#كورونا ذكر الله شفاء من السقم
#كورونا ذكر الله شفاء من السقم
كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتداوى بالذكر عليه الصلاة والسلام، يشتكي فينفث في يديه بالمعوذات، ويمسح رأسه وسائر جسده صلى الله عليه وسلم، ويفعل ذلك ثلاث مرات عليه الصلاة والسلام، وكان يداوي بها أيضاً، فكان يرقي حسناً أو حسيناً
ويقول: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك).
في صحيح مسلم (4/ 1718)، 40 - (2186) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: «بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ»
فالرسول كان يداوي بالأذكار، ذكر الله تطمئن به القلوب وتقوى الأبدان، بل وبه تدفع الأمراض التي حلت بالأبدان.
ألا ترون أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه رقى اللديغ الذي لدغته الحية بفاتحة الكتاب، فشفى الله اللديغ بإذن الله، هذا اللديغ الذي يحتاج الآن عند الأطباء كافة إلى أدوات ووسائل، فشفاه الله سبحانه وتعالى بفاتحة الكتاب.
في صحيح البخاري (6/ 187)، 5007 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا فَنَزَلْنَا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الحَيِّ سَلِيمٌ، وَإِنَّ نَفَرَنَا غَيْبٌ، فَهَلْ مِنْكُمْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ، فَرَقَاهُ فَبَرَأَ، فَأَمَرَ لَهُ بِثَلاَثِينَ شَاةً، وَسَقَانَا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً - أَوْ كُنْتَ تَرْقِي؟ - قَالَ: لاَ، مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِأُمِّ الكِتَابِ، قُلْنَا: لاَ تُحْدِثُوا شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ - أَوْ نَسْأَلَ - النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ ذَكَرْنَاهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».
(جارية) بنت صغيرة أو أمة مملوكة. (سليم) لديغ لدغته عقرب أو نحوها. (نفرنا) رجالنا. (غيب) جمع غائب. (راق) اسم فاعل من رقى يرقي إذا عوذه بالله تعالى. (نأبنه) نعلمه أنه يرقي.
فذكر الله له تأثير على القلوب وعلى الأبدان، وهو طارد للشيطان،
في صحيح مسلم (1/ 539)، 212 - (780) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ».
في صحيح مسلم (3/ 1598)، 103 - (2018) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ "، (قال الشيطان) معناه قال الشيطان لإخوانه وأعوانه ورفقته.
إن من دلائل النجاة -خاصة في هذا الزمان- الوقوف عند القرآن، والتأدب بآدابه، والالتزام بحدوده.
من أراد أن يغيثه الله عز وجل من هذه الفتن والمحن شرح قلبه بالقرآن، فعاش مع آياته وعظاته، وارتاح لما فيه من الذكرى والعظة من رب العالمين {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصدُورِ} [يونس:57]
يقول ابن عطاء: الموعظة للنفوس، والشفاء للقلوب، والهدى للأسرار، والرحمة لمن هذه صفته.
من أراد أن يشفي الله صدره من الفتن، وأن يغيثه من المحن، فليلتزم بهذا الشفاء والدواء، ثم سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، يتعلمها ويلتزم بها قولاً وعملاً، ظاهراً وباطناً.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تثبت قلوبنا على طاعتك، وأن تشرح صدورنا لمرضاتك، وأن تجعلنا من خاصة عبادك المتقين، من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن توفقنا لكل عمل يرضيك عنا، وأن ترزقنا التمسك بالسنة عند فساد الأمة، اللهم إنا نعوذ بك من حياة تبعدنا عنك، ومن حياة توجب غفلتنا عن ذكرك وشكرك، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، نستغفرك اللهم ونتوب إليك.
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وعلى آله وصحبه أجمعين.
عدد القراء : 656