجيء للميعاد لعذر كنسيانه أو مرض فلا إثم عليه.

ومفهومه انه إن وعد ونوى عدم الوفاء فعليه الإثم.

 

وبناء على ذلك: فإن الوفاء واجب شرعي والخلف حرام.

أما في قوله سبحانه وتعالى: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا}، فالعهد يكون بين العبد وربه وبين المؤمنين وبين المسلمين وغيرهم.

إذا وعدوا أنجزوا، وإذا حلفوا أو نذروا أوفوا، وإذا قالوا صدقوا، وإذا ائتمنوا أدوا.

روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" [رواه البخاري].

فالمجتمع المتماسك هو الذي يسوده الوفاء بالوعد والعهد.

أما المجتمع الذي يفشو فيه الغدر والخيانة والغش والخداع، فمآله إلى التفكك والانحلال.

ولا يكون المجتمع على ما ينبغي أن يكون عليه، إلا إذا كان كل واحد من أفراده أميناً فيما يعهد به إليه، مؤدياً للأمانة متى طلبت منه، وفيما إذا عاهد.

وقد أمرنا الله بذلك كله، ونهانا عن الغش في المعاملات وعن الغدر في كل ضروبه وأشكاله. يقول تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} النساء: 58.

وقد عظم الله الأمانة وشأن مَن يرعاها، قال سبحانه وتعالى: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} المؤمنون: 8.

وفي الحديث: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" [رواه الإمام أحمد والطبراني وابن حبان].

عدد القراء : 727