الخطاب بنظم الذكر من مبطلات الصلاة
238 الخطاب بنظم الذكر من مبطلات الصلاة 8 6 1441 2 2 2020
المبحث التاسع: مبطلات الصلاة:
أ – الكلام.
ب - الخطاب بنظم القرآن.
ج - الخطاب بنظم الذكر([1]):
صرح الحنفية بأن تشميت العاطس في الصلاة لغيره يفسد الصلاة.
فلو عطس شخص، فقال له المصلي: (يرحمك الله) فسدت صلاته؛ لأن هذا الدعاء يجري في مخاطبات الناس، فكان من كلامهم؛ بخلاف ما إذا قال العاطس أو السامع: (الحمد لله) فإنه لا تفسد صلاته؛ لأنه لم يتعارف جواباً، إلا إذا أراد التعليم؛ فإن صلاته تفسد.
وأما إذا عطس فشمَّت نفسه فقال: (يرحمكِ الله يا نفسي) لا تفسد صلاته؛ لأنه لما لم يكن خطاباً لغيره لم يعتبر من كلام الناس، كما إذا قال: (يرحمني الله).
وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه لا تبطل الصلاة بالذكر والدعاء، إلا أن يخاطِب غيره؛ كقوله لعاطس: (يرحمك الله).
ويستثنى من ذلك: الخطاب لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم؛ فلا تبطل به الصلاة.
وأما إذا كان الذكر لا خطاب فيه، فلا تبطل به الصلاة؛ كما لو عطس فقال: (الحمد لله). أو سَمِعَ مَا يَغُمُّهُ فقال: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، أو رأى ما يعجبه فقال: (سبحان الله)، أو قيل له: ولد لك غلام فقال: (الحمد لله).
وصرح الحنابلة بكراهة ذلك؛ للاختلاف في إبطاله الصلاة.
وذهب المالكية إلى جواز الحمد للعاطس، والاسترجاع (إنا لله وإنا إليه راجعون) من مصيبة أُخْبِر بها، ونحوه؛ إلا أنه يندب تركه.
كما صرحوا بجواز التسبيح (سبحان الله)، والتهليل (لا إله إلا الله) والحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله) بقصد التفهيم في أي محل من الصلاة؛ لأن الصلاة كلها محل لذلك.
([1]) رَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) 1/416، وفتح القدير، الكمال ابن الهمام 1/347، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير، الدردير 1/283، 285، ومغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، الشربيني الخطيب 1/196، وكشاف القناع عن متن الإقناع، البهوتي 1/196، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى 1/537.
عدد القراء : 646