shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

الكلام من مبطلات الصلاة

236 الكلام من مبطلات الصلاة 6 6 1441 31 1 2020

المبحث التاسع: مبطلات الصلاة:

أ - الكلام:

اتفق الفقهاء على أن الصلاة تبطل بالكلام([1]).

لما روى زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كنا نتكلم في الصلاة، يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة، حتى نزلت {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، فأُمِرْنَا بالسكوت، ونُهينا عن الكلام([2]).

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ؟ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِي، وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ»([3]).

وذهب الشافعية إلى عدم بطلان الصلاة بكلام الناسي.

واستدلوا للناسي بما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر أو العصر فسلَّم من ركعتين، ثم أتى خشبة المسجد، واتكأ عليها كأنه غضبان، فقال له ذو اليدين: أَقَصُرَت الصلاة أم نَسِيْتَ يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أَحَقٌّ مَا يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ"؟ قالوا: نعم. فصلى ركعتين أخريين، ثم سجد سجدتين([4]).

 

 

([1]) رَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) 1/413، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير، الدردير 1/289، ومغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، الشربيني الخطيب 1/195، 196، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى 1/520، 538.

([2]) أخرجه مسلم (1/383 ط. الحلبي).

([3]) صحيح مسلم، (33 – 537)، 1/381. (فرماني القوم بأبصارهم) أي نظروا إلى حديداً كما يرمى بالسهم زجراً بالبصر من غير كلام (واثُكْل أمياه) بضم الثاء وإسكان الكاف وبفتحهما جميعاً، وهو فقدان المرأة ولدها وامرأة ثكلى وثاكل وثكلته أمه وأثكله الله تعالى أمه أي وافقد أمي إياي فإني هلكت فـ وا كلمة تختص في النداء بالندبة (ما شأنكم) أي ما حالكم وأمركم (رأيتهم) أي علمتهم (يصمتونني) أي يسكتونني غضبت وتغيرت (كهرني) قالوا القهر والكهر والنهر متقاربة أي ما قهرني ولا نهرني.

([4]) أخرجه البخاري (482).

عدد القراء : 521