A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: fopen(/home/alzatari/public_html/system/cache/ci_session58eec380b06dec2d50b00ccd43adab81): failed to open stream: Disk quota exceeded

Filename: drivers/Session_files_driver.php

Line Number: 156

Backtrace:

File: /home/alzatari/public_html/application/controllers/Lessons.php
Line: 5
Function: __construct

File: /home/alzatari/public_html/index.php
Line: 315
Function: require_once

A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: session_start(): Failed to read session data: user (path: /home/alzatari/public_html/system/cache)

Filename: Session/Session.php

Line Number: 140

Backtrace:

File: /home/alzatari/public_html/application/controllers/Lessons.php
Line: 5
Function: __construct

File: /home/alzatari/public_html/index.php
Line: 315
Function: require_once

موقع الدكتور الشيخ علاء الدين الزعتري | حوادث التفجير في ميزان الإسلام
shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

حوادث التفجير في ميزان الإسلام

حوادث التفجير في ميزان الإسلام

إنَّ حوادث التفجير التي يمارسها بين فينة وأخرى بعض المتطرفين من أصحاب الأفكار الضالة تُعدُّ عملًا إجراميًّا، ونوعًا من البغي والعدوان، وضربًا من الفساد في الأرض، وأمرًا مخالفًا للدِّين الإسلامي الحنيف في غاياته الرشيدة وأحكامه السديدة وآدابه الحميدة.

وفيما يلي عرضٌ لجانب من أدلَّة الشريعة الدَّالَّة على فساد هذا العمل وعظَم هذا الجُرم، وبيان حال هذه الجريمة وحكمها في ميزان الإسلام:

1- في الإسلام أمرٌ بالعدل والإحسان والرحمة، ونهي عن المنكر والبغي، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، وهذا العمل الإجرامي لا عدل فيه ولا إحسان ولا رحمة؛ بل هو منكر من الفعل وبغيٌ في العمل.

2- وفي الإسلام تحريمٌ للعدوان ونهيٌ عن الظلم، كما قال تعالى: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، وفي الحديث القدسي: "يا عبادي! إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلته بينكم محرَّمًا فلا تظالَموا"، وهذا العمل قائمٌ على العدوان، مبنيٌّ على الظلم.

3- وفي الإسلام تحريمٌ للفساد في الأرض، كما قال تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205]، وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11]، وهذا العمل نوعٌ من الفساد في الأرض؛ بل هو من أشدِّ ذلك وأنكاه.

4- ومن قواعد الإسلام العظيمة: (دفع الضرر)، ومن شواهد ذلك في السنَّة: قول النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".

فلا يحلُّ لمسلم أن يضارَّ مسلمًا لا في قول ولا فعل، وفعلة هؤلاء قائمة على أعظم الضر وأفظع الإضرار.

5- ومن قواعد الإسلام العظيمة: جَلْبُ المصالح ودَرْء المفاسد، وعمل هؤلاء لا مصلحة فيه ولا منفعة، ومفاسدُه لا حصر لها.

6- وفي الإسلام تحريم لقتل النفس (الانتحار)، قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 29،30].

7- وفي الإسلام تحريم لقتل الأنفس المسلمة المعصومة بغير حقٍّ، قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ} [الإسراء: 33]، وقال في أوصاف المؤمنين عبادِ الرحمن: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: 68، 69]، وفي "الصحيحين" عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يحلُّ دمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلاَّ الله وأنِّي رسول الله إلاَّ بإحدى ثلاث: الثيِّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المُفارِق للجماعة".

8- وجاء الإسلام بالرحمة، وأنَّ من لا يرحم لا يُرحَم، وأنَّ الراحمين يرحمهم الرحمن، وفي هذا المعنى أحاديث عديدة، وفي الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تُنتزَع الرحمة إلاَّ من شقيٍّ"؛ روى البخاري في الأدب المفرد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "من رَحِمَ ولو ذبيحةً رَحِمَه الله يوم القيامة".

انظر إلى الرحمة العظيمة التي دعا إليها الإسلام، ثم تأمَّل ما يقوم به منفِّذوا هذه الجرائم؛ أطفال يُتِّموا، ونساء رملت، وأرواح أزهقت، وقلوب روعت، وأموال أُتلفت، فأين الرحمةُ.

9- وفي الإسلام نهيٌ عن ترويع المؤمنين وإرعاب المسلمين، ففي سنن أبي داود عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "لا يحلُّ لمسلم أن يروِّع مسلمًا"، وكم من مسلم يرُوَّع ويفَزَعَ ويفُجَعَ.

10- في الإسلام تحريمٌ للخيانة والغدر، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [الأنفال: 58].

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء: 107].

وفي "صحيح مسلم" عن أبي سعيد الخدري أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لكلِّ غادِرٍ لواءٌ يوم القيامة يُرفع له بقَدْر غَدْرَته".

وما أعظمَ الغدر الذي قام به هؤلاء، وما أشدَّ خيانتهم.

11- وفي الإسلام تحريمٌ لقتل الصبيان والنساء والشيوخ الكبار، ففي حديث بُريدة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ولا تقتلوا وَليدًا"؛ رواه مسلم.

وفي سنن أبي داود من حديث أنس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "انطلقوا باسم الله وبالله، وعلى ملَّة رسول الله، ولا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلًا ولا صغيرًا، ولا امرأةً"، وفي هذه الجرائم لم يُفرَّق بين صغير وكبير، ولا ذكَر وأنثى؛ بل يذهب ضحيَّتها من الكبار والنساء والأطفال.

12- وفي الإسلام تحريمُ الاعتداء على الآخرين وتدمير ممتلكاتهم، ففي الصحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "إنَّ دماءَكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، وهؤلاء الجُناة المعتدون كم يدمَّرون من المباني والمساكن، وكم يتلفون من الأموال والممتلكات.

وعلى كلٍّ، فإنَّ كلَّ مَن عرف الإسلامَ بأُسسه العظيمة وقواعده المتينة، وتوجيهاته الحكيمة يُدرك تمام الإدراك ويعلم علم اليقين مفارقة هذه الأعمال الإجرامية لهذا الدِّين، وأنَّها محرَّمةٌ في الشريعة لا يُقرُّها الدِّين الإسلامي الحنيف، ولا يجوز أن تُنسَب هذه الأعمالُ الإجرامية إلى الدِّين، أو أن تُلصق بالمتديِّنين.

عدد القراء : 749