shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

إعداد الإنسان من مهام رمضان

إعداد الإنسان من مهام رمضان

   يأتي الشهر التاسع في كل سنة هجرية ليكون فترة تقويمية يلتفت الإنسان فيها إلى ذاته، ويتبصر أحواله، ويتلمّس طريقه.

سيصوم وهو يعلم أن لا أحد يعلم بصومه إلا الله، فهل رقابة الله فيه إذاً قوية؟!

وسيفطر ولن يعلم بمدى فرحه، بل لمَ كان فرحه إلا الله، فهل هو مطمئن إلى أداء ما يرضي الله؟ وهذا هو فعلاً ما رسم البسمة على قلبه قبل محياه؟!

وسيصلي القيام، ولن يعلم بدافعه إلا الله، فهل هو في هذا أسير عادة راكمتها السنون؟ أم أن روحه سمت فقام جسمه ونشط؟!

وسيتناول السحور قبل الفجر، ولن يعلم بباعثه على ذلك إلا الله، فهل هو السحور التزام وطاعة؟ أم إنه دعم جسد ليس إلا، وخوفٌ من أن تضعف قواه المادية التي لم يعرف سواها، وكأن العناية لديه لا علاقة لها إلا بجسده؟! فساء، بهذا، الذي يعمل.

فكر أيها الصائم في مكوناتك في شهر الصيام. ومكوناتك عقل ونفس وقلب.

هل أعطيت عقلك حقه؟ وهل أديت نفسك ما يصلحها؟ وهل وفَّيت قلبك الذي يطلبه؟

فكِّر، فرمضان سيساعدك على الإجابة. لأنه شهر القرآن. والقرآن يهدي للتي هي أقوم.

ولأن رمضان شهر الصيام، والصيام يصفي ويرقي وينقي.

ولأن رمضان شهر القيام. والقيام يحرك باتجاه الحق المطلق جل وعلا.

ولأن رمضان شهر السر والنية؟ والإنسان بلا سر نظيف ونية طاهرة تائهٌ خسران.

ما وظيفة عقلك؟ سائل ذاتك، والجواب في ما أنزله الله في رمضان حين قال: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار).

ما وظيفة نفسك؟ اطلب ذلك من حالك والجواب في كتاب شرَّف الله به ليلة أضحت خيراً من ألف شهر: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). عودي إلى المقام الحق راضية بالعمل الصالح، مرضياً عليك بالإخلاص الذي تحققتِ به.

ما وظيفة قلبك؟ سترى ذلك جلياً في محكم التنزيل الذي كان في رمضان ظرفه: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون). وحق التقوى عقد قلب على قول أو فعل، ليكون هذا خالصاً في وجهته لله العظيم الرحيم.

شكراً لله سعيك يا رمضان، حفزتني على مساءلة تنفعني، ويا أمتي اعلمي أن خير جليس في الزمان كتاب ناطق بالحق، أنزل في رمضان، فليكن لك في كل الشؤون دليلاً.

عدد القراء : 749