نماذج من حقوق الإنسان في سيرة النبي العدنان
نماذج من حقوق الإنسان في سيرة النبي العدنان
ولذلك لما عرف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه الحقوق العظيمة للعباد خاف أن يلقى الله سبحانه وتعالى وفي ذمته شيء لعبد من عبيد الله، فقام عليه الصلاة والسلام وهو في مرض الموت خطيباً في الناس قائلاً: “أيها الناس، من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد مني اليوم ـ أي فليقتص مني اليوم ـ، ومن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد مني اليوم، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليستقد مني اليوم قبل أن لا يكون هناك دينار ولا درهم”.
ولما غلا السعر في المدينة وجاء الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: يا رسول الله غلا السعر فسعّر لنا، قال عليه الصلاة والسلام: “إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله تعالى وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال”.
ولذلك أيضاً يقول عليه الصلاة والسلام موصياً أمته كما في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه”.
ويجلس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع صحابته رضوان الله تعالى عليهم فيقول لهم الرسول عليه الصلاة والسلام: “أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار”.
عدد القراء : 1403