السبيل إلى الجهاد
السبيل إلى الجهاد
ما أسهل ما يتحقق الجهاد في سبيل الله عز وجل، ليس هناك صعوبة في تحققه، على الإنسان أن يجاهد: الجهاد بالقرآن، والجهاد على طاعة الله، وأن يعد نفسه، ولو بالنية؛ كما في حديث أبي هريرة، عن النبيّ -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "من ماتَ ولم يَغزُ ولم يحدث نفسَه بغزوٍ، ماتَ على شُعبةٍ من نِفاقٍ"([1]).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ افْتَتَحَ مَكَّةَ: «لاَ هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ، فَانْفِرُوا، فَإِنَّ هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، لاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلاَ يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا»، قَالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا الإِذْخِرَ فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ، قَالَ: قَالَ: «إِلَّا الإِذْخِرَ»([2]).
فعش في جهاد مع نفسك، وأنت تعد بالجهاد الكامل، أو ذروة الجهاد وهو قتال الأعداء في سبيل الله عز وجل، وفكر في هذا، واجتهد أن تطبق ما أمر الله عز وجل على نفسك، ومنها هذه العبودية، وإن شاء الله يتحقق ذلك.
([1]) سنن أبي داود، (4/157)، 17 - باب كراهيةِ تركِ الغزو، 2502، وأخرجه مسلم (1910)، والنسائي (3097).
([2]) صحيح البخاري (3/14 وما بعدها)، 1834. أخرجه مسلم في الحج باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها. وفي الإمارة باب المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام. رقم 1353.
عدد القراء : 704