shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

دروس اقتصادية في رمضان: بركة اقتصادية وتربية استهلاكية

دروس اقتصادية في رمضان: بركة اقتصادية وتربية استهلاكية

 

 

يتسم شهر رمضان بمضاعفة الخيرات، وحلول البركات؛ فهو بحق شهر البركة الاقتصادية للأمة الإسلامية.

وقد أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك في قوله: "أتاكم رمضان شهر بركة" رواه الطبراني.

وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر يزاد فيه رزق المؤمن" رواه ابن خزيمة.

والمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أن هناك رباطاً جلياً بين التقوى والبركة يظهر في الربط بين قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183)، وبين قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: 96].

ولكن رغم البركة الاقتصادية في هذا الشهر الكريم؛ فإن الملاحظ أن الزيادة في البركة تتحول إلى الاستهلاك لا الادخار؛ فنحن أمة - للأسف الشديد - أصبح الاستهلاك ديدنها، حتى صدق فينا القول: (إن العرب لا يعرفون كيف يصنعون الثروة، ولكنهم يعرفون جيداً كيف ينفقونها).

وبنظرة فاحصة إلى دول جنوب شرق آسيا، نجد أن نسبة الادخار في تلك الدول تصل إلى 40%، والاستهلاك 60%، وينطبق ذلك على كل الطبقات، الأغنياء والفقراء على حد سواء، أما في بلادنا فلم تتعد هذه النسبة 15%..

إن الاستهلاك المفرط لدى الأسر في رمضان يهدد حياتها الاقتصادية.

وتشير الإحصاءات إلى أن الاستهلاك في "شهر الصوم" يرتفع بنسبة تتراوح بين 10 و40 % عنه على مدار السنة.

يأتي هذا في وقت تزداد فيه الفجوة الغذائية في مجتمعنا، ومن المعلوم أن هذه الفجوة الغذائية تعني المزيد من الاعتماد على الخارج؛ ذلك لأننا أمة مستهلكة أكثر منها منتجة. ولم نصل بعدُ إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي أو إلى مستوى معقول لتوفير احتياجاتنا الاستهلاكية اعتمادا على مواردنا وجهودنا الذاتية.

وهذا له بُعدٌ أخطر يتمثل في وجود حالة تبعية غذائية للآخر الذي يمتلك هذه الموارد، ويستطيع أن يتحكم في نوعيتها وجودتها ووقت إرسالها إلينا.

عدد القراء : 597