البر بالوالدين
البر بالوالدين
وبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات.
البر: هو حسن الخلق.
بر الوالدين هو: الإحسان إليهما وتوفية حقوقهما، وطاعتهما وفعل الخيرات لهما.
ويكون البر بحسن المعاملة والمعاشرة، وبالصلة والإنفاق، بغير عوض مطلوب.
إن للوالدين حقاً عظيماً وفضلاً ـ بعد فضل الله ـ جليلاً كريماً، وصى الله عز وجل به وتنزل به الروح الأمين من فوق السماوات السبع العلا.
اثنان إذا ذكرتهما ذكرت البر والإحسان.
اثنان إذا ذكرتهما أسعفتك بالدموع العينان.
مضت أيامهما وانقضى شبابهما وبدا لك مشيبهما، وقفا على عتبة الدنيا وهما ينتظران منك قلباً رقيقاً وبراً عظيماً.
وقفا ينتظران منك وفاء وبراً، والجنة أو النار لمن برّهما أو عقهما.
فطوبى لمن أحسن إليهما ولم يسئ لهما.
طوبى لمن أضحكهما ولم يبكهما.
طوبى لمن أعزهما ولم يذلهما.
طوبى لمن أكرمهما ولم يهنهما.
طوبى لمن نظر إليهما نظر رحمة وودّ وإحسان، وتذكر معها ما كان منهما من برّ وعطف وحنان.
طوبى لمن أسهر ليله ونصب في نهاره وضنى جسده في حبهما،.
طوبى لمن شمر عن ساعد الجد في برهما، فما خرجا من الدنيا إلاّ وقد كتب الله له رضاهما.
تأمّل صغرك وضعفك حال طفولتك تذكّر معاناة أمّك منك، وذلك حينما جعلت بطنها لك وعاءً، ودمها لك غذاءً.
تأمل حملها لك في بطنها تسعة أشهر، تحمل معها الآلام والأنّات والزفرات.
فإذا قرب وقت وضعك وحانت ساعة خروجك إلى الدنيا اختلطت مشاعرها، فرح وحزن ... خوف واستبشار ... فتفرح وتستبشر بمقدمك .. وتخاف وتحزن من هول أمر وضعك، وما قد يحدث من أثر ذلك، ولكن يغلب فرحها واستبشارها بمقدمك على خوفها وحزنها، فكل شيء لديها يهون إذا رأتك صحيحاً سليماً.
قال تعالى: وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36].
وقوله سبحانه: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام:151].
وقوله جل شأنه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا [الإسراء:23، 24].
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أيّ العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثمّ أيّ. قال: الجهاد في سبيل الله" رواه البخاري ومسلم.
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه، أحدهما أو كلاهما ثمّ لم يدخل الجنة".
وفي الصحيحين أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: "أحيّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد".
عدد القراء : 756