shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

ذكرى عاشوراء

ذكرى عاشوراء

قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.

إن أعزّ ما عند الإنسان في هذه الحياة نفسه وروحه التي بين جنبيه.

لذلك يحافظ الإنسان ـ وبخاصّة المؤمن ـ على حياته، ويبعد عنها أي أذًى.

المؤمن ـ بالإضافة إلى ما تدعوه إليه فطرته من المحافظة على نفسه ـ يردعه الوازع الديني والالتزام الشرعي من إلقاء نفسه في التهلكة أو الإقدام على القضاء على حياته.

إن ما تشهده بعض الساحات الإسلامية من الاستهتار بالحياة واللامبالاة تجاه حفظ الروح الإنسانية، ما هي إلا انحراف عن قيم ومبادئ الدين وعدم إدراك صحيح وواعٍ لروح الدين.

إن حياة الإنسان في حال تعارضت مع الأهداف القيمية والمبادئ السامية تنتج معادلة أخرى، بحيث يضحّي الإنسان بنفسه من أجل هذه القيم والمبادئ، وهي المبادرة التي يطلق عليها القرآن تعبير: (في سبيل الله).

ومن يضحّي بحياته وروحه في سبيل هذه القيم يطلق عليه بأنه (شهيد)، المأخوذ من الشهادة أي الحضور، فالإنسان الذي تذهب نفسه فداء لدينه ومعتقداته وقيمه لا يغيب عن الحياة، بقدر ما يكون شاهدًا وحاضرًا في قلوب المؤمنين بقضيته، وشاهدًا على ساحته التي إليها انتمى وإلى عصره الذي عاشه.

إن درجات الشهادة تتفاوت بتفاوت الهدف والقيمة والمواقف التي يقفها الشهيد.

الإمام الحسين سلام الله عليه والرضوان في قمّة درجات الشهادة، وذلك للموقف الحازم والحاسم الذي وقفه ضدّ الانحراف والظلم والطغيان.

(إن كان في قتلي إحياء لسنة جدي فيا سيوف خذيني).

المظاهر التي أحدثها بنو أمية:

التسلط القهري على الأمة، وتوريث الحكم، وإلغاء رأي الأمة، والتلاعب ببيت المال، ومصادرة الحريات.

فالإمام الحسين لم يخرج طلبًا للحرب والقتال، وإنما خرج طلبًا لإصلاح حال الأمة الإسلامية، آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر.

خيروه بين الاستسلام ومبايعة يزيد أو مناجزته القتال، ولم يكن من شأن الأحرار أن يقبلوا بخيار الذلة، فرفع شعاره الذي امتدّ طوال التاريخ حتّى يومنا هذا: (هيهات منّا الذلّة)، فكانت شهادته التي مهّدت لحركات التحرّر في تاريخنا الإسلامي، وألهمت العديد من حركات التحرّر في العالم.

من دروس عاشوراء:

انتصار الحق على الباطل.

الثبات والصبر.

الباطل مهما طغى وتجبر وظهر أنه قوي فإنه مهزوم، ولا بد أن يعاقبه الله تعالى: وأن الله تعالى قد يؤخر النصر حتى يأخذ المسلمون بأسباب القوة ويعودوا إلى الله {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: من الآية 7].

عدد القراء : 584