من معاني العيد
من معاني العيد
من أراد معرفة أخلاق الأمة، فليراقبها في أعيادها.
إذ تنطلق فيه السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها.
والمجتمع السعيد الصالح، هو الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة. وتمتد فيه مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى، حيث يبدو في العيد متماسكاً متعاوناً متراحماً، تخفق فيه القلوب بالحب والود والبر والصفاء.
العيد في الإسلام، له مفهومه الخاص.
إن العيد في الإسلام غبطة في الدين، وطاعة لله، وبهجة في الدنيا والحياة، ومظهر القوة والإخاء.
إن العيد في الإسلام فرحة بانتصار الإرادة الخيرة على الأهواء والشهوات.
إن العيد في الإسلام، خلاص من إغواءات شياطين الإنس والجن، والرضا بطاعة المولى. والوعد الكريم بالفردوس والنجاة من النار.
ليس العيد في الإسلام انطلاقاً وراء الشهوات، وحلاً لزمام الأخلاق وتفسخاً من القيم.
ليس في العيد ترك للواجبات، ولا إتيان للمنكرات.
قد يأتي العيد على أناس، ذاقوا من البؤس ألواناً بعد رغد العيش.
قد يأتي العيد على أناس تجرعوا من العلقم كؤوساً بعد وفرة النعيم.
فاستبدلوا الفرحة بالبكاء وحل محل البهجة، الأنين والعناء.
يجب أن لا تُنسينا فرحة العيد أن هناك آلاماً وجروحاً في الأمة لم تلتئم بعد.
هناك أناس أبرياء مظلومون. سوف يدخل عليهم العيد، وما زالوا تحت وطأة الظلم والقهر والعدوان.
كم من يتيم يبحث عن عطف الأبوة الحانية. ويتلمس حنان الأم. وأبوه قد ذهب وقطعت أوصاله.
سوف يحل العيد وهناك من يرنو إلى من يمسح رأسه، ويخفف بؤسه.
وهناك الألوف من الأرامل اللاتي توالت عليها المحن فقدت زوجها، تذكرت بالعيد عزاً قد مضى تحت كنف زوج عطوف.
فأي عيد نفرح فيه. وسهام الشر وسموم العدو يفتك في أجسام الأمة من كل ناحية.
كم هو جميل أن يقارن الاستعداد للعيد، لفرحته وبهجته، استعداداً لتفريج كربة، وملاطفة يتيم، ومواساة ثكلى. يقارنه تفتيش عن أصحاب الحوائج، فإن لم تستطع فأسعفهم بكلمة طيبة وابتسامة حانية، ولفتة طاهرةٍ من قلب مؤمن.
عدد القراء : 631