تسويد النبي صلى الله عليه وسلم
208 تسويد النبي صلى الله عليه وسلم 8 5 1441 3 1 2020
سنن الصلاة:
(أ) رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام.
(ب) القبض (وضع اليد اليمنى على اليسرى).
(ج) دعاء الاستفتاح والتعوذ والبسملة.
(د) قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة.
(هـ) التأمين.
(و) تكبيرات الانتقال.
(ز) التسميع والتحميد.
(ح) رفع اليدين عند الركوع، والرفع منه، والقيام للركعة الثالثة.
(ط) كيفية الهوي للسجود والنهوض منه.
(ى) هيئة السجود المسنونة.
(ك) التشهد الأول وقعوده.
(ل) صيغة التشهد.
(م) الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (الصلاة الإبراهيمية).
تتمة:
تسويد النبي صلى الله عليه وسلم: التسويد من السيادة.
اختلف الفقهاء في حكم تسويد النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وحكم تسويده صلى الله عليه وسلم في غير الصلاة.
أ - في الصلاة:
ورد لفظ الصلوات الإبراهيمية في كتب الحديث والفقه مأثوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر (سيدنا) قبل اسمه عليه الصلاة والسلام.
وأما إضافة لفظ (سيدنا) فرأى مَن لم يقل بزيادتها الالتزام بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم لأن فيه امتثالاً لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من غير زيادة في الأذكار والألفاظ المأثورة عنه؛ كالأذان، والإقامة، والتشهد، والصلاة الإبراهيمية.
وأما بخصوص زيادة (سيدنا) في الصلاة الإبراهيمية بعد التشهد، فقد ذهب إلى استحباب ذلك بعض الفقهاء المتأخرين كالعز بن عبد السلام والرملي والقليوبي والشرقاوي من الشافعية، والحصكفي وابن عابدين من الحنفية، كما صرح باستحبابه النفراوي من المالكية.
وقالوا: إن ذلك من قبيل الأدب، ورعاية الأدب خير من الامتثال، كما قال العز بن عبد السلام([1]).
ب - في غير الصلاة:
أجمع المسلمون على ثبوت السيادة للنبي صلى الله عليه وسلم وعلى علميته في السيادة. قال الشرقاوي: فلفظ (سيدنا) عَلَمٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومع ذلك خالف بعضهم وقالوا: إن لفظ السيد لا يطلق إلا على الله تعالى؛ لما روي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: أَنْتَ سَيِّدُنَا، قَالَ: «السَّيِّدُ اللَّهُ»، قَالُوا: وَأَفْضَلُنَا فَضْلًا، وَأَعْظَمُنَا طَوْلًا، قَالَ: فَقَالَ: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ»([2]).
قال ابن الأثير في النهاية: أي هو الذي يحق له السيادة، كأنه كره أن يحمد في وجهه، وأَحَبَّ التواضع. ومنه الحديث لما قالوا: أنت سيدنا، قال: قولوا بقولكم أي ادعوني نبياً ورسولاً كما سماني الله، ولا تسموني سيداً كما تسمون رؤساءكم، فإني لست كأحدهم ممن يسودكم في أسباب الدنيا.
وأضاف ابن مفلح إلى ما سبق: والسيد يطلق على الرب، والمالك، والشريف، والفاضل، والحكيم، ومتحمِل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمقدم في قومه.
وقال أبو منصور: كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمدح في وجهه، وأَحَبَّ التواضع لله تعالى، وجعل السيادة للذي ساد الخلق أجمعين. وليس هذا بمخالف لقوله لسعد بن معاذ رضي الله عنه حين قال لقومه الأنصار: قوموا إلى سيدكم، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهُ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ»([3])، أراد أنه أفضلُكم رجلاً وأكرمُكم.
وأما صفة الله جل ذكره بالسيد فمعناه: أنه مالكُ الخلق، والخلقُ كلهم عبيده (أي فلا يطلق لفظ السيد بهذا المعنى على غير الله تعالى).
ومن الأدلة على جواز وصف الشخص بـ (سيدنا): قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ»([4]) أراد أنه أولُ شفيع، وأولُ من يفتح له باب الجنة، قال ذلك إخباراً عما أكرمه الله به من الفضل والسؤدد، وتحدثاً بنعمة الله عنده، وإعلاماً منه؛ ليكون إيمانهم به صلى الله عليه وسلم على حسبه وموجبه، ولهذا أتبعه بقوله: "ولا فخر" أي إن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله تعالى، لم أنلها مِن قِبَل نفسي، ولا بلغتُها بقوتي، فليس لي أن أفتخر بها
وقال السخاوي: إنكاره صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يكون تواضعاً منه صلى الله عليه وسلم، وكراهة منه أن يحمد ويمدح مشافهة، أو لأن ذلك كان من تحية الجاهلية، أو لمبالغتهم في المدح.
ومن الأدلة على جواز وصف الشخص بـ (سيدنا) قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن رضي الله عنه: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ»([5]).
وورد قول سهل بن حنيف رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا سيدي" في حديث الرَّبَابُ، قالت: سمعتُ سهلَ بنَ حُنَيفِ يقول: مَرَرْنَا بسيلٍ فدخلتُ، فاغتسلتُ فيه، فخرجتُ محمُوماً، فَنُمِيَ ذلك إلى رسُول الله صلَّى الله عليه وسلم، فقال: "مُرُوا أبا ثابتٍ يتعوَّذُ" قالت: فقلتُ: يا سيِّديِ والرُّقَى صَالِحَة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا رُقيةَ إلا في نَفْسٍ أو حُمَةٍ أو لَدْغَةٍ"([6]).
وفي كل هذا دلالة واضحة وبراهين لائحة على جواز ذلك، والمانع يحتاج إلى إقامة دليل([7]).
([1]) رد المحتار على الدار المختار 11/345، والفواكه الدواني على رسالة القيرواني 2/464، والقليوبي 1/167، وشرح الروض 1/166، وحاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب 1/21، 193، والمغني لابن قدامة 1/541 - 542 - 543 - ونيل الأوطار 2/326، والقول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص 101، وفتاوى ابن حجر العسقلاني نقلاً عن "إصلاح المساجد من البدع والعوائد" للقاسمي 140 ط (5) والمكتب الإسلامي.
([2]) الأدب المفرد، البخاري، حديث رقم (211)، (ص: 83).
([3]) صحيح البخاري، (3043)، 4/67. وأخرجه مسلم في الجهاد والسير باب جواز قتال من نقض العهد رقم 1768.
([4]) صحيح مسلم، (3 – 2278)، 4/1782. قال الهروي السيد هو الذي يفوق قومه في الخير، وقال غيره هو الذي يفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدافع عنهم.
([5]) صحيح البخاري، (2704)، 3/186.
([6]) سنن أبي داود، (3888)، 6/36. قال أبو داود: الحُمة مِن الحيّات وما يلسَعُ.
([7]) رد المحتار على الدر المختار 11/345، والفواكه الدواني على رسالة القيرواني 2/464، وحاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب 1/21، والآداب الشرعية والمنح المرعية 3/464 - 465، والقول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص 101، ولسان العرب 2/235..
عدد القراء : 732